بالصور .. فى ذكري رحيل مسحراتي الفن .. فقد بصره فى الثانية من عمره .. و«مقال» سبب تعاونه مع كوكب الشرق

في ذكرى رحيل مسحراتي الفن..
فقد بصره وهو في الثانية من عمره فوجهته أسرته لحفظ القرآن والإنشاد الديني
شيخ الملحنين نقطة انطلاقته الفعلية بأغنية "مبروك عليك يا معجباني يا غالي" لشريفة فاضل
أوبريت "الليلة الكبيرة" نقطة فارقة في مشواره الفني
مقال لكبار الكتاب سرّع من ولادة أغنية "يا مسهرني" وتعاون كوكب الشرق مع سيد مكاوي
تحل اليوم الذكرى الـ19 على رحيل شيخ الملحنين، مسحراتي الفن، تلميذ سيد درويش وزكريا احمد، الملحن سيد مكاوي، الذي ولد بحي عابدين في شهر مايو من عام 1927.
فقد "مكاوي" بصره في الثانية من عمره، ولم تستطع الاسرة انقاذه لضيق ذات اليد ما جعلها توجه نشاطه إلى حفظ القرآن واتقان الانشاد الديني.
تعاطفت والدته مع مرضه ما جعلها تساعده في تنمية موهبته فقد توسمت فيه فنانا واعدا ما جعلها تشتري له اسطوانات لكبار المطربين انذاك من بائع الروبابيكيا لرخص ثمنها لأن الحالة الاجتماعية كانت لا تسمح بغير ذلك.
في بداية الخمسينيات من القرن الماضي اُعتُمد مطربا في غناء التراث بالموسيقي الشرقية، وفي منتصف الخمسينيات اعتمدته الاذاعة المصرية ملحنا إلى جانب كونه مطربا للاغاني الدينية.
ذاع صيته واصبح اسمه يتردد بين كبار المؤلفين وكتاب الاغاني ليلحن اغنية لعبد المطلب "اسأل مرة عليا" ثم تلتها اغنية "مبروك عليك يا معجباني يا غالي" لشريفة فاضل لتكون هذه الخطوة علامة فارقة في حياة ومشوار مكاوي الفني.
صاحب "الليلة الكبيرة.. ولموا الكراريس".. تعرف علي رفيق دربه وصديقه الشاعر صلاح جاهين ليكونا معا ثنائيا فنيا ناجحا فقد تلاقت الافكار وتوحدت الرؤي ليقوم بتلحين "لموا الكراريس" الاغنية الاشهر لجاهين بمناسبة الاعتداء الاسرائيلي الوحشي علي مدرسة بحر البقر التي راح ضحيته اكثر من 20 تلميذا واصيب العشرات، ثم تتوحد الاراء اكثر ويقوم مكاوي بتلحين الاوبريت الشهير (الليلة الكبيرة ) من تأليف صلاح جاهين ايضا.
مسحراتي الفن هو اول من وضع اللحن الاساسي لغناء المسحراتي فعندما تم ترشيحه للقيام بمهمة المسحراتي اشترط عليهم ان يتخلي عن الفرقة الموسيقية تماما ويستعين بالطبلة فقط ليعد بذلك اول من قام بهذه الطريقة التي تميز بها علي مدي نصف قرن.
حلم وطال حلمه في ان يحصل على أعلى شهادة تقدير لمجهوده وهو ان يتم التعاون مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم، بدأ يحلم في يوم يجمعهما في عمل سويا لتأتي المصادفة وهو مقال نشره الكاتب رجاء النقاش، يتساءل فيه عن عدم تعاون كوكب الشرق مع سيد مكاوي الي الآن؛ لتقرر أم كلثوم ان تسمعه وبالفعل ذهب اليها في فيلتها بالزمالك لتسمع منه لحنا وكلمات كان احتفظ بها من صديقه شاعر الشباب احمد رامي التي كانت فيما بعد اغنية "يا مسهرني".
بالفعل أعجبت بها كوكب الشرق كثيرا وتمت البروفات وتم حجز الاستديو لتسجيلها واصبحت اغنية "يا مسهرني"، آخر عمل قامت ام كلثوم بغنائه في حفل جماهيري وظلت بعد فترة طويلة مريضة لا تقوى علي الوقوف على خشبة المسرح.