الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«الثقافة» و«الأزهر».. صراع على نار هادئة.. الأزمة بدأت بـ«حجاب جابر عصفور».. وصولا لعلمانية «نمنم» واتهامه لمناهج الأزهر بدعم الإرهاب

الدكتور جابر عصفور،
الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق

7 وزراء تولوا حقيبة وزارة الثقافة، خلفًا للفنان فاروق حسني، الذي استمر في الوزارة 23 عامًا، دون أن يدخل في صراع مع الأزهر، باستثناء أزمة وحيدة، وهو عكس بعض من خلفوه الذين اشتبكوا مع الأزهر في العديد من القضايا والأمور التي أثارت جدلًا واسعًا، وكان من أبرزهم جابر عصفور والوزير الحالي حلمي النمنم.

جابر عصفور
يعتبر الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، أبرز الشخصيات التي تولت حقيبة الوزارة، ودخل في صراع شديد مع الأزهر خلال الخمسة أعوام الماضية، فدائما ما كان يخرج الوزير بتصريحات نارية ضد الأزهر وعلمائه.

بدأت أزمة عصفور مع الأزهر، عندما صرح، على فضائية "صدى البلد"، بأنه لن يخضع لقرار الأزهر بشأن رفض عرض فيلم" نوح" الذي أثار جدلًا واسعًا، والذي كان قد اتخذ الأزهر قرارًا بعدم عرضه، وانتقد عصفور ذلك القرار وأكد أنه سيعرض الفيلم، وأنه ليس من حق مشيخة الأزهر أن ترفض أو تقبل فلسنا في دولة دينية، حسبما قال، وواصل عصفور حديث التحدي قائلًا: "لا يوجد نص قرآني يمنع عرض أفلام للأنبياء".

لم تكن تلك التصريحات الوحيدة لجابر عصفور التي أثارت أزمة بينه وبين الأزهر، فقال في أحد اللقاءات إن "الحجاب ليس فريضة، وهو عادة وليس عبادة"، موضحًا أنه على استعداد أن يقدم حججا تؤكد صحة هذا الرأي، متابعًا: "وهناك مشايخ كبار في الأزهر يقولون هذا، وأولهم رفاعة الطهطاوى، والمستشار سعيد العشماوي".

وأضاف وزير الثقافة الأسبق، فى حوار، أن "الدين الإسلامي لا يوجد به ما يسمى "سنة أو شيعة"، ولكن كل هذه صراعات سياسية"، متهما شيخ الأزهر بأنه كان يوجه إشارات سلبية إزاء الشيعة، معتبرا ذلك خطأ يمس وحدة المسلمين.

كما قال الدكتور جابر عصفور، إن "بنية الأزهر معارضة لتجديد الخاطب الديني"، مشيرا إلى أن "الغالب على دراسات الأزهر وعلى العقليات الأزهرية القديمة والمستمرة حتى الآن هو العقلية السلفية، وليس بمعنى الانتساب للجماعات السلفية، وإنما تقديس كل ما هو قديم، وتقديس كل ما هو مطبوع في كتب صفراء".

وطالب عصفور، بحذف الآيات القرآنية التي تدعو للجهاد من مناهج الأزهر، حتى لا تكون مبررا للتنظيمات الإرهابية أمثال داعش يستقطبون من خلالها المجاهدين ويستهدفون المدنيين والأبرياء بحجة الجهاد في سبيل الله، وقال إنه على الأزهر ألا يعتبر نفسه سلطة دينية يسلط سيفه على رقاب المواطنين، خصوصا الذين يخالفونه ويعارضونه.

حلمي النمنم
لم يكن جابر عصفور الوزير الوحيد الذي هاجم الأزهر، فعلمانية حلمي النمنم، وزير الثقافة الحالي، تدفعه أيضا لحمل الراية من أستاذه جابر عصفور، ليبدأ في هجومه على الأزهر وتصريحه أكثر من مرة بأن مصر دولة علمانية نافيا عنها الإسلامية أو المسيحية.

وكان من أبرز تصريحاته التي تهاجم الأزهر قوله أمس، الجمعة، بمؤتمر السلام المجتمعي الذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بالإسكندرية، إن المجتمع المصري يجب أن يتحلى بالشجاعة ومواجهة ظاهرة العنف، لأنه يعانى من قصور في النواحي الثقافية والتعليمية، وذلك يرجع إلى عدة أسباب، منها توغل التعليم الأزهري في مصر، لأنه يشكل نسبة كبيرة في مصر، وهو أمر لابد من إعادة النظر فيه، وكذلك إعادة النظر في المناهج الدينية التي تدرس في المعاهد الأزهرية.