قال ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامي إن عام 2016 عام مفصلي في تاريخ النظام الإعلامي المصري، موضحًا أن ضرورات إعادة بناء هذا النظام على أسس متينة ورشيدة باتت أكثر إلحاحا من أي وقت مضي.
وأضاف عبدالعزيز في ورقته المقدمة في المؤتمر العام لنقابة الصحفيين الذي تعقده تحت عنوان " نحو بيئة تشريعية جديدة" بعنوان "الصحفيون المصريون وإعادة بناء النظام الإعلامي"، إن الجماعة الصحفية والإعلامية بمختلف انتماءاتها وتشكيلاتها وهيئاتها تقوم بجهود كبيرة لإرساء قواعد نظام إعلامي رشيد يضمن حرية المجال الصحفي والإعلامي من جانب ويحافظ علي مصالح الجمهور والمصلحة الوطنية من جانب أخر.
وكشف عبد العزيز أن الأداء الإعلامي يعاني من عدة مشكلات في الوقت الراهن علي رأسها تراجع معدل الثقة العامة في وسائل الإعلام وزيادة حدة الانتقادات الموجهة للمجال الإعلامي، الأمر الذي يظهر بوضوح في خطاب الدولة الرسمي وكما يظهر في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الزيادة المفرطة في الممارسات الحادة والمنفلتة والمثيرة للجدل عبر وسائط إعلامية مختلفة ، وعدم وجود منظومة تشريعية تحكم الأداء الإعلامي وتضبطه وفق ما يحدث في معظم الدول.
وأكد أن من ضمن المشكلات أيضا الانتهاكات الحادة بحق الصحفيين والإعلاميين ، وتدني القدرة التنافسية لوسائل الإعلام المملوكة للدولة وغرقها في الديون التي بلغت 35 مليار جنيه وعجزها عن الوفاء باستحقاقاتها المهنية وارتهانها بالسلطة التنفيذية، وغياب التعدد والتنوع وغلبة الصوت الواحد في أداء معظم وسائل الإعلام الوطنية والشكاوي المتكررة من تدخل بعض الأجهزة الأمنية في عمل وسائل الإعلام.
وأوضح أن من ضمن المشكلات أيضا تراجع المهنية وخلط الإعلام بالإعلان وغلبة الاعتبارات التجارية علي المقتضيات المهنية، وافتقاد مصر لتعبير إعلامي إقليمي أو دولي مؤثر، وهيمنة أنماط أداء رديئة على المحتوى الخبري في وسائط التواصل الاجتماعي التي تزيد رقعة تأثيرها من دون أن تخضع لأي ضوابط أو معايير أداء.
وأشار الى إعادة بناء النظام الإعلامي المصري عملية مركبة تستلزم تضافر جهود السياسيين والإعلاميين والمجتمع المدني كما تستلزم حرصًا وتفاعلًا من الجمهور ومتابعة دقيقة لإدراك الأهداف الإعلامية التي تتعلق مباشرة بالمصالح الوطنية.