مرصد الأزهر: التواصل مع أهل الرسالات السماوية "قيمة دينية"
أكد مرصد الأزهر للغات الأجنبية، أن التواصل مع أهل الرسالات السماوية، قيمة دينية، ونص القرآن الكريم على هذا قال تعالى {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }، فالأصل في دعوة الإسلام التضامن والتعاون الإنساني والتواصل الإيجابي بين البشر جميعا قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وقال المرصد فى تقرير له، عن "التواصل مع أهل الرسالات السماوية في الخطاب الإسلامي" إنه إذا كان الإسلام هو الدين الذي ارتضاه رب العباد للعالمين بقوله تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، فإنه دين الأنبياء تتراً، نظراً لوحدة الوحي الإلهي لهم جميعا، وبالتالي فهو الذي يؤخذ به ويُرد؛ لأن الأصول الكلية واحدة وهو الموصى به من لدن أب الأنبياء – إبراهيم عليه السلام- وذلك أدعى أن تتواصل الرسالات ولا تتصادم لانتسابها جميعا إلى أصل واحد، قال تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.
وأضاف، أن مما يدعم التواصل الحضاري بين المسلمين وغيرهم أن الله أمر المسلمين أن يؤمنوا بجميع الرسل والأنبياء السابقين، لا يفرقون بين أحد من رسله، وأن يؤمنوا بالكتب السماوية السابقة على القرآن كما نزلت في أصلها، فقال تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.
وأوضح المرصد أن الرسول أقرَّ مبدأ الحوار الديني بصرف النظر عن نتائجه، وطبق ذلك في كتبه إلى الملوك والرؤساء للتعريف بالإسلام، نذكر منها: كتابه صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم، إحدى القوتين العظيمتين في ذلك الوقت –العام السابع الهجري- فأرسل إليه مبعوثا يحمل كتابا يعلن فيه عن الدين الذي يبشر به، وليفتتح به الحوار.
وشدد، أن قيمة السلام مقترنة بالحوار مع الآخر في لغة القرآن الكريم، مما يدل على أنه منهج نبوة، وأن المسلمين مخاطبون به شرعا.وكان من آثار هذا الحوار والاحترام المتبادل بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعظماء القوى المجاورة، أن فتح الله لرسوله وللمسلمين من بعده هذه الممالك، فدخل أهلها في دين الله أفواجا، فتحولت إلى قوة بالإسلام وباتت مهبطا للتسامح والاعتدال بقيادة الأزهر الشريف منارة الإسلام العالمية.