تعرف على حقيقة «زواج المرأة بدون ولي جائز في مصر»

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن جمهور الفقهاء رأى أنه يحرم على اللمرأة أن تتزوج بلا ولي، والحديث فى ذلك واضح وجلى وأنه: «لا زواج إلا بولى وشاهدى عدل» والحديث الآخر: «أيُّما امرأة زَوَّجت نفسها فنكاحها باطل باطل باطل».
وأضاف «جمعة» في فتوى له، أن «أبو حنيفة» رأى أن المرأة تُزوج نفسها بغير ولي، وأن الولى شرط كمال وليس شرط صحة، والفرق بين شرط الكمال وشرط الصحة واضح، فشرط الصحة معناه أنه لا يصح الزواج إلا بولي كما هو عليه الجمهور والشافعية والمالكية...إلخ، وشرط الكمال معناه أنه يجوز ولكن من الأحسن أن يكون الولى حاضرًا معها.
وأشار إلى أن مصر تتبع مذهب الأحناف وهو المعمول به رسميًا، والمذهب المفتى به فى مصر رسميًا، والمذهب المأخوذ به فى القضاء الشرعى وليس القضاء المعتاد رسميًا من الشريعة هو مذهب أبى حنيفة، ولذلك البنت فى مصر إذا بلغت 21 عامًا فإنه يمكن لها أن تُزوِّج نفسها حتى من غير ولي.
واستطرد: الولى حينئذ يمكن أن يعترض على الكفاءة، فمثلًا ذهبت البنت وهى وجيهة وابنة ناس أغنياء وتزوجت زوجًا فقيرًا لا يستطيع أن ينفق عليها، فهنا يستطيع الولى أن يعترض لدى القاضى ويطلقها منه خاصةً قبل الدخول بها، موضحًا إذن فالسؤال واضح والمسألة فيها خلاف ونحن نسير فى مصر على مذهب الحنفية فى أن تُزوِّج الفتاة نفسها من غير ولى ويصح الزواج ولا يكون حرامًا أو زنًا إلى آخره، بل هو زواج صحيح.
ووجه نداء إلى كل الآباء فى هذا العصر الذى نعيش فيه، خاصةً وقد خف الضبط الاجتماعى، أن يكونوا حكماء فى هذا، وزواج البنت بمن تريد أولى من ذهابها هنا وهناك وقطعها للأسرة، فالبنت تتزوج بمن تريده تحت نظر الأسرة ورعايتها، حتى مع رفضهم له، أولى من أن تذهب وتتزوج بالرغم منهم وبعيدًا عنهم وتصبح الأمور فى الحياة أكثر تعقيدًا وسوءًا، والبنت مُعرَّضة لضياع أكبر فى هذه الحالة من الضياع الذى تتعرض له وهم معها مستمرون.