الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خسارة من أجل الاستفاقة


عاشت جماهير الزمالك، دقائق عصيبة خلال مباراة فريقها ضد الوداد البيضاوى المغربى، فى إياب نصف نهائى دورى رابطة أبطال إفريقيا، التى أقيمت مساء السبت الماضى، على ملعب مولاى عبدالله، بالعاصمة المغربية الرباط، وهى تشاهد فريقها قاب قوسين أو أدنى من توديع البطولة الإفريقية.

الدقائق العصيبة بدأت مع الدقيقة 19 من الشوط الأول للقاء، عندما أحرز الفريق المغربى، هدفه الثانى، فى مرمى أحمد الشناوى، مما جعل جماهير الفانلة البيضاء، تستعيد سيناريو مباراة النجم الساحلى التونسى، التى اقيمت العام الماضى فى إطار نصف نهائى كأس الاتحاد الافريقى ونال فيها الزمالك الهزيمة بخمسة اهداف مقابل هدف واحد .

حتى الهدف الذى أحرزه باسم مرسى للزمالك فى شباك الفريق المغربى، وقلص به النتيجة لفارق هدف واحد، لم يهنأ به الفريق الأبيض طويلًا، حيث تمكن الفريق المغربى من إضافة هدفًا ثالثًا أنهى به الشوط الأول، لتعيش جماهير القلعة البيضاء حالة من الرعب وهى تشاهد فريقها فى أسوأ حالاته.

بدأ الشوط الثانى وسط دعوات ملايين الزملكاوية، لرجوع فريقهم للمباراة، بإحراز هدفًا ثانيًا يقضى على طموحات الفريق المغربى، الا ان القدر لم يكن رحيمًا بهم، حيث تمكن فريق الوداد من إضافة هدفًا رابعًا، ثم زادت الأمور تعقيدًا بحصول بطل المغرب على ضربة جزاء مشكوك فى صحتها، يحرز منها هدفًا خامسًا، ليصبح الفريق المغربى على بُعد هدف واحد يتأهل به للدور النهائى من البطولة، يصاحبه فى نفس الوقت خروج مهين للزمالك.

استسلمت جماهير الزمالك للأمر الواقع، وراحت تنتظر هدفًا سادسًا للوداد، يقصى به الفريق الأبيض خارج البطولة، الا انها استفاقت من الكابوس المخيف في الدقيقة 81 من عمر المباراة بهدف احرزه ستانلى، بعدها بعشر دقائق يطلق الحكم صفارته ليحسم تأهل الفريق الأبيض للمبارة النهائية، وسط فرحة عارمة للجماهير البيضاء، التى تساقطت دموعها فرحه ببلوغ فريقها النهائى الافريقى "السابع" فى تاريخه.

الشئ الذى يدعو للدهشة أن يأتى تأهل الزمالك، وسط حزن شديد لجماهير الأهلى، التى احتشدت مع عشاق الزمالك، داخل مقاهى المحروسة، لمشاهدة اللقاء أمام شاشات التلفاز، وأسألوا كل من شاهد المباراة عن سعادة "الأهلوية" بعد كل هدف للفريق المغربى لدرجة الشعور بأن الوداد البيضاوى المغربى كان يمثل مصر وليس الزمالك.

أؤكد أن الهزيمة الثقيلة التى لحقت بالفريق الأبيض أمام الوداد المغربى جاءت فى وقتها، وكان لابد منها، حتى يستفيق نجوم الفريق من حالة "الغيبوبة" التى صاحبتهم فى تلك المباراة، وهى "قرصة ودن" لجميع اللاعبين وأعضاء الجهاز الفنى، من أجل إعادة ترتيب الأوراق، وتصحيح الأخطاء، قبل خوض المباراة النهائية أمام فريق صن داونز، الذى يجب ان يحظى باهتمام بالغ من جانب الجهاز الفنى للزمالك، وان يحسب له ألف حساب لانه فريق خطير بالفعل.

ومن وجهة نظرى أن الانتصارات المتتاليه للزمالك، منذ تولى الكابتن مؤمن سليمان المسئولية، جعلت الجهاز الفنى يغفل الأخطاء التي يقع فيها لاعبى وسط ودفاع الفريق، لذلك جاءت الهزيمه القاسيه فى لقاء الوداد لتوضح ضعف الحالة الدفاعيه للاعبين، من حيث سوء التمركز داخل منطقة الجزاء، خاصة فى الكرات العرضية، وبطء إرتداد لاعبى خط الوسط لمساندة الدفاع، والحل الوحيد لدى "سليمان" هو العمل على معالجة أخطاء اللاعبين الذين يخوضون المباريات الإفريقية فى ظل نقص عددى رهيب فى قائمة الفريق الأبيض .

تلك الخسارة جعلت مؤمن سليمان يمر بما يسمى "إختبار الهزيمة" لانه لم يذق طعمها منذ قدومه للزمالك، وهى درس للمدرب الشاب، يجب الاستفادة منه لتدارك الأخطاء، وأيضًا درس لنجوم الفريق، لان اللاعب المصرى بمجرد أن يفوز في لقاء بنتيجة كبيره، يدخل الغرور الي رأسه، ويظن أنه لايقهر، وهذا ماحدث فى لقاء الوداد، يوم السبت الماضى، خاصة بعد الفوز الكبير فى لقاء الذهاب، لذا أرى أن الهزيمه القاسيه ستؤدى إلى إستفاقة نجوم الفريق الأبيض وعودتهم إلى صوابهم من جديد.

أيضًا .. يجب أن تكون الهزيمة حافزًا قويًا للاعبين للتحلى بالعزيمة والإصرار والروح القتالية العالية للفوز على فريق صن داونز فى مبارتى نهائى البطولة الأفريقية يومى 14 ، 21 أكتوبر المقبل، من أجل تحقيق حلم الجماهير البيضاء، بالفوز بالكأس الإفريقية الغالية والتأهل لكأس العالم للأندية باليابان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط