قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

دولة الزند


يظن المستشار أحمد الزند انه رئيس دولة الزند القضائية والمتحدث الرسمي والوحيد باسمها ،ويحق له بهذا التصور توزيع الاتهامات وفرض الأولويات واعادة ترتيب الأجندات، وهو تصور يحتاج إلى كثير من المراجعة والتأمل،لان ردود الأفعال القضائية الغاضبة من الزند والمتهمة اياه بالاصطفاف مع السلطة–أي سلطة– ضد قضاة الاستقلال ومكتسبات الثورة أكبر بكثير من ردود أفعال بقية فئات المجتمع الرافضة لتصريحاته.
يرفض الزند ما أسماه تغول السلطة التشريعية على القضائية، وهو قول لا علاقة له بما حدث في جلسة البرلمان وهى مذاعة على الهواء وقيل بها آراء غاضبة عن حكم رأينا جميعا انه لم ينتصر لدماء الشهداء،وبه ادانة واضحة لأجهزة الأمن بطمس الأدلة، قد تكون الكلمات الغاضبة جنحت من البعض أحيانا لكنها في النهاية لم تكن سوى تعبير عما يجيش في صدور ملايين المصريين.
يدعى الزند انه لا يجوز التعليق على الاحكام، وهو ادعاء باطل لان من يصدر الاحكام بشر قد يخطئون أو يصيبون أو ينحازون أو يتأثرون، بدليل ان القضاء نفسه أقر مراجعة الحكم باستئنافه ونقضه.
دعا الزند صراحة القضاة إلى الامتناع عن أداء الواجب في نظر القضايا والاشراف على الانتخابات، وكأنه يمن علينا بأداء الواجب المكلف به قانونا والذي يتقاضى عنه أجرا ماديا وتقديرا معنويا، وليس من حقه أبدا وفق أي معيار تحريض زملائه عن الامتناع عن العمل وإلا وجب مسائلته بالقانون الذي يتحدث باسمه.
هدد الزند كل قضاة تيارالاستقلال الذين رفضوا تصريحاته، متوعدا اياهم بجرجرتهم في المحاكم،مسقطا في وقت ادعى فيه الدفاع عن القضاة قناعا مصطنعا حاول التخفي وراءه، مظهرا الوجه الحقيقي الكاره لتيار الاستقلال.
ارتكب الزند أكبر خطأ يمكن ان يقع فيه قاض وهو تسيس المنصة لصالح شخص أو توجه، وقد فعلها الزند وبلغة ركيكة ومبتذلة أحيانا أكثر من مرة،الأولى عندما أعلن تأييده للواء عمر سليمان في برنامج تليفزيوني، والثانية عندما انحاز للفريق شفيق في مؤتمره الصحفي، وقبلها بعامين عندما احتشد وراء سيناريو التوريث، صحيح ان الزند لم ينطق اسم عمر سليمان صراحة لكنه قال كل الصفات الدالة عليه مثلما تقول (تسير على أربع وتقول نونو وتأكل الفأر ثم تدعي انك لم تكن تقصد القطة)، وصحيح أيضا انه لم يعلن صراحة تأييده لشفيق لكنه اتهم مرسي وتياره بالهجوم على القضاء، وانه لن يقبل تشريعاتهم، وانهم لا يصلحون لقيادة البلاد، ولو كان يعلم ان تلك الاشكال ستنجح ما أشرف على الانتخابات.
ونأتي الان إلى الأهم لنسأل المستشار الزند لماذا لم نسمع لك صوتا عندما سحل القضاة- نعم سحلوا- أيام نظام مبارك؟، لماذا لم نسمع لك صوتا عندما تدخل جمال ورجاله لتفصيل مؤسسة القضاء لصالح سيناريو التوريث؟، لماذا لم نسمع لك صوتا عندما اغتصب حق القضاة في الاشراف على الانتخابات ليسهل على عز والوريث تزويرها؟، لماذا لم نسمع لك صوتا عندما أحيل رموز القضاء الشامخ أمثال المستشارين هشام البسطاويسي وأحمد مكي إلى مجالس التأديب؟، ولماذا لم نسمع صوتك عندما سافر 19 أمريكيا أمام عينيك بأمر قضائي مسيس؟
ليعلم الزند ان كل المصريين يفخرون بقضائهم الحر والنزيه، ويعتبرونه ملجأ وملاذا لكل الضعفاء والمظلومين، لكن هذا لا ينفي ان مؤسسة القضاء مثل أي مؤسسة أخرى تضم عددا كبيرا من البشر مختلفي القيم والتوجهات، يمكن ان تضم فاسدين ومرتشين ومتلاعبين بالقانون، وكشف تلك القلة والطلب من المؤسسة تطهير نفسها بنفسها أمر يصب تماما في مصلحة استقلال القضاء وحياديته.