قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

في بيتنا صحفي !!

0|صالحة علام

رغم أن أزمة نقابة الصحفيين ترتبط فى المقام الأول بممارسات وزارة الداخلية، وبما تقوم به من أفعال تستهدف إعاقة الصحفيين عن آداء دورهم المهنى الذى يرتبط فى المقام الأول بحق المواطن فى المعرفة، والحصول على المعلومة الصحيحة من مصادرها وشهود العيان عليها، حتى يستطيع أن يكون له رأى فيما يحدث ببلده، وهو أمر تأباه وزارة الداخلية على ما يبدو، ويبدو أيضًا أن مفهوم الأمن لديها به نوع من التشويش أو الفهم الخاطئ لطبيعة عمل الصحفى ومهمته ودوره التنويرى فى المجتمع عموماً.
لذا كان التربص بهم، وتشويه صورتهم لدى الرأى العام، والعمل على التقليل من شأن مهنة بدونها لن يكون للمواطن صوت أو رأى أو بصيرة، وسيضحى أعمى رغم إبصاره، وسيتوه بين الحقائق الغائبة، والادعاءات والأكاذيب بعد أن يفقد بصيرته بصلته التى تنير له الطريق، وتمنحه الحق فى الاختيار.
ومن أدوات التشويه التى تستخدم حاليًا عن عمد عملية الخلط الغربية التى يتم من خلالها الزج باسم القوات المسلحة فى الأزمة، رغم أن لا أحد تناول هذا الأمر من قريب أو بعيد، إلا أنه وفى إطار عمليات الشحن وبث الكراهية بين الصحفيين والمواطنين ، تصر الجهة تستقدم البلطجية والشراشيح حاملى الأعلام أمام نقابة الصحفيين على أن تصاحبهم سماعات تبث من خلالها عددًا من الأغانى الخاصة بالقوات المسلحة مثل تسلم الأيادى وغيرها لتبرهن للرأى العام أن الصحفيين ونقابتهم ضد الجيش، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق.

الغريب أيضًا أن المسألة أو الأزمة كما يحلو للزملاء تسميتها هى فقط بين الصحفيين ووزير الداخلية بصفته وليس بشخصه، إلا أن هناك من حول الأمر إلى مسألة شخصية تمس كافة العاملين بالداخلية ،وهو أيضًا أمر غير صحيح إطلاقا، فالخلاف ياسادة سببه تعليمات الوزير التى يتم تنفيذها حرفيا ، من مطاردات وتكسير كاميرات ومصادرة أفلام واعتقالات، ومنع من السفر، وتفتيش منازل واعتداء على حرمات وترويع أطفال فى منتصف الليل، بتهمة وجود صحفى فى المنزل.

ومن غرائب الأمور أيضًا فى هذه الأزمة محاولة الزج بالرئاسة فيها، صحيح أن بعض الزملاء أخذتهم الحماسة الزائدة فى اجتماع 4 / 5 الشهير، وطالبوا باعتذار الرئاسة عن تصرفات وزير الداخلية المشينة فى حقهم، غير أن ذلك كان من باب العشم فى رئيس يرعى كل المصريين، ويحافظ على كرامتهم وقيمتهم فى المجتمع، وسبق له الاعتذار عن ممارسات أقل بشاعة مما يتعرض له الصحفيون على أيدى وزارة الداخلية لمجرد أنهم صحفيون، إلا أن من يصطادون فى الماء العكر، قولوا ذلك على أن الصحفيين يعادون الرئاسة، ويسعون للنيل من الرئيس، وانطلقت مقولات "على رأسهم ريشة" وغيرها ، كل ذلك بهدف الوقيعة بين الجماعة الصحفية ورئاسة الجمهورية من ناحية ، وبين الصحفيين والرأى العام من الجهة الأخرى لهدف فى نفس يعقوب.

ياسادة لسنا فى خلاف مع جيشنا، حامى أرضنا، والحارس على بلادنا، كما أننا لسنا فى خلاف مع رئاسة الجمهورية التى تسعى لتطوير حياة المصريين والعمل على الأرتقاء بمصر وبشعبها، وهو نفس ماتعمل من أجله الصحافة ومايطالب به الصحفيين أنفسهم.

الخلاف أو الأزمة جاءت بسبب حق قانونى بحت لنقابة الصحفيين وغيرها من النقابات المهنية ، ويطالب الصحفيون بتحقيقه، ومجازاة من تخطاه وضرب بالقانون عرض الحائط ، الصحفيون يريدون تطبيق القانون فى دولة سيادة القانون هذه هى المسألة بكل بساطة ، فهل يتحقق القانون أم سنظل ندور فى تلك الدائرة الكريهه من تبادل الأتهامات وإشاعة الكراهية، وإحداث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد .