الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شاهد.. الآثار المصرية المنهوبة تزين متاحف العالم.. وتعرض للبيع على «فيس بوك»

صدى البلد

أعلنت صالة "كريستي" للمزادات بالعاصمة البريطانية "لندن" في وقت سابق من هذا الأسبوع عن بيع مجموعة من الآثار المصرية، التي تتضمن تماثيل برونزية للمعبودات المصرية القديمة "إيزيس" و"أزوريس"، بالإضافة إلى مجموعة تماثيل لقطط وثيران وأدوات حربية، وذلك خلال الفترة ما بين 6 إلى 5 ديسمبر في إطار ما تطلق عليه الصالة "أسبوع الكلاسيكيات".

وتلك ليست المرة الأولى التي تعرض فيها آثار مصرية قديمة للبيع في مزادات في دول أجنبية، أو يتم الإعلان عنها على مواقع الإنترنت أو صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة في ظل تزايد جرائم سرقة الآثار المصرية وتهريبها بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

وبشكل عام فظاهرة تهريب الآثار المصرية المسروقة إلى الخارج ليست ظاهرة جديدة بل تعود إلى العصور القديمة، ولعل أكبر دليل على ذلك الآثار المصرية التي تزين أشهر متاحف العالم، كمتحف "اللوفر" و"ميتروبوليتان" والمتحف البريطاني، فضلا عن أن عدد المسلات المصرية الموجودة في "روما" أكبر من تلك الموجودة في مصر.

وأشار الموقع الرسمي للمجلس الأعلى للأثار إلى أن سلسلة "Déscription de l'Égypte" أو "وصف مصر" التي تتكون من 20 مجلد وتضم مجموعة من الأبحاث والدراسات التي أجريت في مصر خلال الحملة الفرنسية عام 1789 وتم نشرها إبان الحملة، قد أدت إلى زيادة انبهار الغرب واهتمامهم بالحضارة المصرية القديمة، وهو ما تسبب في دوره في زيادة الرغبة في جمع الآثار المصرية القديمة بشكل غير مسبوق.

وبالرغم من القوانين والاتفاقيات الدولية التي يتم سنها من أجل وضع حد لعمليات سرقة الآثار المصرية وتهريبها إلى الخارج، إلا أن الآثار المصرية المسروقة تستمر في التدفق إلى خارج البلاد ويتم تداولها والإتجار فيها بشكل غير قانوني في أماكن مختلفة حول العالم، فيما تعمل وزارة اللآثار المصرية على استعادة تلك الآثار المسروقة من مختلف دول العالم، والتي يقدر حجم تجارتها بمليارات الدولارات.

- حجم تجارة الآثار المصرية وأكبر سوق سوداء للاتجار فيها:

بشكل عام، لا توجد إحصائيات محددة حول حجم الآثار المصرية المنهوبة، حتى أن رصدها يعتبر أمرا مستحيلا، وأرجع عدد من الخبراء السبب وراء ذلك إلى أنه من الصعب حماية الآثار والمقتنيات الدفينة الموجودة في الصحراء المصرية الواسعة، والتي ينقب فيها تجار الآثار بحثًا عن المقتنيات الثمينة لبيعها في السوق السوداء، سواء من خلال الاستعانة بوسائل حديثة مثل "الجيوسونار" المتوفر للبيع على الإنترنت، أو الاستعانة بمن يطلق عليهم "الشيوخ" الذين يحددون مواقع الحفر ومكان الآثار، بسبب اتصالِهم كما يدعون بعالم "الجن".

ويعتقد الخبراء أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أكبر سوق تجارى لبيع الآثار عموما وليس الآثار المصرية القديمة فقط، وذلك بالإضافة إلى بعض دول غرب أوربا مثل أسبانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وسويسرا، أي الدول التي يتمتع مواطنوها بدخل مرتفع، وتستهويهم القطع الأثرية القيمة ويكونون مجموعات خاصة منها.

- الاتجار في المومياوات المصرية القديمة بسبب قيمتها الطبية:

ربما يبدو ذلك الأمر غريبًا بالنسبة للبعض، لكن خلال العصور الوسطى ازدهرت تجارة المومياوات المصرية القديمة إلى حد كبير، ولم يكن ذلك بسبب قيمتها التاريخية، لكن بسبب "قيمتها "الطبية"، فنظرا لأن عملية التحنيط تساعد على الحفاظ على الجسم لآلاف السنين ظهر اعتقاد بأن لها فوائد علاجية.

وقديمًا في أوربا كان يتم تحويل المومياوات إلى مسحوق طبي يستخدم لعلاج جميع الأمراض من الصداع وحتى قرحة المعدة، وكان يتم بيعه في الصيدليات حتى عام 1920، كما تم استخدامه كوقود بديلًا عن الفحم لتحريك القطارات، لكن العلماء قرروا إيقاف بيعه بسبب الآثار الجانبية التي يتعرض لها من يستخدمه والتي كان من أبرزها مرض السل، لكن السوق السوداء الخاصة بتجارة المومياوات القديمة مازالت قائمة.

- قائمة بأشهر الآثار المصرية المنهوبة:

يتم حاليًا عرض العديد من القطع الأثرية المنهوبة في متاحف شهيرة في مختلف أنحاء العالم، فيما يزال بعضها الآخر مفقودًا؛ وفيما يلي رصد لأهم الآثار المصرية المنهوبة:

1. حجر رشيد، الذي تم اكتشافه في 19 يوليو عام 1799 على يد مجموعة من الجنود الفرنسيين قرب مدينة "رشيد"، واستولى عليه الفرنسيون بعد فشل الحملة الفرنسية، وتمكن العالم الفرنسي "شامبليون" من فك رموزه؛ وبعد فشل الحملة الفرنسية على مصر عام 1801، استولت عليه القوات البريطانية وتم نقله إلى بريطانيا، ويعرض حاليا في المتحف البريطاني بـ"لندن".

2. "رأس نفرتيتي" في المتحف المصري بالعاصمة الألمانية "برلين".

3. لوحة "الزودياك" الموجودة حاليا في متحف "اللوفر" بفرنسا.

4. تمثال "حم ايونو": وزير الملك "خوفو" والمهندس المعماري المسئول عن بناء الهرم الأكبر، ويوجد حاليا في متحف "رومر بيليزيوس" بمدينة "هيلدسهايم" الألمانية.

5. تمثال "عنخ حا أف"، مهندس هرم "خفرع"، والذي يعرض حاليا في متحف "بوسطن للفنون" بالولايات المتحدة.

6. قناع "كا نفر نفر": هو قناع مصنوع من الذهب والزجاج والخشب والجص والكتان والراتنج، وهو قناع جنائزي فريد يخص سيدة تدعى "كا نفر نفر"، ويعود تاريخه إلى عصر الأسرة التاسعة عشر الفرعونية، وتم التنقيب عنه خلال الفترة ما بين عامي 1951 و1952 في منطقة "سقارة"، وهو حاليا في حيازة متحف "سانت لويس للفنون" بولاية "ميزوري" الأمريكية.

7. المسلات المصرية في روما:
يوجد في روما 8 مسلات مصرية قديمة على الأقل، والتي تم الاستيلاء عليها ونقلها إلى روما خلال الغزو الروماني لمصر.

8. الآثار المصرية في متحف "ميتروبوليتان" الأمريكي:
يضم متحف "ميتروبوليتان" بولاية "نيويورك" الأمريكية أكثر من 26 ألف قطعة اثرية وتاريخية، وحصل المتحف على أكثر من نصف تلك القطع خلال فترة الـ35 عاما من عمليات التنقيب عن الآثار في مصر، والتي بدأت عام 1906، تزامنا مع زيادة اهتمام الغرب الحضارة المصرية القديمة.

ويتكون القسم الخاص بالآثار المصرية من 39 غرفة تضم كل منها مجموعة من القطع الأثرية التي تعكس واقع الحياة اليومية للمصري القديم؛ ومن أبرز القطع المعروضة بالمتحف تماثيل للملكة "حتشبسوت" التي تنتمي للأسرة الـ18.

- الآثار المصرية معروضة للبيع على مواقع التواصل:

لم تعد عمليات بيع الآثار المصرية المنهوبة مقصورة على المزادات والسوق السوداء فقط، حيث ظهرت العديد من مواقع الإنترنت والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة لعرض الآثار المصرية المنهوبة للبيع بشكل علني، كما يقوم البعض بالإعلان عن وجود قطع أثرية أو مقابر أو زئبق أحمر لديهم، مشيرين إلى أنهم يبحثون عن مشترين؛ وذلك بالإضافة إلى المواقع الأجنبية والإسرائيلية التي تعرض الآثار للبيع.