قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"الفريق" و"البديل"


لا فرق جوهريا في المضمون والمعنى بين "الفريق" أحمد شفيق و"البديل" محمد مرسي، وانتخاب أحدهما يعني في حالة الأول وأد الثورة وإعادة انتاج نظام مبارك، وفي حالة الثاني وأد الثورة أيضا وتحويلها إلى إدارة ملحقة بمكتب الإرشاد.
الفريق والبديل.. هما المرشحان الوحيدان اللذان يملكان تنظيمات جبارة على الأرض، "الفريق" تحتشد وراءه بقايا الحزب الوطني الكامنة في مواقع الدولة المصرية العميقة في المحليات والمدارس والمستشفيات والمصالح الحكومية وأجهزة الأمن، وهؤلاء محترفو تزوير انتخابات، صحيح أن الظرف مختلف والدولة لم تعد ملك يمينهم، لكن الصحيح أيضا ان الممسكين ببقايا تلك الدولة يفضلون "الفريق" لاعتبارات سياسية وانحيازات طبقية وسيجندون أجهزة الدولة للتصويت له.
البديل..أيضا يملك تنظيما حديديا احترف بدوره لعبة الانتخابات، وله على الأرض أذرع أخطبوطية، تفتي إحداها باسم الإسلام لتوجيه التصويت، وتوزع الأخرى"كراتين" الأرز والشاي والسكر واللحم، وتنفق الثالثة الأموال على سماسرة الانتخابات، وتستغل الرابعة المساجد لحشد الاتباع.
الفريق.. قال لأعضاء الحزب الوطني انها فرصتهم ومعركتهم الأخيرة، وسيخوضها دفاعا عن مصالحه ومصالح التيار والشخوص والتوجهات التي يمثلها، وهو تيار ليس معاديا للثورة أو خصما لها فقط لكنه البديل الموضوعي عنها، وغايته النهائية إعادة الاوضاع إلى ما قبل 25 يناير(وكأن نظاما لم يسقط وكأن ثورة لم تقم).
البديل.. أيضا يعتبرها معركة الجماعة الحاسمة لتأكيد شعبيتها وانقاذها من التآكل، واتمام مخطط التمكين والسيطرة والامساك بجميع مفاصل الدولة وتطويعها لمصلحة مشروع دولة المرشد أو دولة الشاطر (لا فرق جوهريا بينهما).
الفريق.. يستخدم خطابا إعلاميا عاطفيا يلعب به على مشاعر البسطاء والخائفين، ويعد بإعادة الأمن خلال 24 ساعة وببعض التحسينات الشكلية في هيكلة النظام، ويتكئ على مقولات متداعية مثل البلد في حاجة إلى رجل دولة وأصحاب خبرة، ويغلف هذا العبث بالحديث عن رتبته العسكرية ومشاركته في الضربة الجوية في حرب اكتوبر (تاني الضربة الجوية) .
البديل.. يستخدم أيضا الخطاب العاطفي نفسه، لكن مستغلا الدين ومطوعا إياه لتحقيق أهدافه، بنشر فتاوى معلبة ومفصلة على مقاسه، وببث إعلان تأييد ابو تريكة له استغلالا لشعبيته، وبحشد مجموعة من أصحاب اللحى والاتباع والمريدين في المؤتمرات الانتخابية.
إذا كانت هذه أوجه الشبه فان البديل تفوق على الفريق في سوابق تؤكد انه يعتبر مصر غنيمة يوزع منها الانصبة على المؤيدين والمريدين، وسأعرض لثلاثة أدلة فقط تؤيد هذا المعنى:
الأول: عرضت الجماعة على الدكتور محمد سليم العوا التنازل لمصلحة البديل مقابل (لاحظوا مقابل) منحه منصب النائب العام، وتعويضه عن النفقات التي دفعها أثناء الحملة الانتخابية.
الثاني: تواصلت المفاوضات مع حازم أبو إسماعيل لإعلان تأييده للبديل مقابل (لاحظوا مقابل) منحه منصبا كبيرا يناسب حجمه وهو نائب رئيس الجمهورية، وسيعلن حازم اليوم -كما قال- موقفه النهائي من المرشحين في اللحظات الحاسمة.
الثالث: أعلن الكتاتني وهو رئيس مجلس شعب "مصر" لا مجلس الجماعة، تأييده لمرسي عبر صفحته على الفيسبوك، وأغلق بأمر الشاطر "دكان" مجلس الشعب لينتشر النواب تأييدا للبديل، وعطل الاتفاق على معايير اختيار لجنة تأسيس الدستور انتظارا لإعلان نتائج الجولة الاولى ليفصل الدستور على مقاس الجماعة ووفق هواها، ما يعني ان البديل سيكون-كما الكتاتني- رئيسا لدولة المرشد لا رئيسا لمصر.
ان الوقائع تثبت ان الجماعة تتعامل مع مصر بمنطق الفريسة والصياد، تنقض عليها وتشل حركتها لتوزع من لحمها الحي الانصبة والغنائم.لا فرق جوهريا إذن بين الفريق والبديل، وأي صوت في الصندوق لأحدهما هو توقيع جديد على وأد الثورة.