قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بين مطرقة "الإخوان" وسندان "النظام"


انتابتنى نفس الصدمة التى أصابت غالبية المصريين بعد ظهور النتائج شبه النهائية للانتخابات المصرية باحتمالية دخول مرشح الإخوان "مرسى" جولة الإعادة فى مواجهة مرشح النظام السابق "شفيق"، فإلى من سأتوجه بصوتى، فكلاهما مساوئه أكبر بكثير من مميزاته والاختيار بينهما مثلما هو صادم لى فهو صادم لكل القوى الثورية التى لاقت الويلات لأكثر من عام من أجل التغيير، ولكن الأخطر هنا أن نقاطع التصويت لأنه فى النهاية دون جدوى.. فالحقيقة أن النهاية ستكون لأى منهما ولابد أن نتعامل مع هذا المتغير الجديد بنوع من الواقعية وهو من من سأختار؟!!
دعونا نتفق أن المقاطعة لن تفيد لأن أحدهما آت لا محالة، إذن فلنحسبها حساب المكسب والخسارة أو على الأقل فلنحاول أن نتجه لأقل الخسائر مادامت لاتوجد هناك مكاسب من وراء الاثنين، لذلك دعونا نحلل سويا مزايا وعيوب اختيار أى من الاثنين.
فالأول مرشح جماعة الإخوان التى شاركت المصريين ثورتهم فى الميدان ولا خلاف على تقديمها للشهداء وحماية الميدان خلال ثورة "يناير المجيدة"، إلا أنهم بعد وصولهم للسلطتى "الشعب" و"الشورى" لم يقدموا أى شىء يرضى طموحات الثوار أو أهالى الشهداء، فقد أغوتهم السلطة وأبعدتهم كثيراً عن الشعب الذى أتى بهم فإذا وصلوا إلى كرسى الرئاسة هل يعودون إلى صفوف الجماهير وهل يكون "مرسى" رئيساً لكل المصريين؟.. هل يصبح رئيساً مستقلاً عن الجماعة التى دعمته وترشح عبرها؟.. هل سيطبق مخطط الإخوان لـ"أخونة" مؤسسات الدولة لينتج لنا من خلاله حزب وطنى جديد لا تستطيع أن تعارضه؟.. إلا أنه فى هذه الحالة سيصبح فكر وأيدلوجية لن نستطيع أن نعارضها معها، ولكن بالرغم من كل هذا فهو مرشح لا يوجد بينك وبينه دم أو ثأر أو قتل ثوار.. إذن فالنتيجة أنه هناك بصيص أمل فيه بشرط تقديم ضمانات منه كافية لتصديقه، حيث إننا اعتدناه مخادعاً.
أما الثانى فهو رمز واضح وصارخ من رموز النظام عمل معه وزيراً ورئيساً للوزراء فى أخطر مرحلة من مراحل الثورة، يتهم بالمشاركة فى قتل الثوار أثناء توليه الوزارة فى "موقعة الجمل"، وانتخابه يعيد للأذهان صورة الحزب الوطنى والنظام عموماً بجميع مساوئه، بيننا وبينه دم الثوار ولا يستطيع أحد أن ينكر أن فى كل الأحوال أن ديكتاتورا عسكريًا سيحكم البلاد، ولكن فى الوقت نفسه فهو وضعه لن يختلف كثيراً عن النظام الحالى فهو مجرد امتداد له تستطيع أن تختلف معه، ولن تقدر على الاعتراض عليه، والأهم من هذا وذاك أنه ليس له مرجعية دينية أو جماعة يجب أن يعود لها فى قرارته، نظامه مكروه لكن اعتدناه ونعرف كيف نعترض عليه وكيف من الممكن أن نغيره.
فى النهاية يجب أن نختار مهما كانت مرارة الاختيار، حاول أن تظفر ولو بأقل الخسائر.. مصر من وراء القصد.