مؤتمر أورام الجهاز الهضمى والمسالك البولية يكشف عن ثورة جديدة في العلاج
طرح علاج جديد لأورام المعدة بعد مرور ١٥ عاما يشكل أملا جديدا للمرضى، وأدوية مناعية لعلاج أورام الكلى والبروستاتا بديلا للعلاج الكيميائى، واستخدام الأشعة التداخلية، والعلاجات الأشعاعية فائقة الدقة، وانتهاج اسلوب جديد لسرعة تسجيل أدوية الأورام بالتزامن مع دول المنشأ من قبل وزارة الصحة، كانت تلك أهم ما أعلن عنه المؤتمر الصحفى الذى عقد على هامش المؤتمر الدولى الخامس لأورام الجهاز الهضمى والمسالك البولية، الذى تنظمه جمعية أورام الجهاز الهضمى والكبد برئاسة الدكاترة محمود الميتينى عميد طب عين شمس، واسامة حته استاذ الاشعة التداخلية، وهشام الغزالى استاذ علاج الاورام كلية طب عين شمس.
وشارك في المؤتمر،٢٠ خبير اجنبى من مختلف انحاء العالم، من بينهم البروفوسيور هانز شمول، رئيس الجمعية الاوروبية لاورام الجهاز الهضمى، ورياض سالم أستاذ الأشعة التداخلية والعلاج بالنظائر والجسيمات المشعة لاورام الكبد بالولايات المتحدة، و البروفيسور براين رينيه استاذ علاج الاورام المسالك البولية بكليفلاند بالولايات المتحدة.
وأوضح الدكتور هشام الغزالى أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس أن أهم ما يتم مناقشته خلال المؤتمر هذا العام هو الطفرات التى حدثت فى علاج اورام الجهاز الهضمى خصوصا أورام الجهاز الهضمى المنتشر، لافتا الى ان علاج المرضى أصبح يتم بناؤه على تحديد التشخيص الجينى لكل مريض مع اكتشاف مستقبلات جديدة داخل انسجته مما أدى الى ظهور علاجات حديثة ساعدت فى زيادة نسب شفاء اورام الجهاز الهضمى من المرحلة الرابعة الى اكثر من ٧٠٪ .
وأشار الى أنه لاول مرة منذ ١٥ عاما يتم اعتماد دواء جديد لعلاج اورام المعدة غير المستجيبة للعلاج الكيميائى الاولى، وأضاف ان الاتجاهات العالمية لعلاج اورام الجهاز الهضمى واورام المسالك البولية بدأت تنتقل من العلاجات الكيميائية الى العلاجات الموجهة ليس فقط فى الادوية، ولكن فى استخدام الاشعة التداخلية، والعلاجات الاشعاعية فائقة الدقة.
فيما أشار الى ان المؤتمر الدولى الخامس لأورام الجهاز الهضمى المسالك البولية IGLUC يقدم ١٤٠ ورقة علمية، و ٥ ورش عمل لتدريب شباب الاطباء على العلاج الاشعاعى متناهى الدقة وجراحة استخدام الانسان الالى لجراحات اورام المسالك البولية، واستخدام الاشعة التداخلية فى علاج اورام الكبد واورام الجهاز الهضمى المنتشر.
وأشار الى انه سيتم وضع البروتوكولات والتوصيات الخاصة باستخدام عدد من الأدوية الجديدة لعلاج الأورام لتحديد توقيت استخدامهم، ويتم نشر هذه التوصيات والبروتوكولات لاستخدامها عالميا، كما سيتم نشر ابحاث دراسة مبشرة عن امكانية المتابعة الطبية بدلا من جراحة تحويل مسار المستقيم السفلية والقريبة من فتحة الشرج عند احراز استجابة كاملة للعلاج الأشعاعى مما سيمثل تغييرا تاريخيا لعلاج هذه الأنواع من الأمراض، الا انه يجب الحرص حتى يتم تاكيد هذه النتائج بدراسات اخرى مشابهة.
واضاف أن المؤتمر سيعلن قريبا عن مضاعفة فرص الشفاء فى اورام البروستاتا المنتشرة والحساسة للعلاج الهرمونى عند اضافة العلاج الكيميائى منذ البداية خصوصا فى المرضى الأصغر سنا والذين يعانون من إنتشار شديد للورم يصل الى حوالى ٨٠٪ ، وقد ظهرت النتائج الأولية فى الولايات المتحدة منذ عامين وتم تأكديها بدراسات اخرى ودراسات استقصائية حديثة.
ومن جانبه قال الدكتور طارق سلمان مساعد وزير الصحة والسكان لقطاع الصيدلة إن هناك نقصا فى ادوية الاورام بصفة عامة نظرا لمحدودية الأدوية المسجلة فى مصر، بسبب قلة مستحضرات الأورام عالميا وعدم وجود مستحضرات جنيسة متعددة على مستوى العالم مما ادى الى الاحتكار وارتفاع اسعارهم عالميا.
وأشار الى ان عدد مصانع انتاج ادوية الاورام فى مصر محدود نتيجة صعوبة آلية التصنيع واحتياج تلك المصانع ان تخصص منطقة مؤمنة وبعيدة عن المناطق السكانية لضمان عدم العدوى وتكلفتها العالية، بالاضافة الى عدم وجود بروتوكول موحد لعلاج الاورام يتم اتباعة اثناء العلاج وارتفاع اسعار توريد ادوية الاورام نتيجة لقيام كل جهة حكومية بالشراء منفردة.
وأوضح انه بناء على ما سبق فقد تم وضع بعض المقترحات لزيادة اتاحة مستحضرات علاج الاورام داخل البلاد، حيث تم دراسة فتح صناديق المثائل لعدد خمسة مستحضرات من مستحضرات الاورام كمرحلة اولى بحيث يتم زيادة عدد ٢مستحضر مستورد بكل مادة فعالة، وتم العرض على اللجنة الفنية لمراقبة الادوية، واوصت برفع الامر الى وزير الصحة للاستثناء.
واضاف انه تم وضع مقترح لدعوة الشركات المحلية العاملة فى مصر لانشاء خط انتاج مشترك لتصنيع مستحضرات علاج الاورام طبقا للأحتياج القومى لها.
وقال انه تم رفع مقترح بطرح مناقصة قومية لأدوية الأورام من خلال مجلس الوزراء بحيث تعمل على تحديد الأحتياجات القومية وخفض المنصرف على ادوية علاج الاورام بالجهات المخلتفة.
وتحدث الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام كلية طب قصر العينى، عن ظهور عقار جديد لعلاج أورام المعدة المتقدمة لدى البالغين بعد مرور ١٥ عاما تقريبا بدون ادوية فعالة، مشيرا الى ان العلاج الجديد يعتمد على وقف نشاط تكوين الأوعية الدموية التي تغذي أنسجة الأورام وليس كعلاج كيماوى.
وأضاف أن العقار الجديد يستخدم ايضا لعلاج المرضى البالغين المصابين بسرطان القولون والمستقيم المنتشر مع تطور المرض كخط دفاع ثان بعد فشل علاج الكيماوى بالاضافة إلي استخدامه فى سرطان الرئة فى مراحله المتقدمة بعد فشل العلاج الكيمياوى والذى يمثل حتى الآن السبب الرئيسي لوفيات مرض السرطان بين الرجال والنساء على حد سواء عالمياً.
وتحدث الدكتور أسامة حتة أستاذ الأشعة التداخلية طب عين شمس عن الجسيمات الدقيقة المشعة الموجهة بالقسطرة لعلاج أورام الكبد السرطانية المتشعبة، مشيرا إلي ان ظهورها طفرة في علاج أورام الكبد المتشعبة الميؤوس من علاجها بالوسائل الأخرى بالأشعة التداخلية.
وأوضح أن العلاج يعتمد على حقن ملايين من هذه الجسيمات من خلال قسطرة الكبد الشريانية، وهي عبارة عن أنبوبة دقيقة قطرها حوالي 2مم يتم إدخالها من شريان الفخذ الأيمن، وتوجه بالأشعة إلى شريان الكبد ثم إلى داخل الورم، حيث يتم توجيه ملايين من هذه الجسيمات، التي تستقر داخل نسيج الورم وتطلق اشعاعات بيتا محدودة المدى، والتي تؤدي إلى تدمير منطقة الورم بالكامل و تحوله إلى نسيج متليف ثم يتم المتابعة بعد ذلك بواسطة الأشعة المقطعية الحلزونية ثلاثية المراحل للكبد و كذلك دلالات الأورام.
وتعتبر هذه الجسيمات فتح جديد في علاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية سواء كانت أوراما أولية وكذلك بعض الأورام الثانوية المنتشرة للكبد من سرطان القولون حيث يتم علاجها بنفس الطريقة بعد استئصال الأورام الأولية، ويحقق علاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية نسب شفاء عالية تصل إلى حوالي 95% و خاصة في الأورام صغيرة الحجم 3 سم فأقل والتي يتم علاجها عن طريق الكي باستخدام جهاز موجات التردد الحراري أو جهاز موجات الميكروويف.