الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجندي لـ«جبر»: فتواك بتحريم تسريح الشعر 3 مرات لا تتماشى مع طبيعة العصر

صدى البلد

قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه يجوز للرجل أن يسرح شعره أكثر من مرة يوميًا، مشيرًا إلى عدم وجود نص ملزم يحدد عدد مرات "ترجيل الشعر".
وأضاف الجندي لـ«صدى البلد»، تعليقًا على فتوى الشيخ يسرى جبر، أحد علماء الأزهر، بتحريم تسريح الرجل شعره 3 مرات في اليوم الواحد»، أن هذا الرأي لا يتماشى مع فقه الواقع أو طبيعة العصر الذي نعيش فيه أو على ما ينبغي أن نقيس عليه، منوهًا بأنه لون من العبث الذى لابد أن نتجاوزه وننصرف عنه في إطار الدعوة إلى إصلاح وتجديد الخطاب الديني، مطالبا بأن يتركوا الناس يفعلون ما يروق لهم في ترجيل شعرهم.
وأكد أن إبراز هذه الأمور تعسير على الناس بجعل الأمور المباحة مكروه أو محرمة، منوهًا بأن هذه القضايا تثير الجدل ولسنا بحاجة إليها، مطالبًا مشايخ الفضائيات بالتوجه إلى فقه الأولويات وما يفيد المجتمع ونلفت الأنظار إليه؛ لأن هذه الثقافة الشرعية الصحيحة التي نريد أن نوصلها إلى الناس، فبعض الناس لا يعرف كيفية صلاة الجنازة والخسوف والكسوف، فيجب توعيتهم بأمور معينة، وينبغي على المشايخ أن يجددوا من خطابهم الديني.
وشدد المفكر الإسلامي، على أنه لا يمكن وضع قاعدة عامة في عدد تسريحات الشعر أو تنظيفه، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي يدعو إلى النظافة ويحافظ عليها، مستشهدًا بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ، وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ، تَجْمَعُ الأَكْبَاءَ فِي دُورِهِمْ»، وبحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ»، وبحديث: «مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ».
وأفتى الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابق، أنه لا مانع من تطويل الشعر أو تقصيره والاعتناء به وترجيله مادام يراه الناس طبيعيا ولا يغير خلقة الله ويرجع ذلك للعرف والظروف والعصر الذي نعيش فيه، منوهًا بأنه ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن شعره كان طويلاً ويرجله.
وأشار إلى أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ نِعْمَةً، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى خَلْقِهِ»، موضحًا أن الشعر الجميل نعمة أكرم الله بها من اختصه بذلك فلا مانع من الاعتناء به مادام في حدود المعقول ولا يوجد إصراف في ذلك ويبعده عن التشبه بالنساء.
وأوضح أن الناس في عهد الرسول الكريم كانوا يرتدون العمائم ولا يهتمون بتسريح شعرهم يوميا لأنه لا يظهر من العمائم، منوهًا بأننا في زمننا الحالي لا نرتدي شئيًا على رءوسنا فينبغي على المسلم أن يظهر بالشكل اللائق حتى لا يتربص بنا أعداء الدين، مؤكدًا أن من يرتدي العمامة لا يحتاج إلى تسريح شعره مطلقا.
ونوه عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن الأصل في الأشياء الإباحة وليس التحريم، منوهًا بأن إطالة الرجل شعره جائزة شرعًا وليست تشبهًا بالنساء لأن الحجاب فرض عليهن وإظهارهن لشعرهن حرام شرعا.
وتابع: إن الوضوء يكون 5 مرات في اليوم؛ ما يطر المسلم إلى تسوية شعره وهذا مباح؛ لأنه لو تركه على هيئته لتقزز منه الناس، منوهًا بأن الوضوء تجديد لشكل المسلم وحيويته، فهذا لا يعد إصرافا مع أنه يرجل شعره 5 مرات يوميا عقب الوضوء.
يذكر أن الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، قال إن كثرة تسريح الرجل شعره مكروه شرعًا، لأنه يعتبر تشبهاً بالنساء فى الاهتمام بالزينة، مؤكداً أن النبى –صلى الله عليه وسلم- كان يأمر الرجال بتسريح شعرهم فى اليوم مرة أو كل يومين مرة ولكن ليس كثيراً.
وأوضح «جبر»، خلال تقديمه لبرنامج «اعرف نبيك» المذاع على فضائية «الناس»، أن رسولنا الكريم –عليه الصلاة والسلام- كان يسرح شعره على فترات متباعدة، مستشهداً بقول أحد الصحابة –رضوان الله عليهم-: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ التَّرَجُّلِ إِلَّا غِبًّا»، مشيراً إلى أن الترجل هو تسريح الشعر، ومعنى كلمة "غبا" أى على فترات متباعدة.
وتابع: «إنه إذا أكثر الرجل من تسريح شعره يكره له ذلك، فإن بالغ فيه يحرم عليه ذلك، لأنه سيكون متشبهاً بالنساء والتشبه بهن حرام شرعاً».