فى ذكرى رحيل "عازف النجوم" حسن أبو السعود.. قدم 90 لحنا مميزا للسينما والدراما.. وشن حربا ضد "مطربات العرى"

حياة أبو السعود الخاصة كانت بعيدة عن الأضواء
قدم ألحانا مع كبار المطربين مثل عدوية وهانى شاكر
نال لقب "أفضل عازف أكورديون" بالوطن العربى خلال السبعينيات تحل اليوم، الأحد، ذكرى رحيل الموسيقار حسن أبو السعود، الذى ولد فى الثانى من شهر أبريل عام 1948، وينتمى لأسرة فنية حيث كان والده من أمهر عازفى آلة الكلارينيت الموسيقية، ودرس "أبو السعود" بكلية التجارة بجامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1970، كما أنه والد المذيع طارق أبو السعود.
حياة أبو السعود الخاصة كانت بعيدة عن الأضواء، حيث تزوج مرتين وأنجب ثلاثة أبناء، وهم "رنا" و"رشا" و"على"، الذى تخرج فى كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية.
بدأ حسن أبو السعود مشواره الفنى كعازف أكورديون فى الأفراح الشعبية وراء راقصات شارع محمد على، فعشقه للفن كان يفوق فكرة الخجل من ذلك، وقد نجح فى لفت الأنظار إلى أسلوب عزفه على الأكورديون، فطلبته الراقصات الشهيرات للعمل معهن فى فرقهن الموسيقية، وفى مقدمة هؤلاء كانت نجوى فؤاد وسهير زكى، بعدها قادت الصدفة حسن أبو السعود للعمل فى فرقة "صلاح عرام" الموسيقية التى كانت تـعد ثانى أكبر الفرق الموسيقية فى مصر.
فى تلك الفترة، تعرف أبو السعود على المطرب الشعبى أحمد عدوية، فقدم معه أشهر أغنياته، والتى ساهمت فى صنع نجومية عدوية فى أوائل السبعينيات، وكان على رأس تلك القائمة أغنية "بنت السلطان"، والتى بدأت فيها سيطرة آلة الأكورديون على باقى الآلات المصاحبة.
لم يكن "عدوية" هو الوحيد الذى حظى بألحان حسن أبو السعود، فقد غنى من ألحانه العديد من المطربين المصريين والعرب، لعل من أبرزهم "هانى شاكر، وراغب علامة، وديانا حداد، وإيهاب توفيق، وشيرين وجدى، وبهاء سلطان، وخالد عجاج، وشيرين عبد الوهاب".
وعلى الرغم من ذيوع صيته كملحن منذ منتصف التسعينيات، إلا أن أبو السعود لم يرفض أن يلحن للمطربين الشباب، كما حدث مع تامر حسنى الذى قدم له أبو السعود موسيقى أغنيته الأولى عام 2002 باسم "حبيبى وانت بعيد"، والتى حققت لتامر الشهرة والنجومية.
قرر "أبو السعود" فى منتصف السبعينيات ترك العمل فى فرقة صلاح عرام بعد أن سنحت الفرصة له للعمل فى اليابان أثناء مصاحبته لفرقة "رضا للفنون الشعبية" فى إحدى رحلاتها الفنية هناك، حيث تعلم أصول التكنيك الموسيقى الغربى على يد أحد الأساتذة اليابانيين، ثم سافر بعدها إلى لندن وباريس لفهم قواعد الموسيقى الغربية، وتعلم أحدث ما أدخل عليها، ما ساهم فى صقل موهبته لتكوين موروث غربى دعم ما لديه من موروث شرقى ليعود إلى مصر وبداخله مزيج موسيقى فنى ميزه عن غيره من الموسيقيين، فقدم ألحانا مع كبار المطربين أهلته للحصول على لقب أفضل عازف أكورديون فى الوطن العربى خلال فترة السبعينيات.
كما لحن الموسيقى التصويرية لما يقرب من 90 عملا فنيا كان من أشهرها أفلام "العار، وجرى الوحوش، وسلام يا صاحبى، وبطل من ورق، والبيضة والحجر، وشادر السمك، وأربعة فى مهمة رسمية"، كما وضع الموسيقى لعدة مسلسلات تليفزيونية أشهرها "الحاج متولى، وعيش أيامك، وسوق الخضار، والعمة نور، والعطار والسبع بنات، ونحن لا نزرع الشوك، ولن أعيش فى جلباب أبى".
وفى عام 2003، خاض حسن أبو السعود انتخابات نقابة الموسيقيين وفاز بمنصب النقيب فيها ليبدأ حربا واسعة ضد مطربات العرى رافضا منحهن عضوية النقابة، وعلى رأسهن "نجلا" و"بوسى سمير"، وبرر تصرفه هذا بقوله: "كيف أسمح لهؤلاء بدخول نفس النقابة التى كان يدخلها كبار الموسيقيين مثل عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، وأم كلثوم".
كما عمل على تحسين الوضع المالى لأعضاء النقابة ورفع معاشاتهم، وكان له دور فعال فى حل العديد من المشكلات بين الفنانين، كما حصل على العديد من الجوائز عن موسيقاه التصويرية للأعمال الفنية.
توفى الموسيقار حسن أبو السعود يوم الثلاثاء الموافق 17 من شهر أبريل عام 2007، إثر هبوط مفاجئ وحاد فى الدورة الدموية بسبب مضاعفات مرض السكر والوزن الزائد.