- سامح شكري:
- الوضع على الساحة العربية مليء بالمخاطر
- مصر مستعدة لبذل أي جهد لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان
- أبو زيد:
- دور الأزهر ووسطية الإسلام أهم جوانب لقاء مفتي لبنان
وتشي هذه التصريحات، وفق البعض، بوجود تطورات مهمة قد يشهدها الميدان السوري، في الفترة المقبلة، ومن المعروف أن ملف رئاسة لبنان مرتبط كل الارتباط بالوضع في سوريا.
وفيما يبدو أنه محاولة من القاهرة لإعادة ترتيب الأوضاع داخل منطقة الشرق الأوسط للتصدي لأطماع ومحاولات دول الجوار التدخل في الشئون العربية، توجه سامح شكري، وزير الخارجية، لبيروت أمس، الاثنين، في زيارة تستمر ثلاثة أيام بدأها رسميا اليوم، الثلاثاء، بلقاءات مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وقال مراقبون إن الزيارة تأتي في إطار محاولة إنهاء الشغور الرئاسي الذي فشلت فرنسا في تحقيقه على مدار العامين الأخيرين.
وأكدت مصادر دبلوماسية لـــــــ"صدى البلد" أن مصر لا تطرح اسما محددا للرئاسة اللبنانية، لكن رؤيتها تقوم على مجموعة من الصفات للمرشح المنتظر، تتلاءم مع الأوضاع الإقليمية الدقيقة.
وأوضحت المصادر أن لدى القاهرة قناعة بأن مواجهة التهديدات التي تتربص بأمنها القومي، تبدأ من خارج الحدود، من خلال محاولة حفظ استقرار دول عربية مجاورة، مثل لبنان والأردن.
وقالت إن القاهرة تخشى أن تؤدي إعادة ترتيب الأوراق في سوريا إلى انعكاسات سلبية على مصر، من خلال هروب عناصر متشددة إلى أراضيها، لذلك تحاول بكل السبل السياسية والأمنية إغلاق الجبهات والممرات التي يمكن أن تساهم في هذه المسألة.
وأكدت المصادر الدبلوماسية في القاهرة أن زيارة شكري لبيروت، تشمل لقاء رموز لبنانية من توجهات سياسية متباينة، وتحمل عرضا بأن القاهرة مستعدة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة "في حال طلب منها ذلك".
واستهل وزير الخارجية سلسلة لقاءاته في اليوم الأول للزيارة بلقاء تمام سلام رئيس وزراء لبنان، حيث تناول اللقاء جميع الجوانب المتعلقة بالعلاقات الثنائية المصرية اللبنانية وتطورات الأوضاع السياسة الداخلية في لبنان وسبل تجاوز أزمة الفراغ الرئاسي القائمة.
وفي تصريح للمستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أشار إلى أن رئيس الوزراء اللبناني أعرب في بداية اللقاء عن تقديره البالغ للزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية إلى بيروت وما تعكسه من اهتمام متنامٍ من جانب مصر بدعم لبنان، لاسيما خلال المرحلة الحالية التي تمر فيها الحياة السياسية اللبنانية بأزمة الفراغ الرئاسي وتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في لبنان.
وأكد سامح شكري أن الهدف الرئيسي من زيارته إلى بيروت هو التأكيد على دعم مصر للبنان وعلى أهمية الحفاظ على الدولة اللبنانية واستقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لاسيما في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة وما تشهده منطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي على وجه الخصوص من بزوغ النزاعات الطائفية وإضعاف دور الدولة المركزية.
وقال أبو زيد، إن وزير الخارجية أعرب لرئيس الوزراء اللبناني عن قلق مصر من استمرار الأزمة السياسة في لبنان لفترة طويلة قد تجعل استمرارها وضعا طبيعيا يتعايش معه المواطن اللبناني والتيارات السياسية المختلفة، وهو ما يشكل خطرا إذا ما انفرط عقد هذا الوضع وواجهت الحياة السياسية أزمة حقيقة تؤثر على مقدرات الدولة اللبنانية.
كما أكد شكري أن متابعة مصر للوضع الإقليمي بشكل عام، والأزمة السورية على وجه الخصوص، تؤكد أنه بات من الضروري أن يتوصل الأشقاء اللبنانيون إلى حلول توافقية تسمح باختيار رئيس توافقي للدولة وعودة الاستقرار للحياة السياسية اللبنانية.
كما تناول شكري خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين مصر ولبنان والتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية المختلفة، معربًا عن حرص القيادة السياسية المصرية على استمرار التواصل والحوار مع المسئولين اللبنانيين وتقديم كل دعم ممكن لدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان.
وفي ختام تصريحاته، أشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن وزير الخارجية اتفق مع رئيس الوزراء اللبناني على استمرار التشاور خلال المرحلة المقبلة، سواء على هامش اجتماعات قمة عدم الانحياز في كاركاس أو على مستوى القيادات السياسية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني، قال وزير الخارجية سامح شكري، إن الوضع على الساحة العربية مليء بالمخاطر، مشيرًا إلى أن إرادة الشعوب العربية هي أساس أي عمل يقوم به السلطات المسئولة.
وأضاف شكري، أن مصر تستعد لأي جهد ينهي الأزمة السياسية في لبنان، لافتًا إلى أن إرادة الشعوب العربية قوية وهي أساس أي جهد يتم بذله في مجالات التنمية ومكافحة الإرهاب.
كما التقى شكري خلال اليوم الأول لزيارته لبيروت، نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، حيث تركز اللقاء على تناول الوضع السياسي الداخلي في لبنان والجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى التوافق السياسي المطلوب بين القوى السياسية المختلفة، بما في ذلك الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس النواب والحوار الوطني الذي يرعاه في هذا الصدد.
وأوضح أبو زيد، أن رئيس مجلس النواب أكد خلال اللقاء على أن الوضع السياسي في لبنان يشهد تحديات رئيسية نتيجة الفراغ الرئاسي، وذلك بخلاف الوضع الأمني الذي يشهد استقرارًا واضحًا خلال الفترة الأخيرة، إلا أنه أكد أن لديه أفكارًا ومقترحات يطرحها بالفعل في المرحلة الحالية لتجاوز أزمة فراغ منصب الرئاسة، وأهمها مسألة الربط بين إعداد قانون جديد للانتخابات وتشكيل الحكومة اللبنانية، بالإضافة إلى اختيار رئيس جديد للدولة فيما يشبه صفقة متكاملة أو سلة حلول واحدة.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن الوزير شكري أكد من جانبه أن مصر تتابع عن قرب الجهود المبذولة لتجاوز الأزمة السياسية في لبنان، ويقلقها استمرار حالة فراغ منصب الرئاسة لفترة طويلة، وأن اهتمامها بالوضع الداخلي في لبنان ينبع من واقع الانتماء العربي لمصر وحرصها على دعم وتعزيز الأمن القومي العربي ونزع فتيل المزيد من الأزمات في منطقة الشرق الأوسط.
واختتم شكري لقاءات اليوم الأول بلقاء عبد الطيف دريان، مفتي لبنان، وتناول اللقاء دور الأزهر وتعزيز الوسطية الإسلامية.