- مسجد "عائشة وحسيبة" يضع "سرسموس" على خريطة الآثار الإسلامية
- المسجد أقيم منذ 150 عامًا ورمَّمه الأهالى بالجهود الذاتية عقب زلزال 92
- المسجد ينتظر الترميم من "الآثار" خوفًا على ضياع معالمه
"عائشة وحسيبة" مسجد أثرى بقرية سرسموس بمحافظة المنوفية ضمته الآثار ليصبح أثراً إسلامياً يضع القرية على خريطة الآثار الإسلامية بجمهورية مصر العربية.
وأنشئ المسجد منذ أكثر من 150 عامًا أى ما يقرب من قرن ونصف من الزمان وما زال محتفظا بهيئته، حيث اقامه الحاج على وأحمد وابراهيم أولاد المرحوم الحاج عمران راجي من الله الغفران – في 27 ربيع أول 1292 هجريا.
وكاد أن يسقط في زلزال عام 1992 ليقوم الأهالى بالاستعانة بأحد المقاولين لترميمه تجنبا لسقوط الاثر الاسلامي العتيق ليصمد كل هذه المدة محافظا على كافة عناصره الاثرية.
ويتوسط المسجد عدد من المباني المهجورة التي كانت في السابق قصور للعائلات الإقطاعية بالقرية التي تحولت الى أنقاض فيما بقي المسجد صامدا.
يتكون المسجد من الصحن يتوسطة 4 أعمدة اسطوانية الشكل مصنوعة من رخام الكرارة المستورد من تركيا يزينه الرصاص المذاب بشكل دائري وعامودين أخريين بالمحراب ويضم المسجد أيضا منبرا أثريا مصنعا من الخشب وحفر عليه "صانعه عبد الجليل محمد على خليل في غرة ربيع الأول سنة 1300 هجري حيث لا يزال محافظا على جودته بالرغم من مرور الزمن ولا يزال أيضا يستخدمه إمام المسجد لإلقاء خطبة الجمعة والدروس وفي حجرة لها مدخل من صحن المسجد ومدخل آخر يقع أمام الباب الخلفي توجد مقبرة من الرخام المزين بالنصوص الإسلامية دفن بها الحاج عمران اللواتي وقد تأثر بعوامل الزمن وظهر بها الشروخ وتهدم الجزء العلوي منه لتصبح المقبورة مكشوفة وعلى الجهة المقابلة تجد باب المئذنة ومن خلال سلم حلزوني يتخد من قلب المئذنة طريقا لمصلى السيدات المحاط بالألواح الخشبية المفرغة والتي تحجب رؤية المصليات عن باقي المسجد ويقود أيضا السلم الأشبه بالدهليز الى سطح المسجد وكذلك إلى أعلى المئذنة.
من جانبها أكدت المهندسة أمينة عبد المنصف مدير ترميم آثار شمال المنوفية أن المسجد أقامه أحد الإقطاعيين وأطلق اسم زوجته وأخته عليه تقديرا لهما وتعود أسرة عمران اللواتي إلى أصول مغربية وكان بالأسرة أحدهم يدعى على الذي قام بالتبرع بـ 5 أفدنة كوقف للمسجد في عهد الخديوي توفيق أحد حكام الأسرة العلوية، وفي العام الماضي قررت اللجنة الدائمة للآثار بتسجيله كأثر إسلامي.
وأضافتأن أهم شروط تسجيل الآثار سواء كانت قبطية أو إسلامية أن يكون مر على إنشائه أكثر من 100 عام وتتوفر فيه كافة العناصر الاثرية وأهمها حفاظه على الطراز المعماري الذي تم إنشاؤه به والنصوص التأسيسية، موضحة أنه بالرغم من أن المسجد كان يتبع مديرية الأوقاف بالمنوفية وجميع الإصلاحات والترميمات تتم بالجهود الذاتية من جانب الأهالي إلا أنه تم الحفاظ على عناصره حتى أبسطها من الأبواب والشبابيك وكذلك الشبكات الحديدية أعلى الأبواب.
وتابعت أنه منذ تسجيل المسجد كأثر إسلامي لم يتم البدء في أعمال الترميم وتم تقديم خطة ترميم شاملة لمنطقة آثار الدلتا بطنطا وتم رفعها الى وزارة الاثار لتشمل إعادة فك وترميم وتركيب كافة العناصر الأثرية بالمسجد وحتى هذه اللحظة لم تصدر أية موافقة من الوزارة وتوفير الاعتمادات اللازمة.
فيما أكدالحاج عبد الظاهر محمد سالم أحد جيران المسجد والمترددين عليه " ابويا وعمي وجدي اشتغلوا في مسجد "عائشة وحسيبة" وكل البيوت والقصور اللي كانت من عصره اتهدمت وسقط وبقى المسجد مضيفا: في زلزال عام 1992 ظهرت الشقوق في الجدران بما يشكل كتهديد بسقوطه ولأن الأهالي تعرف قيمته جيدا قمنا بجمع مبالغ ماليه من أهالي القرية وتمت الاستعانة بمقاول بناء الذي قام بأعمال الترميم وأصلاح الشروخ وكذلك إنشاء مصاطب خراسانية حول المسجد من الخارج تساعد على تقوية اساسات وقاعد المسجد.
وأضاف: "كنت من المطالبين بضم المسجد الى وزارة الآثار اعتقادا منا أنها خطوة هامة للحفاظ على المسجد التاريخي، والآثار استلمته من سنة تقريبًا ومفيش أي حاجة اتعملت فيه الى الآن ومحدش من أهل الخير في البلد ميعرفوش يصلحوا فيه أي حاجة إلا بالرجوع للآثار".
وأشار إلى أنه دخل في نزاع قضائي بسبب احدى الموظفات التي حررت له محضر بقتح شبابيك من منزله المتلصق بالمسجد، مضيفا أن أرض منزله وأرض المسجد كان يمكلها شخص واحد وأن صحن المسجد هو المسجد القديم ولكن تم إنشاء امتداد له يشمل دورات المياه ومصلى جديد للسيدات.