الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انطلاق المؤتمر العلمي الثاني لتعليم اللغة العربية بالأزهر.. القوصي: لم يتبق لنا سواها.. والهدهد: كل اللغات ستندثر إلا هي

صدى البلد

  • الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمى الثانى لتعليم اللغة العربية بجامعة الأزهر
  • القوصي: لم يتبق لنا من حصون العروبة سوى حصن اللغة العربية
  • فرج: أنشئ مركز الشيخ زايد طبقًا لمعاييرِ الجودةِ العالميةِ
  • الهدهد: إنشاء مركز الشيخ زايد تجسيد حقيقي لاهتمام شيخ الأزهر بالنهوض والارتقاء بلغة الضاد
  • الناقة: اللغة العربية لها ذوق خاص وجمال روحي يصل للقلوب والأرواح

انطلق اليوم الأربعاء، المؤتمر العلمى الثانى لمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة الأزهر، بعنوان "اختبارات قياس مهارات اللغة العربية لغير الناطقين بها تجارب وإنجازات" والذى يستمر حتى غد الخميس.

وأكد المشاركون فى المؤتمر العلمى الثانى لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والذى تنظمه الرابطة العالمية لخريجى الأزهر برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس إدارة الرابطة تحت عنوان "اختبارات قياس مهارات اللغة العربية لغير الناطقين بها تجارب وانجازات"، على أن اللغة العربية تواجه تحديات جسام تتطلب تضافر جهود جميع أبناء الامة العربية والإسلامية من أجل مجابهتها، كما أكدوا أهمية الحفاظ على اللغة العربية لغة القرآن الكريم ووعائه فى ظل عالم يموج بتحديات كبيرة وعولمة متوحشة تلتهم الأخضر واليابس فى طريقها.

قال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف الأسبق - عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف - نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر :" إننا اليوم فى أمس الحاجة إلى تضافر جهود أبناء الأمة العربية والإسلامية خاصة أن حصون العروبة تكاد أن تندثر فى ظل الهجمة الشرسة التى نتعرض لها.

وأشار إلى أنه لم يتبق لنا من هذه الحصون سوى حصن اللغة العربية الذى يتعرض هو الآخر لتحديات جسام تكمن فى استخدام اللغة العامية تارة بإساءة استخدامها وأخرى من خلال تعلم لغات عدة غير العربية والانعكاس السلبى لهذه اللغات على تلك اللغة لغة القرآن الكريم ، لذا فإننا مطالبون جميعًا بالوقوف صفًا واحدًا والتكاتف من أجل الحفاظ على لغتنا الجميلة لغة القرآن الكريم.

وثمن عضو هيئة كبار العلماء تلك الجهود المضنية التى قامت على إخراج هذا المؤتمر حتى يرى النور فى سبيل النهوض ورفعة اللغة العربية.

من جانبه أكد الدكتور ابراهيم الهدهد، القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، فى كلمته أن مؤسسة الأزهر الشريف هى المؤسسة الوحيدة التى تقوم على الحفاظ على اللغة العربية والعلوم الشرعية ليس فى مصر وحدها بل فى شتى بقاع العالم من خلال آلاف الطلاب الوافدين من جميع انحاء العالم الذين وفدوا الى مصر للدراسة فى الأزهر وجامعته العريقة.

وأعلن رئيس جامعة الأزهر أن هناك العديد من اللغات قد ماتت واندثرت حيث تخطى عددها أكثر من 400 لغة فى مختلف أنحاء العالم بسبب عدم رعايتها والاهتمام بها.

وأوضح الهدهد، أن جهود الأزهر فى الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية جهود حثيثة وعديدة تمثلت فى رؤية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الصادقة وسعيه الدؤوب فى سبيل الحفاظ على اللغة العربية من الاندثار كسائر اللغات وكانت فكرة إنشاء مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها تجسيدًا حقيقًيا لذلك الاهتمام المتزايد من شيخ الأزهر تناسق معه جهود مضنية لمؤسسة الشيخ زايد الخيرية فى دعم إنشاء هذا المركز العريق الذى يقدم خدمة متميزة لأبناء العالمين العربى والإسلامى على مدار اليوم وقد تخرج فيه الآلاف من الوافدين وأصبحوا سفراء للغة العربية كلاً فى بلده.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن جهود النهوض والارتقاء باللغة العربية لم تقف عند حد إنشاء مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بل توازى مع ذلك رؤية أخرى تسهم فى النهوض والارتقاء بلغة الضاد تمثلت فى إنشاء كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين من جميع انحاء العالم داخل جامعة الأزهر.

وأضاف أن الشريعة الإسلامية عنيت باللغة العربية وقد تجلى ذلك فى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال:" أعطيت خمسا لم يعطهن أحدًا من قبلى.... جوامع الكلم" ومن هنا فإننا نؤكد على أن اللغة العربية لغة تتنفس الحياة عن سائر اللغات الاخرى التى يشوبها الجمود ، كما إنها لغة ذات أرحام.

وفي ختام كلمته أكد الهدهد أن الأزهر الشريف جامعًا وجامعة هو الحارس الأمين على علوم اللغة العربية والشرعية.

وقال الدكتور محمود كامل الناقة نائب رئيس المؤتمر فى كلمته :"إن اللغة العربية تحتاج منا جميعا أن نوليها رعاية واهتمامًا فى حياتنا اليومية حتى نرتقى ونرتفع بها، مشيرًا إلى أن اللغة العربية اليوم فى مفترق طرق سواء لابنائنا نحن العرب أو لغير ابنائنا من الناطقين بغيرها.

وأوضح نائب رئيس المؤتمر أن اللغة العربية لها ذوق خاص وجمال روحى مشيرًا إلى أنها اللغة التى إذا تكلم بها الإنسان سكنت جوارحه ووصلت هذه اللغة إلى القلوب والأفئدة والأرواح ، إضافة لما تحمله تلك اللغة من جمال الفكر الإسلامى وجمال آيات القرآن الكريم التى تتناغم فيها الآيات تلو الاخرى.

وأوضح أن اللغة العربية لها سحر خاص عن غيرها من سائر اللغات وبيّن كيف انتشرت هذه اللغة مع انتشار الإسلام، لافتًا إلى أن اللغة العربية هى العمود الفقرى لعقل المتحدث.

وأشاد نائب رئيس المؤتمر بجهود الأزهر الشريف والرابطة العالمية لخريجى الأزهر ومركز الشيخ زايد فى سبيل الحفاظ عليها وتنميتها من الاندثار.

ورحب الدكتور محمود عبده فرج مدير مركز اللغة العربية ومقرر عام المؤتمر، بالحضور فى رحابِ الأزهر الشريف من خلال المشاركة فى فعاليات المؤتمر الثانى للغة العربية، موضحًا أنه لا يخفى على أحد أن الأزهر الشريفَ يُعَدُّ أبرزَ المؤسسات الدينيةِ والمراكزِ العلميةِ التي اهتمت وتهتمُّ بنشرِ الثقافةِ الإسلامية واللغةِ العربيةِ لجمهورِ المسلمينَ، سواء من الناطقين بالعربيةِ أم من الناطقين بغيرها.

وأشار إلى أنه ومنذ إنشائه يؤمه كثيرٌ من أبناء المسلمين من أنحاءِ العالمِ، ويَقصِدونَه بهدفِ تعلمِ اللغةِ العربيةِ والعلومِ الإسلامية، وتنظرُ إليه الدولُ الإسلامية نظرةَ إجلالٍ وتكريمٍ، باعتبارِه منارةَ الإسلامِ، ومصدرًا أساسيًّا لتعليمِ اللغةِ العربيةِ، لغةِ القرآنِ الكريمِ ،لافتًا إلى أنه ليس من شكٍ في أن تعلمَ اللغةِ العربيةِ من قِبَلِ المسلمينَ غيرِ العرب يعدُّ واجبا دينيا، إذ يرتبطون بهذه اللغةِ ارتباطًا دينيًّا وعقدِيًا، من أجلِ تلاوةِ القرآنِ الكريمِ، وفهمِ آياتِه، ومعرفةِ أسرارِه وأحكامِه، وإتقانِ شعائرِ الإسلامِ كالصلاةِ، وذكرِ الله تعالى، والدعاءِ بما وردَ عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومعرفةِ الفكرِ الإسلامِي المستنيرِ، والجوانبِ المختلفةِ المضيئةِ في الحضارةِ الإسلامية وتأثيرِها في الحضاراتِ العالميةِ.

ولفت إلى أنه لما كان هذا يتمُّ إلا بتعلمِ اللغةِ العربيةِ وإتقانِها لكونِها لغةَ القرآنِ الكريمِ وتعاليمِ الدينِ الإسلاميِّ الحنيف، فإن تعلمَ هذه اللغةَ يصيرُ واجبًا وضرورةً، وما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجبٌ، ولقد أفتَى الإمامُ "الشافعيُّ" في كتابهِ "الرسالةِ" بأن تعلمَ العربيةِ فرضٌ على كلِ مسلمٍ - عربيًا كان أم أعجميًا - كما أَفتَى بذلك وأكَّدَه " الإمامُ الشَّاطِبيُّ" في كِتَابَيه "الاعتصامِ" و "الموافقاتِ"، كما رُوِىَ عن مالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ كراهيةُ التخاطبِ بغيرِ العربيةِ إلا لحاجةٍ.