قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مشاكل تهدد الأمن القومى المصرى

0|عبد الله المغازي

لا أبالغ إذا قلت إننا أصبحنا بلا شك أمام هجمة
شرسة على القومية والهوية العربية، وذلك عن طريق محاولات تأجيج الصراعات الطائفية
والمذهبية داخل الدول العربية وهو ما شهدناه مؤخرا فى العراق وسوريا و اليمن
ولبنان ، وهو ما دعى لتدخل عربى سريع حتى لا تتفاقم الأوضاع فى اليمن ويتحول
الصراع الطائفى والسياسى إلى حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس فى اليمن و مما قد يؤدى
إلى ضياع دول أخرى عربية مثلما ضاعت الصومال وضاعت ليبيا لحدا كبير للأسف الشديد .
لكن الأمر أكثر تعقيدا من أن نتصور أننا بحاجة لقوة
عربية لمحاربة مليشيات الحوثيين فى اليمن فقط، بل أننا نحتاج لقوة عربية مشتركة
لحماية الأمن القومى العربى فى كل الوطن العربي وعليها أن تبدأ بالفعل ولا أعلم
لماذا توقفت الفكرة فجأة ؟....لأن التحديات كثيرة وكبيرة ومن الواضح أنها ليست
مؤقتة، بل أن الأمر من الممكن أن يطول لمدد طويلة .
ولعل ما يحدث فى الدول العربية يجعلنا نفكر بالفحص
والدراسة لماذا تنهار هذه الدول بسهولة أمام جماعات أو مليشيات مسلحة، وهو ما حدث
فى سوريا وليبيا والصومال واليمن بصورة غريبة وعجيبة وسريعة، ومن الممكن أن تكون
الأسباب سريعة ولعل أهمها عدم التأييد الشعبى للسلطة القائمة وترهل وفساد الجهاز الإدارى
فى هذه الدول وأغلبها يستحوذ فيها كبار السن من رجال الدولة على مقاليد الحكم
فترات طويلة (دولة العواجيز)، والإصرار على عدم تجديد دماء النخب السياسية والنخب
الحاكمة بحجة الخبرة والكفاءة الموجودة فقط من وجهة نظرهم فى عواجيز الحكم .
لذلك يتبادر للذهن تساؤلات عديدة تدور محاورها حول
أمن مصر القومى، وهل نحن قادرون على حمايته حكومة وشعبا؟ وهل من الممكن أن نضع له
خططًا مدروسة بعناية لمواجهة المخاطر والتحديات المستقبلية أم أننا نتعامل مع ما
يستجد من أحداث فقط؟ ....وهنا تكون الخطورة لأنه لابد لحماية أمننا القومى أن نكون
مستعدين دائمًا لحمايته، وإلا لن ننعم بالأمن والأمان ولن يكون هناك هدوء ولا مناخ
يسوده الحب والإخاء بين أبناء الوطن الواحد، لذلك كله لابد من التخطيط والعمل على ثلاثة
محاور أساسية لو أردنا التقدم لمصرنا وحماية أمنها القومى وهى التعليم الصحيح
لأبنائنا لعدم الاعتماد على الحفظ و فقط فى المناهج، وأقترح على وزارتى التربية
والتعليم والتعليم العالى إرسال خبرائها إلى دول شرق أسيا المتقدمة ويشاهدون
بالتفصيل كيف نهضت هذه الأمم بفضل تطوير التعليم فيها، ولذلك أصبحت نمورًا ولم تعد
الزيادة السكانية عندهم عائقًا للتنمية بل جعلوها سلاحًا رهيبًا للتنمية وعندنا
الصين واليابان وكوريا الجنوبية أكبر شهود على صحة قولنا، ويجب التركيز فى مدارسنا
على التسامح بين الأديان السماوية وإظهار مدى التكامل والتعاون فيما بينها فى مادة
الدين عند الأولاد الصغار ونعلمهم احترام حرية العقيدة والفكر والسلوك والمبادئ والأخلاق
، ثانيًا التخطيط العلمى مع التنفيذ والسعى للاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتجية
الزراعية ولتحقيق ذلك لابد من تكاتف جميع الوزرات وخصوصًا وزارتى الزراعة والرى
لمساعدة الفلاح على زراعة السلع الاستراتجية حتى ولو تم شراؤها منه بسعر أعلى من
الأسعار العالمية، لأنها أصبحت مسألة أمن قومى، وهو ما شعرنا به بقوه بعد أزمة
القمح العالمية بعد حرائق الغابات فى روسيا أكبر مصدرى القمح فى العالم، ومع أزمة
المياه القادمة بعد بناء سد النهضة فى إثيوبيا، كما يجب التوسع فى إنشاء الصناعات
الصغيرة والمتوسطة والثقيلة .
ثالثاً والأهم حل مشكلة البطالة، وأعتقد أن أكبر
دافع للتوجه للفكر المتطرف لشبابنا واستغلالهم من قبل المتطرفين هو شعورهم بالظلم
وعدم المساواة والمحسوبية ومد السن الخدمه سنه تلو الأخرى وهذا يقهر المتفوقين
منهم ويقتل أى حافز عند أى شخص ، وبالتالى يصبحون فريسة سهلة للإرهاب، إن وطننا
عظيم يستحق مننا أن نبذل أقصى جهد لتحقيق أحلام أبنائه، وأن نهتم بشعبه وهمومه
التى أصبحت كثيرة ولا نكتفى بالاهتمام برجال الأعمال فقط وتحقيق أحلامهم على حساب
شعب بأكمله بحجة تشجيع الاستثمار فى مصر.. لك الله يا مصر.

Normal
0

false
false
false

EN-US
X-NONE
AR-SA