قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"قمة شرم الشيخ" .. إنذار شديد اللهجة للميليشيات المسلحة .. ومصر تعود إلى مقصورة القيادة من جديد..وقطر ما زالت لغزا محيرا


نجاح القمة العربية مرهون بتنفيذ القرارت .. والبقاء دائما للأقوى
موقف قطر من تسليح الجيش الليبى يدعم اتهامها بتسليح الارهابيين
تشكيل قوة عسكرية مشتركة اختبار صعب للعرب والنجاح يرفع سقف الطموح
القرار المستتر للقمة: إنذار شديد اللهجة للمليشيات المسلحة بعد عاصفة الحزم وسط بحار متلاطمة من المد والجذر والشك والريبة واعمال العقل واستعراض العضلات استضافت مصر القمة العربية السادسة والعشرين فى مدينة السلام " شرم الشيخ" التى أثبت أن العرب قوتهم فى وحدتهم وليس فى تفتتهم وتشرذمهم وأكد القمة بما لا يدع مجالا للشك ان وحدة العرب يمكن أن تكون درع وسيف يحميهم من مؤامرات الخارج وفتن الداخل من مكر الحاقدين ومن غدر المتربصين .
القمة العادية انطلقت وسط ظروفا غير عادية نظرا لحجم المخاطر التى أصبحت تحيق بالعالم العربى من كل جانب فالاوضاع فى ليبيا تزداد سوءا وتدهورا والارهاب انتقل إلى بقعة جديدة على الارض العربية بتكتيك جديد وتطور نوعى فضرب متحف باردو فى تونس وداعش يتمدد فى سوريا والعراق وليبيا وبات يمثل تهديدا قويا لكل من مصر ودول الخليج وحتى المغرب العربى ليس بمنأى عن نيرانه ولهيبه واليمن السعيد شهدا تطورا دراماتيكيا للأحداث بسبب الأطماع الحوثية فى السيطرة على كل مقاليد الامور بطريقة المغالبة وليس المشاركة اعتمادا على حليف قوى يساعد هو ايران وهو الامر الذى استدعى إلى البدء فى شن عملية عاصفة الحزم قبل انطلاق اعمال القمة بساعات على القواعد الحوثية بعد أن أخرج حلفاء الحوثى لسانهم للجميع غير مكترثين بنتائج ما يقومون به .
كل هذه الظروف غير المواتية جعلت القمة العربية تعقد بنكهة جديدة تبرز بين أروقتها لحظات التحدى والاصرار والرغبة من جديد إلى المشاركة فى صنع الاحداث وليس مجرد مشاهدتها والتفاعل معها عبر شاشات الفضائيات .
من هنا جاءت أهمية القمة العربية وما ترتب عليها من نتائج وقرارات ولعل أبرز ما شهدته هذه القمة هو مشاركة أمير قطر رغم نبرة الخلافات الحادة التى تزكى نيرانها وسائل الاعلام فى البلدين وبقاء مقعد سوريا شاغرا بدون ممثلين وضعف المشاركة الاماراتية لأسباب غير معلومة حتى الان بجانب فرار الرئيس اليمنى من جحيم الحوثيين إلى السعودية والحضور منها إلى شرم الشيخ للمشاركة فى القمة .
• نجاح القمة
وعلى الرغم من كل هذه الملاحظات إلا أن القمة حققت بلا شك نجاحا منقطع النظير للقيادة المصرية فى العودة من جديد إلا مقصورة القيادة العربية والامساك بالدفة من جديد بعد أن تركتها مجبرة ومكرهة عقب اندلاع هوجة الربيع العربى المزعوم والتى ادت إلى انقسام العرب وتفتتهم وتشرذمهم وإرتمائهم فى أحضان الغرب المتآمر عليهم هربا من جحيم الفتن الداخلية التى تحدق بهم من كل جانب .

لقد بعثرت هجمة العربيع العربى كل أوراق اللعبة السياسية على خريطة الوطن العربى الكبير فمن دول تورطت فى الربيع العربى وتحولت إلى ساحات للفتتن والمعارك بين أبناء شعبها وصولا إلى مرحلة الاقتتال الداخلى وسوريا وليبيا خيرا مثال على ذلك إلى دول خافت من اهتزاز عروشها تحت قوة الهزات التتابعية والارتدادية لزالزال الربيع العربى ففعلت أمرين إما بالانغلاق على نفسها أو بالتحالف مع أعداء العرب وتزويدهم بالمال والسلاح اللازم لتفتتيت العرب بأموال العرب لضمان السلامة والنجاة .
القمة أثبتت مجددا ان العالم العربى يمكن ان يكون قوة مؤثرة فى العالم وليست متلقية للأوامر فقط ولكن هذا مرهون بالوحدة والتكتل وإعادة تجميع الشتات العربى من جديد حتى يكون للعرب كلمة مسموعة .
• البيان الختامى
البيان الختامى للقمة جاء قويا ومحققا لجزء كبير من الامال والطموحات العربية حيث دعا لإنشاء قوة عسكرية عربية، تشارك فيها الدول اختياريا، وتتدخل هذه القوة عسكريا لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء بناء على طلب من الدولة المعنية، وهو القرار الذي تحفظ عليه العراق.
وبموجب هذا القرار يمكن أن نطرح سؤالا وهو هل يعتبر قرار إنشاء قوة مسلحة عربية إنذارا شديد اللهجة للميليشات المسلحة وتقوم إعادة حساباتها من جديد خوفا من قوة الردع الوليدة أم يكون هذا القرار وبالا على العرب جميعا ويتم إنهاك جيوشهم فى مثل هذه الموجهات وبالتالى يتم استنزاف الاموال العربية من جديد من قبل أباطرة صناع وتجار السلاح فى العالم .. عموما هو قرار محفوف بالمخاطر وننتظر نتائجه على الارض
وأيد البيان الختامى للقمة الإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية ضمن عملية "عاصفة الحزم"، مطالبا الحوثيين "بالانسحاب الفوري من العاصمة صنعاء والمؤسسات الحكومية وتسليم سلاحهم للسلطات الشرعية" مؤكدا على ضرورة الاستجابة العاجلة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعقد مؤتمر في السعودية تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي فهل تنجح عاصفة الحزم فى ردع الحوثيين أم أنها ستكون بمثابة زلزال جديد يضرب المنطقة العربية بأسرها.
• رفض عراقى
العراق من جانبه أعلن جدد رفضه لأي تدخل عسكري من أي دولة في شؤون أي دولة أخرى، ودعا إلى اعتماد الحوار سبيلا للحل، أما لبنان فشدد على السير بأي موقف يقوم على الإجماع العربي، ونأى عن أي خطوة لا تحظى بالإجماع أو التوافق.

ودعا البيان الختامى إلى تقديم الدعم السياسي والمادي الكامل للحكومة الشرعية في ليبيا بما في ذلك دعم الجيش الوطني كما طالب القادة العرب مجلس الأمن بسرعة رفع الحظر عن واردات السلاح إلى الحكومة الليبية باعتبارها الجهة الشرعية، وتحمل مسؤولياته في منع تدفق السلاح إلى الجماعات الإرهابية مشددا على دعم الحكومة الليبية في جهودها لضبط الحدود مع دول الجوار.
وأكدت القمة ضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤولياته الكاملة إزاء التعامل مع مجريات الأزمة السورية، وطالبت الأمين العام للجامعة العربية بمواصلة اتصالاته مع الأمين العام للأمم المتحدة من أجل إقرار خطة تحرك مشتركة تضمن إنجاز الحل السياسي للأزمة السورية وفقا لمؤتمر جنيف 1.

وجدد المجتمعون تأكيدهم المطلق على سيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث، داعين الحكومة الإيرانية إلى الدخول بمفاوضات مباشرة مع دولة الإمارات أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر.
• لغز قطر
ولكن الشئ الملاحظ والمثير للدهشة والاهتمام أن دولة قطر التى تفاءل البعض بمشاركتها فى القمة على أعلى مستوى حينما حضر الامير تميم بنفسه على رأس الوفد القطرى أصرت مجددا على التغريد خارج السرب حيث تحفظت قطر بالكامل على قرار دعم الجيش الوطنى الليبى ورفع الحظر عن تسليحه وهو أمر غير مفهوم ويزيد موقف قطر الغامض غموضا وخاصة فيما يتعلق بدعم الجماعات المسلحة الخارجة عن الشرعية القائمة فى بعض الدول وخاصة ضحايا الربيع العربى فيما فسرت الجزائر الفقرات المتعلقة برفع الحظر وتسليح الجيش الليبي على أنه يندرج ضمن السياق السياسي للحل.
أكثر قرارات القمة العربية أهمية عو قرار تشكيل قوة عربية مشتركة وهو القرار الذى دعا إلى مثله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى القمة العربية التى استضافتها مصر عام 64 وهو ما قد يفسره العبض أن القومية العربية استيقظت من ثباتها العميق الذى استمر 51 سنة للتفكير فى مثل هذا القرار الذى يعيد العرب كعلاعب أساسى فى تركيبة التوزانات السياسية العالمية من جديد .
• رهانات النجاح
انفض مؤتمر القمة وتبقى آليات تنفيذ القرارات الصادرة عنه مرهونة بوجود إرادة ورغبة حقيقة للبقاء وسط عالم تحول إلى غابة لا مكان فيه للضعفاء وتعد هذه القرارات اختبارا صعبا للعرب لأنهم لو أثبتوا رغبة حقيقية فى التنفيذ وخاصة فيما يتعلق بتشكيل قوة عسكرية مشتركة والنجاح فى مواجهة العصابات المسلحة التى تعيث فى الارض فسادا وتهدد العالم العربى بالتقسيم سيكون هناك قرارا منتظرا يمكن ان يصادفه قدرا كبير من النجاح وهو إنشاء السوق العربية المشتركة الحلم المؤجل منذ عام 1957 حينها سيكون العرب قوة عسكرية واقتصادية هائلة ستجبر العالم على إشاركها فى كل القرارات المصيرية التى يتم اتخاذها لأن بحار السياسة العاتية تجرف وهى فى طريقها المترددين والضعفاء والعاجزين عن حماية أنفسهم أو إطعام شعوبهم وتنمية بلدانهم ..
لننتظر فقد يكون قرار السوق العربية المشتركة هو أهم القرارات عن القمة القادمة التى عرضت المملكة المغربية استضافة دورتها الـ 27 .. ان غدا لناظره قريب وقد يكون قريب جدا