إلى حاملي فيروس "سي": لا تنتخبوا أبوالفتوح!!

فى معرض تعليقه على المرشحين المنافسين لرئاسة الجمهورية أبدى القيادى الإخوانى السابق المدعوم من تيارات دينية عديدة عبد المنعم أبو الفتوح، امتعاضه من أن أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية مصاب بفيروس سي، قاصدًا حمدين صباحى، وأن مرشحا ثانيًا أجرى جراحة فى المخ قاصدًا أحمد شفيق، والحقيقة أن مثل هذا الكلام يحتاج إلى تعليق ومراجعة، لأنه يأتى من مرشح يصف نفسه بأنه مرشح إسلامى، فكيف يعاير الناس بمرضهم، ويشكك فى صلاحيتهم للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية.
بالنيابة عن نفسى باعتبارى أحد حاملى فيروس سي، وبالأصالة عن نحو 8 ملايين مواطن على الأقل، أصابهم هذا الفيروس اللعين، أسجل احتجاجى على مثل هذا الكلام، وأدعو جميع زملائى فى المرض إلى عدم انتخاب السيد أبوالفتوح.
منذ اكتشاف إصابتى بفيروس سي، لم أعرف ان قانون العمل يمنع تعيين المصابين بفيروس سي فى أى عمل فى الحكومة، أو القطاع الخاص، وهو ليس من نوعية الأمراض التى تفقد العقل، أو تؤدى بمن يصاب بها إلى العجز عن العمل أو عدم القدرة على تحمل المسئولية، صحيح أنه فى مراحل متأخرة قد يؤدى إلى الإصابة بسرطان الكبد، لكن الاكتشاف المبكر للفيروس، والعلاج منه يجنب الكثيريين مثل هذه المضاعفات.
ومعلوماتى أن الزميل الصحفى حمدين صباحى، سافر وهو عضو مجلس شعب إلى ألمانيا حيث تلقى علاجًا من فيروس سي، كما أن عشرات الآلاف من المصريين يعالجون فى مستشفيات وزارة الصحة ومراكز الكبد على مستوى الجمهورية بالإنترفيرون الذى تصل نسبة نجاحه إلى أربعين بالمائة، وقد ارتفعت النسبة إلى ثمانين بالمائة بعد إدخال عقار جديد مضاد للفيروسات.
الخلاصة أن إصابة مواطن بفيروس سي ليست مجالا للمعايرة، لأنه لا معايرة ولا شماتة فى المرض، كما ان إصابة ملايين المصريين بهذا الفيروس كانت بسب جهل صحى عام لا ناقة لنا فيه ولا جمل، وبالتالى ليس من حق أحد لا أبو الفتوح أو غيره ان يقصى 8 ملايين مواطن من حقهم الدستورى فى الترشح لرئاسة الجمهورية، خاصة، أن فيروس سي ليس من الفيروسات التى تؤثر على القوى العقلية للإنسان أو تمنعه من تحمل أي مسئولية، وإلا جلس هؤلاء الملايين فى بيوتهم.
كما أنه لا يصح من السيد ابو الفتوح وهو طبيب أقسم على عدم إفشاء أسرار المرضى، ألا يعايرهم بأمرضهم، أو يشكك فى قدراتهم، والغريب أن أبوالفتوح فى مناظرته مع عمرو موسى قال انه مصاب بالسكرى وارتفاع ضغط الدم، وباعتبارى عضوا فى نادى المصابين بالسكر والضغط، فإن السكر قد يؤدى بصاحبه إلى حالات غيبوبة إذا ارتفع أو انخفض السكر فى الدم، أما الضغط فإنه فى حالات إرتفاعه قد يؤدى إلى نزيف فى المخ، مما قد يصيب صاحبه بالغيبوبة وربما للوفاة.
وإذا أخذنا أعراض مرضى ابو الفتوح فإنها أخطر من فيروس سي المصاب به حمدين صباحى، عموما إذا لم تستح أيها المرشح فافعل ماشئت.