في واقعة صادمة تهز الضمير الإنساني، تتحول المطالبة بحق شرعي إلى اعتداء وانتهاك للكرامة، لتكشف القصة عن كيف يمكن للنزاع على المال أن يسقط أبسط معاني الرحمة والقرابة.
وكانت فتاة تبلغ من العمر 19 عاما، طالبة بكلية الطب، ذهبت برفقة خالها إلى إحدى قرى محافظة الشرقية للمطالبة بحق والدتها الشرعي في الميراث من أعمامها، ولم تتوقع أن يقابل طلبها بالقسوة بدل الإنصاف.
وبحسب ما وثقته الشهادات ومقاطع الفيديو المتداولة، تعرضت الفتاة وخالها لاعتداء من قبل ثلاثة رجال، حيث جرى التعدي عليهما في الطريق العام أمام المارة، في مشهد مؤلم يخالف كل القيم الإنسانية.
وتفاقمت الواقعة بانتهاك صارخ لكرامة الفتاة بهدف إذلالها وكسرها نفسيا.
انتشرت المقاطع المصورة فأثارت غضبا واسعا، وطرحت تساؤلات موجعة: كيف يمكن أن يتحول الخلاف على الميراث إلى عنف ضد قريبة من صلب العائلة؟ وكيف تنتهك الكرامة بهذه الصورة بدافع المال؟
ومن ثم تم تحرير محاضر من جميع الأطراف، واستمع إلى الشهود، وأصبحت الأدلة المصورة جزءا من التحقيقات.
الواقعة لا تختزل في خلاف عائلي أو نزاع على مال، بل تمثل جرحا عميقا في منظومة القيم التي يفترض أن تحمي الضعيف وتصون حق القريب قبل الغريب، فالميراث حق شرعي، والكرامة الإنسانية خط أحمر لا يجوز تجاوزه تحت أي ذريعة.
واليوم، لا ينتظر المجتمع إنصاف فتاة واحدة فحسب، بل ينتظر رسالة حاسمة بأن العنف والإهانة لن يكونا طريقا لانتزاع الحقوق، وأن القانون سيقف بالمرصاد لكل من ظن أن القوة يمكن أن تطغى على العدل.
فإقامة العدل في هذه القضية هي دفاع عن إنسانيتنا جميعا، وتأكيد بأن الحق لا يسقط مهما طال الزمن أو اشتدت القسوة.



