قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الداخلية أضاعت حق «خالد»!!

0|أشرف مفيد

1024x768

أرهقتنا برامج التوك شو مؤخراً لدرجة وصلت إلى "حرق
الدم" بمتابعتها المستفزة لحادث "سيدة المطار"، خاصة وأن تلك
التغطيات الإعلامية التى لم تخلو من "شبهة" عدم الحيادية من جانب بعض
الإعلاميين الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض لهذه "السيدة" حيث وصفها العض
بأنها بنت "ناس" وما كان يجب التعامل معها على هذا النحو المهين بينما
اعتبرها البعض الآخر "مجرمة" وتستحق الشنق.
وحتى أرحم نفسى من "وجع الدماغ" فإننى لن أخوض
فى مسألة "الأصول" أو "الحسب والنسب" لأن سيدة المطار ستكون
خاسرة بكل تأكيد فمن يشاهد نصف دقيقة فقط من الفيديوهات التى انتشرت عبر مواقع
التواصل الاجتماعى سيتأكد وبما لا يدع مجالاً للشك أنه يشاهد درسا فى تنمية مهارات الوقاحة
وأصول فن "الشرشحة" وقلة الأدب، لأن ما حدث لا يمت للأدب بأى صلة، ولو
كان "أولاد الناس" يتصرفون على هذا النحو من "الانفلات" سواء
فى الكلام أو حركات وإشارات اليد، فكيف يكون الحال بالنسبة لـ"أولاد
الشوارع" وساكنى الأرصفة والنواصى.
وإحقاقاً للحق فإننى كنت وما زلت على يقين تام بأن ضابط
الشرطة المقدم خالد فوزي بطل القضية هو الذى يستحق التحية والتقدير لما
يتمتع به من هدوء أعصاب يصل إلى حد وصفه بـ"البرود" وهو يتلقى الإهانات
من السيدة الغاضبة والتى لم تتوقف عند حد
"القول" فقط بل وصلت إلى "الفعل" أيضاً برش الماء ومد اليد
والتطاول بكل وقاحة وبشكل يمثل إهانة بالغة لـ"الزى العسكرى" الذى كان
يرتديه الضابط "المنضبط"، وهنا
يمكن "مربط الفرس" لأنه وكما علمت من بعض الأصدقاء الذين يعرفونه
"عز المعرفة" هو إنسان طيب بطبعه ولا يتعامل مع المحيطين به محتمياً خلف
زيه العسكرى أو كونه ضابط شرطة بإمكانه أن "يفترى" على خلق الله مثل عدد
ليس قليل من ضباط الشرطة الذين منهم "من قضى نحبه ومنهم من ينتظر".
خلاصة القول إن الضابط خالد وأثناء أداء وظيفته تعرض
للاعتداء من مواطنه كانت " فضيحتها بجلاجل" بعد تصويرها صوت وصورة وهى
تقوم بتصرفات من المستحيل أن تصدر عن "ناس فايقة" وبالطبع هناك قانون
يجرم الاعتداء على الموظف العام أثناء أداء عمله وهو ما كان ينبغى على
"الداخلية" الاستناد إليه خاصة وأن القضية شبه محسومة وهذه السيدة
سيعاقبها القانون على تلك التصرفات الموثقة فى الفيديوهات التى تفوح منها رائحة
كريهة.
وأعتقد أنه فى حالة التعامل مع الأمر بهذه البساطة سيكون
الضابط "المنضبط" خالد قد أخذ حقه بالقانون ودون اللجوء إلى أية أساليب أخرى من التصرفات "إياها" التى لم يعد لها وجود الآن بعد ثورتين غيرتا
وجه الحياة على أرض مصر، ولكن يبدو أن هذا التغيير لم يكتمل بعد، فقد فوجئنا فى
اليوم التالى من الواقعة بصدور بيان من وزارة الداخلية يفيد بأن "سيدة
المطار" تم العثور على كمية من "الحشيش" فى حقيبتها وأنها اعترفت
بأن هذه المخدرات بغرض الاتجار، فتغيرت الصورة تماماً وتحولت "الجانية" إلى مواطنة "غلبانة " بل ومجنى عليها أيضاً، حيث إن هذا "البيان" قد أعاد إلى الأذهان
الفكرة السابقة عن الداخلية بأنها حينما تغضب على أى شخص فإنه فى غمضة يتحول إلى
تاجر مخدرات ويتم ضبطه بكمية حشيش "تودى فى داهية" وطبعا علينا أن نتخيل
ما سيترتب عن هذه المصيبة.
أنا على يقين بأنه تم بالفعل العثور على المخدرات فى
حقيبة السيدة، كما أعلم أيضاً أنه ليس كل ما يعرف يقال، خاصة حينما يكون هذا
"القول" ضاراً ولن يعود بأى فائدة بل وربما يأتى بآثار عكسية ويقلب
الأوضاع رأساً على عقب، وهو ما حدث بالفعل فما أن تم الإعلان عن وجود تلك
المخدرات بحوزة السيدة حتى أعاد إلى الأذهان حكاية "تلفيق" التهم للأبرياء
ومحاولات تشويه سمعة الشرفاء فضاع "حق" الضابط خالد وسط هذه الفوضى
الإعلامية.
ألم يكن من الأفضل ترك الأمر على طبيعته دون اللجوء إلى
حكاية المخدرات ليأخد القانون مجراه بمحاسبة الجانية على كل ما اقترفته من أخطاء بدلاً
من أن تتحول فى نظر الكثير من البسطاء إلى مواطنة "مجنى عليها" رغم كل ما
صدر عنها من وقاحة وقلة أدب مسجلة بالصوت والصورة.