"كيدهن عظيم".. خانها زوجها فاتفقت مع عشيقته على تسجيل خيانته صوت وصورة .. وسيدة تبلغ عن زوجها "تاجر المخدرات"
عندما تحب المرأة تهب لمن اختارته رفيقا لدربها حياتها، وتضعه فوق العباد، لكن حينما يجرح كرامتها أو يمس أنوثتها بسوء أو يفكر فى استبدالها بأخرى فلا يلومنّ إلا نفسه.
فوقتها ستخلع عنها ثوب البراءة وستكشّر عن أنيابها وتبدأ فى وضع خطة للفتك به، وقد يدفعها انتقامها إلى أن تزج به فى غيابات السجن بدم بارد، فإن كيد النساء عظيم.
فى السطور التالية سوف نستعرض قصصاً من واقع دفاتر محكمة الأسرة لزوجات لقنّ أزواجهنّ دروسا على تنكيلهم بكرامتهن وأجسادهن.
"عشيقة زوجى"
في غرفة صغيرة قابعة بمحكمة الجيزة لشئون الأسرة، لا يستر أركانها سوى كرسي خشبي بطانته بالية ومنضدة مغطاة بالغبار، دهانها متساقط، جدرانها تقاوم السقوط، ونافذتها ذات الزجاج المشروخ تلقي بظلالها على أرضيتها الخشنة، فتزيدها كآبة وتعبئ جوها بنسائم الحسرة والحزن، جلست الزوجة الثلاثينية، في ثياب متواضعة، تزين صدرها بوشاح حريرى داكن اللون، وتسترجع تفاصيل حياة مع رجل خان عشرتها، ولم يخرجها من متاهات ذكرياتها الحزينة سوى صوت أجش يبشرها بقرب جلسة دعوى الطلاق لعلة الزنا التي أقامتها ضد زوجها بعد 3 سنوات زواج.
بصوت متهالك من الحزن استهلت الزوجة الثلاثينية رواية تفاصيل حكايتها لـ"صدى البلد": "تزوجته رغما عني، فقد كان قلبي معلقا بغيره، لكن أهلي لم يرضوا بهذا الحب يوما، اعتبروه جريمة عاقبوني عليها بكسر ضلوعي، وأقسموا أن يلقوا بي فى حضن أول رجل يطرق بابي حتى وإن كان هذا الرجل بلا نخوة ولا شرف، يهين امرأته ويخون عشرتها، وبالفعل صدقوا قولهم، وخلال أشهر معدودة وجدت نفسى زوجة لرجل لا أعرف عنه شيئا، سوى أنه يكبرنى بعدة سنوات، ويعمل "سائق ميكروباص"، فأوهمت نفسى بأنه سيصون كرامتى ويحفظ عشرتى ، وقلت لما لا أحاول أن أحبه وأخلص له، لكن يبدو أنى كنت مخطئة فى ظني".
تلوح على وجه الزوجة الثلاثينية ابتسامة حزينة وهي تكمل حديثها:" فبمجرد أن وطأت قدمي بيته حتى اكتشفت وجهه القبيح وزيف محاسنه التي روج لها أهلي، فزوجي المحترم يقضي ليله في شد الأنفاس وابتلاع الأقراص المخدرة، ويمارس الجنس عبر الهاتف مع الساقطات، ويشاهد الأفلام الجنسية، ليس ذلك فحسب، بل كان يخونني مع جاراتي ونساء حينا الفقير بدم بارد، ووصل به الأمر أنه كان يعاشرهن على سطح منزلي، أصابتني أفعاله بالاشمئزاز، فأغلقت قلبي من ناحيته، وبت أكره كل تفاصيله وقسماته حتى أنفاسه ونبرات صوته كرهتها، فقد كانت تذكرني دوما بكذبه وبقلة حيلتي، عشت فى جحيم وصراع لا نهاية له، فما أصعب أن تحيا وتعاشر رجلا تبغضه ولا تقوى على الخلاص منه".
تنهي الزوجة الثلاثينية حديثها بالحيلة التى لجأت إليها لتثبت خيانة زوجها لها:"تمادى زوجي في خيانته لي، مستقويا بصمتى وقلة حيلتى، فقررت أن ألقنه درسا لن ينساه وأن أجعله عبرة للعالمين ليعلم أن ذبح الكرامة ليس أمرا يسيرًا، وأن انتقام المرأة المجروجة قاس، وبدأت بالفعل أعبث بدفاتره وهواتفه في غفلة منه، فقد كان لا يفارقها، وبعد عناء تحصلت على رقم أحدث عشيقاته، وتواصلت معها، وعرضت عليها مبلغا ماديا مقابل أن تصور لقاءاتها الحميمية مع زوجي، والحقيقة أنها لم تُبد أي اعتراض، فكل ما يهمها ما ستقبضه فى نهاية الليلة، وبالفعل استدرجته وصورته وهو يعبث بجسدها يعتصر مفاتنها، وبمجرد أن تحصلت منها على الصور والفيديوهات، هرعت إلى محكمة الأسرة، وأقمت دعوى طلاق لعلة الزنا، وقدمت إلى المحكمة نسخة من تلك الصور والفيديوهات، وها أنا أنتظر الخلاص من ذلك الرجل".
"ألو زوجى تاجر مخدرات"
بعباءة مزينة بنقوشات داكنة اللون تخفى قواما نحيلا، وحجاب حريرى مطرز من الأطراف بخيوط فضية، استقرت "م.أ"التى تستعد لمغادرة عامها الثالث والعشرين على مقعد رابض فى الصفوف الخلفية بإحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة معلقة عينيها الحزينتين بالحاجب الثلاثينى ذي البنية القوية والشعر الاسود المجعد فى انتطار أن يطلق من جنحرته أمر المثول لها أمام القاضى ليلقى على مسامعها حكمه فى دعوى الخلع التى أقامتها ضد زوجها"تاجر المخدرات"- حسب قولها- بعد زواج لم يدم إلا لعام واحد فقط.
بدت علامات الخوف والقلق على ملامح وجه الزوجة العشرينية الخمرى وكأن هناك من يلاحقها ليفتك بها، فمنذ أن القت بزوجها فى غيابات السجن انتقاما منه على اهانتها وسبها وصدر ضده حكم بالسجن 15 عاما لم يهدأ بالها ولم يغمض جفنها.
وبصوت يرتعش بدأت الزوجة العشرينية رواية تفاصيل حكايتها:"تزوجته بطريقة تقليدية عن طريق احد معارفنا، لم اكن قد اكملت عامى العشرين حينما تقدم لخطبتى، بينما كان يستعد هو لمغادرة عامه التاسع والثلاثين، لكن معرض السيارات الذى ادعى امتلاكه جعل اهلى يغضون البصر عن فارق السن الكبير بينى وبين عريس الغفلة، ويسلموننى له على طبق من فضة دون ان يتقصوا أثره او يتحروا عن سيرته او حتى يتأكدوا من صدق ادعاءاته، واهمين بأنه الرجل المنقذ الذى سيريح جسدى المنهك من عناء العمل فى المصانع، لكنه كان سبب شقائى، وعلى يده ذقت صنوف العذاب وواجهت شبح الموت، ودخل المال الحرام الى بيتى".
تتحامل الزوجة العشرينية على آلامها وتكمل روايتها:" بعد الزواج اكتشفت أن معرض بيع السيارات الذى ادعى زوجى المحترم امتلاكه ما هوالا ستار لاخفاء تجارته فى المخدرات، وانه يمتلك سجلا اجراميا لا نهاية لسطوره، لم اعرف وقتها ماذا افعل،هل اطلب الطلاق، وأنا لا أزال عروسا لم تُزِل نقوش حنة زفافها من يديها.
ما أصعب ان تقبل بحياة اسست منذ بدايتها على كذب وخداع، وأن ترضى بأوضاع شاذة خوفا من ألسنة الناس التى لن ترحمك اذا ما وصمتِ بعار الطلاق، وأعينهم الشامتة فى خيبتك، وايديهم الناهشة فى عرضك، ما أقسى ان تعيشى إلى جوار رجل، ذاقت روحه طعم المال الحرام".
تترقرق الدموع فى عيني الزوجة الثلاثينية فى مشهد يشى بدنو سقوطها وهى تختتم روايتها:" مرت الأيام كئيبة وثقيلة، كنت اتمنى الموت فى كل لحظة وادعو الله القدير ان يقبض روحى كى ارتاح من الصفعات واللكمات والركلات الموجهه الى جسدى الضئيل بسبب وبدون سبب، لكنى كنت اتراجع واستغفره حينما يتجسد أمامى جحيم العودة الى بيت أهلى الآيل للسقوط ، زاد زوجى فى جبروته وطغيانه، لدرجه أنه كاد ان يزهق روحى فى احدى وصلات تعذيبه لى، فقررت أن انتقم منه واثأر لكرامتى وجسدى الذى انهكه بإهانته وتعذيبه وابلغت الشرطة عنه وأرشدتهم عن المكان الذى يخبئ به بضاعته، وبالفعل تم إلقاء القبض عليه، وصدر ضده حكم بالسجن 15 عاما بتهمة الإتجار بالمخدرات،وبعدها طرقت ابواب محكمة الاسرة طالبة الخلع لانهى زواجاً لم يدم الا لعام واحد وابدأ حياة جديدة مع من يستحق، كل ما اخشاه ان ينتقم منى بعد خروجه من السجن أو يستأجر أحداً لقتلى".