قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أفريقيا التى نجهلها تعرفنا جيدًا


ثلاثة أحداث جعلتنى أكتب هذه المقالة مناشدًا كل القنوات والمواقع والصحف المهتمة أفريقيا أن يتحروا الدقة وأن يتعاملوا مع أخبار دول لها خصوصياتها وسيادتها وعلاقاتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية مع مصر بالدقة والمصداقية وبنوع من المحافظة على حمرة الوجه أمام جيراننا وأشقائنا من القارة الأفريقية.

كثيرا قرأنا فى الصحف أو مواقع التواصل الاجتماعى أو نسمع ونشاهد فى التليفزيون من بعض الشخصيات الذين يلقبون أنفسهم بالخبراء أو المهتمين، أخبارا وأحداثا وحوادث سلبية حدثت لسد النهضة الإثيوبى جراء حوادث طبيعية كالفيضانات والسيول أو بسبب حوادث بشرية كالمظاهرات والثورات، وللأسف كلها بعيدة عن الواقع تمامًا وغير موجودة بالفعل على الأرض.

منشور غريب عجيب فى "فيس بوك"، صورة لسد النهضة ومكتوب فوقها بالبنط العريض "الله أكبر تحيا مصر.. توقف العمل فى سد النهضة الإثيوبى بسبب المظاهرات والاحتجاجات من قبائل إثيوبية تحديدًا قبيلة الاورومو أو الامهرة"، ومنشور آخر فى خلال أيام معدودة بنفس الشكل وبنفس العبارات، غير أن هذه المرة توقف العمل بسبب الفيضانات والسيول، ولكن بدلًا من عبارة "توقف العمل" استبدلها بـ"انهيار سد النهضة"، ولا يسعنى هنا إلا أن نبتسم ونسأل هذا الشخص أو هذه الجريدة، هل كان السد بدأ العمل بعد التوقف بسبب المظاهرات والآن تهدم بسبب الفيضانات، يا أخى إن كنت كذوبًا فكن ذكورًا.

النتيجة الطبيعية لمثل هذه المنشورات أن كل مشكلة داخلية تواجهها الحكومة الإثيوبية مع شعبها أو مع إحدى جاراتها فورًا توجه أبواق إعلامها الداخلية والخارجية لطرف ثالث معادٍ لها، وبالطبع تكون مصر هذا الطرف الثالث، وبالتالى القيادة الإثيوبية تأخذ مكاسب داخلية بتحويل مشاريعها لمسألة حياة أو موت وكرامة شعب.

طالعت منذ أيام مضت تحليلا فى إحدى الصحف عن فيضانات السودان، المتحدث فيه وزير الرى الأسبق محمد نصر علام، يقول إن هذه الفيضانات التى شهدتها السودان ليس لها دخل بمياه النيل ولن تؤثر فى منسوب المياه، وإن كل الأمطار الذى هطلت على منطقة نهر القاش، وأغرقت ودمرت القرى والمدن، لا تزيد على مقدار 2 مليار متر مكعب.

أمطار وفيضانات هطلت على نهر القاش ووصلت نهر عطبرة، وأغرقت ودمرت القرى والمدن، وأغرقت العاصمة الخرطوم ووصلت الولاية الشمالية للسودان، وتأثرت بها أهم مدنها مدينة دنقلا، كل ذلك صبت على نهر النيل ووصلت حتى بحيرة ناصر محملة بمياه طينية لونها أحمر تسمى "مياه الدميرة"، والمتوقع زيادة المنسوب لتصل لمنسوب عام 88 من القرن الماضى.

ولكن ليس هذا هو المهم، الأهم أنه لم يحرك مشاعر وزيرنا الأسبق للرى كمية الدمار الذى سببته مياه النيل فى السودان قبل أن تأتى لنا محملة بخيراتها لتملأ خزاننا المائى بحيرة ناصر.

وأخيرًا راسلنى أحد الأصدقاء من الصومال، ثم توالت على الرسائل من الأصدقاء الصوماليين محتجين ومحملين بكل عبارات الأسف والغضب من خبر صحفى لموقع إخبارى مصرى يقول إن مساعد وزير خارجيتنا للشئون الأفريقية استقبل وزير خارجية الصومال سعد على شيرى بمطار القاهرة، والذى وصل على رأس وفد من إثيوبيا، الخبر يبدو صحيحًا فى مضمونه لكن الخطأ هنا أن وزير خارجية الصومال اسمه عبد السلام عمر هدلى، وهو وزير خارجية الصومال، كيف يصل إلينا بوفد من إثيوبيا.

هنا أتوقف وأتساءل: كيف تحدث مثل هذه الأخطاء ونحن من المفترض أننا نملك أكبر المراكز المعلوماتية فى الإعلام وفى الصحافة فى أفريقيا؟

ومن هنا أنصح كل المواقع والصحف والقنوات بأن تخصص قسما خاصا لأفريقيا أسوةً بالأقسام العربية والعالمية والأوروبية لأنهم أقرب إلينا منهم، وقبل ذلك لابد أن نقتنع بأن مصيبتنا أننا لا نعلم عن أفريقيا شيئا برغم أن أفريقيا تعلم عنا كل شىء.