"حزب الله" في مرمي النيران.. موصوف بـ"الإرهاب"عربيا.. ومستنزف بالخسائر بسوريا.. ومحاصر اقتصاديا من أمريكا

مقتل 3 قادة تاريخيين من "الحزب" في دمشق وسقوط العشرات في معاركه بسوريا
دول الخليج ترحل المتعاطفين مع الجماعة الشيعية
أمريكا: "حزب الله" أحد "الأنشطة الخبيثة" التي تقوم بها طهران في المنطقة
يعيش "حزب الله" اللبناني حاليا أسوأ مرحلة منذ إنشاءه، فمع توالي خسائره البشرية في سوريا، أخرها مقتل مسؤول عملياته في سوريا، مصطفى بدر الدين، في دمشق، مؤخرا، في أسبوع وصفه المراقبون بـ"الأسود" على حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد (إيران- حزب الله- روسيا) نظرا للخسائر الفادحة في الاشتباكات مع عناصر المعارضة المسلحة في أكثر من مدينة، إلى تصنيفه كـ"منظمة إرهابية" في أكثر من محفل عربي وإسلامي، بالإضافة لملاحقته اقتصاديا من خلال العقوبات الأمريكية.
ففي سوريا، أعلن “حزب الله” أن الانفجار الذي أدى إلى مقتل القيادي العسكري، مصطفى بدر الدين، شقيق زوجة عماد مغنية القائد العسكري الراحل لـ"“حزب الله"، ناتج عن قصف مدفعي، متهما "جماعات مسلحة" في سوريا بقتل بدر الدين، والذي يمثل مقتله أكبر خسارة تلحق بالجماعة وإيران في سوريا رغم التدخل العسكري الروسي دعماً للأسد وحلفائه، فيما شكك المرصد السوري لحقوق الإنسان في هذه الرواية، مشيراً إلى أنه "لم يحدث قصف من جماعات مسلحة في هذه المنطقة منذ أكثر من أسبوع".
وبمقتل بدر الدين، تكون دمشق شهدت مقتل، قيادات تاريخية لـ"حزب الله"، مثل سمير القنطار، خلال 2015، في جرمانا في ريف دمشق، وقال “حزب الله” حينها إن الحادث بسبب صاروخ إسرائيلي، وفي 2008، قتل عماد مغنية أيضاً بسيارة مفخخة في ضاحية كفر سوسة في دمشق، فيما سقط نحو ألف من قيادات وعناصر “حزب الله” في سوريا منذ 2012، وفق الأرقام والبيانات الرسمية للحزب، التى أشارت إلى أن حصيلة قتلاها، وتحديداً الجنود منهم، بلغت ذورتها في يوليو الماضي خلال مشاركته في معارك الزبداني بريف دمشق.
وتلاقي مشاركة "حزب الله" معارضة عربية ودولية، منها تحذير المبعوث الأممي، تيري رود لارسن، من أن تورط ميليشيات "“حزب الله”" في الصراع السوري ومؤخراً في العراق "يرفع من خطر امتداد التوترات الطائفية إلى لبنان"، وهو ما تم مع اتخاذ السعودية قرارا بإيقاف المساعدات المقررة للجيش اللبناني وقوى الأمن، داعية لبنان واللبنانيين في الوقت ذاته إلى إعادة لبنان إلى محيطه العربي، بعيداً عن التأثيرات الإيرانية التي يتبناها "“حزب الله”، نظرا لرفض إدانة لبنان بسبب وجود حزب الله في الحكومة إدانة الهجوم الذي استهدف المقارات الدبلوماسية السعودية من قبل محتجين إيرانيين اعتراضا على إعدام الرياض الشيخ الشيعي نمر النمر، لتهديده أمن الممكلة، فيما أكدت وزارة الداخلية السعودية أنها ستعمل على إبعاد أي مقيم يبدي تعاطفاً مع “حزب الله”، التى تصنفه "تنظيما إرهابيا".
وامتدت الغضب من السعودية ليتسع نطاقه خليجيا وعربيا، فقد أعلن وزراء الخارجية العرب تصنيف “حزب الله” اللبناني "منظمة إرهابية"، كما قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج اعتبار ميليشيات “حزب الله” بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها "منظمة إرهابية"، وأدان البرلمان العربي التدخل الخارجي الإيراني المباشر وغير المباشر من “حزب الله” اللبناني في شؤون الدول العربية، وأيضا أدان البيان الختامي لقمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول “حزب الله” بتهم "دعم الإرهاب وزعزعة استقرار الدول الأعضاء"، ما دفع الرئيس الإيراني حسن روحاني لمغادرة.
ومنذ صدور القرار الخليجي باعتبار “حزب الله” اللبنانية "منظمة إرهابية"، توالت قرارات دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة “حزب الله” اللبناني في المنطقة، وشملت المتعاطفين معه والمؤيدين والممولين بترحيل عدد من اللبنانيين وإنهاء إقامتهم في دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك من إجراءات للتضييق على أطرافه الإعلامية والاقتصادية بحظر عدد من الشركات التجارية، ولاسيما أن جملة منها كانت تستفيد من الفرص الاستثمارية والتجارية في أسواق الخليج، والتي يعمل فيها نحو 360 ألف لبناني يحولون سنوياً نحو 4 ملايين دولار، وتمثل التصعيد باتخاذ عدة دول، مثل الكويت والبحرين والإمارات، إجراءات صارمة بحق أتباع الحزب في الخليج، ومنها إلغاء الكويت إقامات 60 لبنانياً على علاقة بـ”حزب الله”، بعد ترحيلها، والبحرين أبعدت كذلك عددا من المقيمين اللبنانيين، بعدما ثبت انتماؤهم أو دعمهم ل”حزب الله”، كما أبعدت الإمارات 70 لبنانياً عن أراضيها، دون الكشف عن الأسباب.
وإعلاميا، قررت إدارة القمر الصناعي "نايل سات" وقف بث قناة "المنار" التابعة لـ”حزب الله” رسمياً، وذلك لـ"بثها برامج تثير النعرة الطائفية والمذهبية"، وكانت مؤسسة "عرب سات" أعلنت في ديسمبر الماضي فسخ العقد مع قناة "المنار" بعد أن خالفت "نصوص العقد وروح ميثاق الشرف الإعلامي العربي".
وفي أمريكا، تستعد واشنطن لإصدار تقرير طلبه سابقا الكونجرس يتعلق بـ"الأنشطة الإجرامية حزب الله"، خصوصا في ما يتعلق بتجارة المخدرات وغسيل الأموال، وهذا التقرير سيشكل العامل الأساسي لتحديد ما إذا كان سيتم تصنيف ميليشيا “حزب الله” كـ"منظمة إجرامية عابرة للحدود"، الأمر الذي سيترتب عليه من المزيد من الإجراءات والعقوبات ضد “حزب الله”، و هاجم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إيران بسبب استمرارها إرسال السلاح إلى “حزب الله” اللبناني، فيما وصف آشتون كارتر، وزير الدفاع الأمريكي، دعم وتسليح "“حزب الله”" اللبناني بأنه"أحد الأنشطة الخبيثة التي تقوم بها طهران في المنطقة"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستبقي على العقوبات المفروضة على إيران جراء دعمها للإرهاب.