الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيفية استغفار المشركين حيّر المفسرين في سورة الأنفال

صدى البلد

رأى المفسرون أن قول الله تعالى: «وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ...» سورة الأنفال [32-33]، نزلت في النَّضْر بن الحارث؛ وهو الذي قال: إن كان ما يقوله محمد حقاً، فأمطر علينا حجارة من السماء.
أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم، قال: حدَّثنا محمد بن يعقوب الشيباني، قال: حدَّثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب، قال: حدَّثنا عُبَيْد الله بن معاذ، قال: حدَّثنا أبي، قال: حدَّثنا شعبة، عن عبد الحميد صاحب الزيادي، سمع أنس بن مالك يقول: قال أبو جهل: اللَّهُمَّ إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت: «وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ» الآية. رواه البخاري عن أحمد بن النضر، ورواه مسلم عن عبد الله بن معاذ.
وقال القرطبي في تفسيره للآية: لما قال أبو جهل: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية، نزلت {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم كذا في صحيح مسلم، وقال ابن عباس: لم يعذب أهل قرية حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم منها والمؤمنون؛ يلحقوا بحيث أمروا. وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ابن عباس: كانوا يقولون في الطواف: غفرانك. والاستغفار وإن وقع من الفجار يدفع به ضرب من الشرور والإضرار.
وتابع: وقيل: إن الاستغفار راجع إلى المسلمين الذين هم بين أظهرهم، أي وما كان الله معذبهم وفيهم من يستغفر من المسلمين؛ فلما خرجوا عذبهم الله يوم بدر وغيره؛. قاله الضحاك وغيره. وقيل: إن الاستغفار هنا يراد به الإسلام. أي وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون أي يسلمون؛ قاله مجاهد وعكرمة. وقيل {وهم يستغفرون} أي في أصلابهم من يستغفر الله. روي عن مجاهد أيضا.
وأضاف: وقيل: معنى يستغفرون لو استغفروا. أي لو استغفروا لم يعذبوا. استدعاهم إلى الاستغفار؛ قاله قتادة وابن زيد. وقال المدائني عن بعض العلماء قال: كان رجل من العرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مسرفا على نفسه، لم يكن يتحرج؛ فلما أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم لبس الصوف ورجع عما كان عليه، وأظهر الدين والنسك. فقيل له : لو فعلت هذا والنبي صلى الله عليه وسلم حي لفرح بك. قال : كان لي أمانان، فمضى واحد وبقي الآخر؛ قال الله تبارك وتعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} فهذا أمان. والثاني {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}.