الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"أوبر" و"كريم" والتاكسي الأبيض


ومين فينا ماركبش التاكسى الأبيض قبل ما ينقرض ويحل محله التاكسى الأبيض بس! ومين فينا ما شافش المُر فى التاكسى الأسود وشاف الأمَرين فى التاكسى الأبيض بس!
طبعا أي تغيير فى أى مجتمع بيكون له هدف واضح كالارتقاء بالخدمة والتطوير للأفضل والوصول لحالة الرضا دائما، لكن فى مصر الأمر مختلف تماما، فالتغيير مش لازم يكون للأفضل خالص، بل بالعكس ممكن مثلا يتم التغيير من باب التفاؤل والتشاؤم!! أو من باب المجاملات أو عشان السبوبة والمصلحة أو يتم التغيير بشكل دورى بغض النظر عن السبب والهدف، ولكنهم يتبعون فقط المبدأ الجاهلى "هذا ما وجدنا عليه آباؤنا قائمون".
طبعا لسنا هنا بصدد جريمة اختيار التاكسى الأبيض كبديل عصرى للتاكسي القديم، فأصحاب الاختيار هم أنفسهم أصحاب اللوحات الجديدة، وبما أنهم خدوا براءة يبقى الكلام مالوش لازمة!
لكن وبعد سنوات من تجربة التاكسى الأبيض، أثبتت التجربة أنه سيئ ويزداد سوءا وربما صار أسوأ من التاكسى القديم والمشاكل عديدة، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر مشكلة التلاعب فى العداد التى صارت مشكلة عامة، فنادرا ما تجد تاكسى لم يبرمج العداد كى يغالى فى الأجرة، ومنها أيضا مشكلة تهالك السيارات فى فترة قصيرة وأغلبها معطل فى الشوارع رغم حداثة عهدها نسبيا، ومنها أيضا امتناع أصحاب التاكسى عن تشغيل التكييف حتى لو طلب الزبون ذلك بحجة توفير البنزين أو المحافظه على الموتور، ومنها أيضا سوء المعاملة، والأهم والأخطر انتشار حوادث السرقة والخطف والاغتصاب التى تتم بواسطة التاكسى!
كل ذلك وحكومات بلدنا حكومة تلو الأخرى لا تزال تعتبر مشروع التاكسى الأبيض مشروعا فعالا وبديلا ناجحا ولا أعلم ما مدى مبرراتهم أو مقاييسهم للنجاح، ولكنها ومن المؤكد معايير فاشلة وتنم عن انعدام الرؤى تماما.
أما ونحن مازلنا نعانى كان العالم يتطور ويبحث عن حلول ويصل لنتائج حقيقية من شأنها الارتقاء بالخدمة لمصلحة المواطن عموما سواء كان سائقا أو راكبا، ومن هنا نشأت شركات التوصيل الخاصة، والتى تهدف فى الأساس إلى توصيل خدمة التاكسى للراكب وهو فى منزله بجودة فائقة وأريحية تامة، فقط كل ما عليك أن تقوم بتشغيل البرنامج الخاص بالشركة على تليفونك المحمول ثم تطلب سيارة فى الميعاد الذى تحدده وتقوم الشركة بتوصيل طلبك على الفور لأقرب سائق إليك وتخبرك برسالة على موبايلك برقم السيارة وماركتها ولونها واسم السائق، بل وترى السيارة على الخريطه وتتابعها حتى تصل إليك، وفى أغلب الأحوال لا تزيد مدة الانتظار أكثر من عشر دقائق تكون خلالها سيارة ملاكى فاخرة آخر موديل من أرقى الماركات منتظرة سيادتك تحت بيتك!!
حضرتك بتركب وإما بتكون محدد مسبقا وجهتك عن طريق الخريطة أو بتقول للسائق عايز تروح فين وبيوصلك وينتظرك إذا أردت، وتستطيع أن تطلب منه التوجه لأى مكان آخر بعد ذلك أو إنهاء الرحلة، وعند إنهاء الرحلة بتنزل سيادتك وبيتم خصم المبلغ من الفيزا الخاصة بك بعد أن يتم إخطارك برسالة فيها جميع تفاصيل رحلتك.

طبعا ممكن حد يقول لا يا عم دى أكيد تسعيرة سياحية وغالية جدا، لكن المفاجأة فعلا إن الشركات دى بتقدم كل تلك الخدمات بسعر أقل من سعر التاكسى العادى!!
أيوه دى حقيقة، فمثلا شركة "أوبر" الأمريكيه بتحاسب بنفس تسعيرة التاكسى الأبيض أو ربما أقل قليلا، وشركة "كريم" الإماراتية بتحاسب بتسعيرة مقاربة للتاكسى الأبيض، وبالفعل الشركات دى دخلت مصر منذ شهور قليلة وبدأت تكتسب شعبية لما تقدمه من خدمة مميزة جدا للراكب وما تقدمه من مكسب مادى عال ومحترم للسائق وما تمنحه من أمان تام للنساء والأطفال وما تقدمه من حل عصرى لمشاكل العلاقة بين السائق والراكب، فهنا لا يوجد تعامل نقدى (أوبر) وحتى إن وجد (كريم) يكون بديلا من ضمن البدائل ويضمن لك الاستفادة من كل قرش دفعته، حتى وإن لم يكن هناك فكة، فالباقى الزائد عن ثمن الرحلة يدخل بأكمله فى حسابك لاستغلاله فى المرة المقبلة.
نموذجان عصريان للتاكسى الأبيض والبقية تأتى، ولكن السؤال الأهم، هل ستدعم الحكومة الحالية أو التالية تلك الأفكار التى تستطيع تأمين مكسب مادى شهرى للشباب يفوق الخمسة آلاف جنيه على الأقل كما تستطيع تأمين وسيلة مريحة وعصرية لكثير من العائلات المصرية؟
هل ستقف الحكومة بالمرصاد وبالعراقيل المعتادة لكل جديد يأتينا كى تثبت فى كل مرة إنه مافيش أمل؟!
أتمنى ولربما جل ما أتمناه فقط أن تكف الحكومة يدها وتغض طرفها عن تلك المشاريع وتتركها تعمل فى هدوء بدون أى تدخل من شأنه أن يفسد المنظومة كاملا.
والله ما فيها حاجة لو نجرب مرة نعمل حاجة صح من غير ما نحط التاتش بتاعنا..!
وأخيرا جربوا تاكسى أوبر (uber) أو كريم (careem)، وأكيد مش هتندموا وجايز تركنوا عربياتكم وتدمنوا استخدام التاكسى زى ما ناس كتير اوى فى العالم بدأت تعمل كده ومنهم أنا وناس كتير أعرفها.. تجربة تستحق الإشادة والتجربة!!!