هل اشترى عبد القدوس نقابة الصحفيين؟!

أمس نظم الزميل محمد عبد القدوس، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، مؤتمرا صحفيا لبعض من يقولون إنهم موظفون بوزارة الطيران المدنى لعرض ما يقولون أيضا إنها تجاوزات المرشح لرئاسة الجمهورية الفريق أحمد شفيق، وقد أصدرت وزارة الطيران المدنى بيانا قالت فيه إن من شاركوا فى المؤتمر ليسوا موظفين بالوزارة، فيما احتشد عدد من أنصار شفيق أمام مبنى النقابة ودارت اشتباكات بين الفريقين خارج وداخل مبنى النقابة.
هذا ما حدث بالأمس وصوره بعض الفضائيات، لكن ما جرى يستحق أن نسأل الزميل محمد عبد القدوس: هل اشترى نقابة الصحفيين ليفعل بها ما يشاء، ويعبر عن تيار سياسي معين يخوض معركة انتخابية شرسة من أجل رئاسة الجمهورية؟.
لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المفروض منها الدفاع عن حرية الصحافة بشكل أساسى ثم الحريات العامة، ومن تنتهك حقوقهم.. ولا أعتقد أن من جاء بهم عبد القدوس لنقابتنا تنطبق عليهم هذه الشروط.. وإنما كان الهدف هو منح معارضى شفيق حصانة نقابة الصحفيين، لتبدو النقابة وكانها تتبنى الاتهامات التى يوجهها البعض ضد الفريق شفيق.
وهناك ملاحظتان مهمتان الأولى أن الاتهامات التى يلف ويدور بها البعض منذ أكثر من عام ضد الفريق شفيق حققت فيها النيابة العامة وانتهت إلى حفظها لعدم وجود ما يدين الفريق شفيق، كما أن موقع أحمد شفيق على الإنترنت رد على كل هذه الاتهامات ومنها إسناد إنشاء المطار الجديد إلى شركة تابعة لمجدى راسخ ومحمود الجمال وأصدقاء شفيق بالأمر المباشر وبأرقام فلكية وتكلف أكثر من 3.3 مليار جنيه بقروض من البنك الدولى.. ثم اتضح أنه تم إسناد المشروع من خلال مناقصة دولية وتمت ترسيته على شركة TAV التركية والشركة القابضة للطرق والكبارى، وليس بالأمر المباشر.
الثانى أن إعادة إنتاج الاتهامات الملفقة ضد شفيق بدأت تندلع منذ ثلاثة أسابيع حينما بدأ شفيق يتقدم فى استطلاعات الرأى، وتخطى المرشحين الإسلاميين عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسى، لذلك طرحت الاتهامات فى مجلس الشعب رغم أنه غير مختص، لكن الهدف كان أن يشاهدها الناس باعتبارها اتهامات جديدة ويعلن السيد الكتاتنى إحالتها للنائب العام.
إذن نحن أمام حرب بين شفيق والإخوان على مقعد الرئاسة، وللأسف الشديد دخل محمد عبد القدوس طرفا فى المعركة نيابة عن جماعة الإخوان التى ينتمى إليها مورطا نقابة الصحفيين فى معركة لسنا طرفا فيها، ووصل الأمر إلى اشتباك بين أنصار شفيق ومعارضيه ليس فى الشارع وإنما داخل النقابة.
نقابة الصحفيين ملك لكل الصحفيين، وهى إحدى دروع الوطن لحماية حرية الرأى والتعبير.. لكنها ليست ملكا لمحمد عبد القدوس ولا جماعة الإخوان، كما لم تكن من قبل ملكا للحزب الوطنى.. ولا لأي رئيس، فأرجو من جميع الزملاء ألا يوظفوا النقابة ويستغلوننا فى معارك جماعاتهم السياسية الانتخابية.