ثورة البناء 30 يونيو
في ذكرى الثلاثين من يونيو لا يسعنا إلا أن نلحظ أن اعتراف الدستور المصري بثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو لم يكن إلا داعيا للتأكيد علي أن الثورتين متكاملتان ليستا متعارضتين فالخامس والعشرين من يناير، وإن اتضح فيما بعد أنها جزء من مخطط يشوبه الشبهات لهدم الأوطان إلا أن المصريين قد شعروا أنها ثورة لهدم نظام لم يحقق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وعلى الرغم من نبل أهداف هذه الثورة إلا أن قوى الشر في الخارج وقوى الظلام في الداخل قد حاولت أن تجعل الثورة محققة لمصالحها بتقسيم مصر وزرع الفتنة بين أبناء شعبها فكان الصراع على الأرض بعد الهدم هو المهيمن؛ والذي كاد أن يلقي بنا نحو مصير مظلم لا يعلمه إلا الله لتحقيق مخطط بشع لتقسيم مصر وخلق حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس تحت شعارات الفوضي الخلاقة والشرق الأوسط الكبير الذي تهيمن عليه الصهيونية العالمية والذي لم يكن ليتحقق الا بسقوط مصر اخر ما تبقى بعد سقوط العراق وسوريا وليبيا والسودان ومن قبلهم فلسطين ليوكد للمشككين أن ما اعتقدنا أنه ربيعا عربيا لم يكن سوى مخطط لخريف لا يعقبه ورود جديدة.
ولكن تناثرت أحلام قوى الشر هباء بثورة الثلاثين من يونيو التي دمرت الأحلام الصهيوشيطانية التي أرادت العبث بمقدرات ومصير هذا الوطن وليس ذلك فحسب بل اعادت بناء مصر بمشروعات قومية غير مسبوقة لم تحقق ثمارها بعد لطول آجالها والتي أعتقد أنها ستؤتي ثمارها خلال الأجل المتوسط لترتقي بمصر لما نحلم به جميعا لتصبح أكبر قوة اقتصادية في الشرق الأوسط وفي هذا الإطار لا يمكن أن ننكر أنه لا اقتصاد قوى بدون جيش يحميه لذا فقد سارت مصر على درب ان تملك اقوى تسليح ممكن يجعلها أكبر قوة عسكرية بالمنطقة لردع كل من تسول له نفسه أن يهدد الأمن القومي.
ومجمل القول أن ثورة البناء او الثلاثين من يونيو ما كانت لتوجد لا بوجود ثورة الهدم او الخامس والعشرين من يناير وما كانت إلا لتصحيح مسار ثورة تم سرقتها وإشعال وقودها ممن لا يعنيهم العيش ولا الحرية ولا العدالة الاجتماعية فثورة الثلاثين من يونيو هي الثورة التي قلبت السحر على الساحر وحولت معول الهدم ليصبح معربا للبناء لتظل مصر الحبيبة محفوظة بحفظ الرحمن رغم أنف كل ماكر وحاقد ... ولا أملك في هذه الذكرى المجيدة إلا أن أدعو الله أن يحفظ مصر رئيسا وشعبا وجيشا.