شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا مقلقًا في حالات العنف والاعتداء الجنسي على الأطفال، حيث تحولت بعض الجرائم إلى مشاهد عنف وحشي يهدد أمن الطفولة ويقوض شعور المجتمع بالأمان.
وتعد هذه الجرائم مؤشرًا خطيرًا على هشاشة الحماية القانونية والاجتماعية للأطفال، وعلى الحاجة الملحة لتكثيف الجهود الأمنية والتشريعية لمواجهة هذا الخطر.
الحوادث الأخيرة، التي شملت محاولات اغتصاب واعتداءات وحشية على فتيات قاصرات، سلطت الضوء على أزمة مجتمعية عميقة، دفعت الأهالي والسلطات إلى إعادة النظر في أساليب حماية الأطفال، ومراجعة الإجراءات الوقائية لمنع تكرار هذه الممارسات البشعة.
ومع كل حادثة، يزداد التساؤل حول مدى فعالية المنظومة القانونية في ردع الجناة وضمان سلامة الأطفال من الانتهاكات الجسدية والنفسية.
مواجهة الرعب المباشر
تعرضت الطفلة شيماء، البالغة من العمر 14 عامًا، لمحاولة اعتداء وحشي أثناء عودتها من يومها الدراسي، في حادث صدم الرأي العام وأسفر عن حالة رعب واضحة في المجتمع المحلي.
الحادث تضمن عنفًا شديدًا ومحاولة لطمس هوية الضحية من قبل الجاني للهروب من العقوبة، وهو ما يسلط الضوء على هشاشة الأمن الشخصي للأطفال في بعض المناطق، ويطرح تساؤلات عاجلة حول حماية الفئات الأكثر ضعفًا.
ورغم كل ما واجهته الطفلة من تهديد وحشي، تمكنت شيماء من النجاة، وأكدت الفحوصات الطبية سلامتها، ما يعكس جانبًا من ستر الله وحسن الحظ. ومع ذلك، يظل التساؤل الأكبر حول كيفية وصول المجتمع إلى مرحلة أصبح فيها الخوف جزءًا من حياة أبنائه، ومدى فاعلية الإجراءات الأمنية والقانونية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
هذه الواقعة تضع المسؤولية مباشرة على عاتق السلطات الأمنية والقضائية لاتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لحماية الأطفال ومحاسبة الجناة.
القبض على الجاني
ألقت الأجهزة الأمنية في محافظة الشرقية القبض على شاب عاطل، يبلغ من العمر 25 عامًا، متهماً بخطف طفلة "يتيمة الأب" وهتك عرضها بعد التعدي عليها بالضرب المبرح ومحاولة خلع عينيها لعدم التعرف عليه ومنع مقاومته أثناء جريمته.
تلقي اللواء عمرو رؤوف، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد عادل، مدير البحث الجنائي، يفيد القبض على "محمد ت. – 25 سنة – عاطل، مقيم بمدينة بلبيس"، متهماً بالتعدي البدني وهتك عرض طفلة تبلغ من العمر 13 سنة تدعى "ش."، مقيمة بالمساكن الشعبية بنفس المدينة.
الرعب بلا هوادة
أوضحت التحريات الأولية أن البلاغ تقدم به والد الطفلة، مشيرًا إلى أن المتهم اعتدى على نجلته تحت تهديد السلاح والضرب المبرح، وحاول خلع عينيها عندما صرخت في استغاثة للناس، حتى تمكن من النيل منها، وقالت المجني عليها إن المتهم حاول قتلها عن طريق الخنق. وعقب ارتكاب الجريمة، شعر المتهم باقتراب أحد المارة ففر هاربًا تاركًا الضحية بين الحياة والموت، حيث تم نقلها للمستشفى المركزي ببلبيس لتلقي العلاج.
تمكنت مباحث المركز من ضبط المتهم خلال 24 ساعة فقط من ارتكاب الجريمة، ما يعكس سرعة التحرك الأمني، لكن الوقائع تؤكد الحاجة لتشديد العقوبات وردع الجناة بشكل فعال.
دعم الضحية ومطالبة بالقصاص
تلقت الطفلة دعمًا كبيرًا من رواد التواصل الاجتماعي، مطالبين بالقصاص العاجل من الجاني، حيث انتشرت صور الضحية والمتهم على صفحات التواصل، وكشفت حجم الأثر النفسي والجسدي الذي تعرضت له الطفلة بعد وفاة والدها وترك والدتها لتربية الأطفال بمفردها.
وأكدت الأم في بلاغها أن الطفلة نزلت من الشقة لشراء أدوية لها ولم تعد، لتصبح ضحية لحظات من الرعب يصعب تجاوزها ما دامت حية. وطالب العشرات من الداعمين بتوفير علاج نفسي وتأهيلي للطفلة، ودعم الأسرة ماليًا لتحسين حياتهم المعيشية، في محاولة للتخفيف من آثار الجريمة البشعة.
_825_034128.jpg)
ومن جانبها، قالت الحاجة سناء، جارة الطفلة شيماء: “الجاني يبقا جار الطفلة وبيسكن في العمارة اللي جنبها، وأهله جيرانها وبعد اللي حصل حاول يهددها، وهو هدد شيماء بنفسه”.
وأضافت في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الجاني وضع أصابعه في أعين الطفلة شيماء ليعميها حتى لا تتمكن من التعرف عليه بعد فعلته، وخوفها، وقال لها: لو قلتي لحد، هأذيكي".
ولفتت إلى أن: "شيماء صغيرة لسا عندها حوالي 14 سنة، وبتشتغل في مصنع ملابس عشان تساعد أمها بعد وفاة والدها، وبتشتغل من الساعة السابعة صباحًا حتى الرابعة عصرًا. هي مش متعلمة، ما تعرفش تقرأ ولا تكتب، وما كانتش بتروح المدرسة".
وتصف سناء كيف عادت الطفلة إلى البيت بعد الحادثة: "بعد ما حصلت الحادثة، قعدت تزحف لحد ما وصلت البيت، وأختها فتحت لها الباب".
وعن أحلام الطفلة بعد كل ما مرت به، تقول الحاجة سناء وكأنها تنقل كلام شيماء: “هي عايزة حقها، وعايزة ترجع تشوف بعد اللي عمله في عينيها وعايزه حياتها ترجع طبيعية ذي باقي الأطفال اللي في سنها، وتبقى زي أصحابها، وتعيش طفولتها من غير خوف”.