الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وسلوفينيا 20 سنة شراكة.. الرئيس السلوفيني في القاهرة الاثنين.. حجم التبادل التجاري بلغ 86 مليون يورو.. نستورد منها الأوراق والأخشاب ونصدر لها البطاطس والموالح والفراولة والخضراوات

ارشيفية
ارشيفية

  • رئيس سلوفينيا فى القاهرة الاثنين المقبل
  • بوروت باخور يصطحب معه وفداً يضم ممثلى 13 شركة من مختلف القطاعات
  • "باخور" يلتقى "السيسى وإسماعيل وعبد العال" ويحضر مؤتمر رجال الأعمال
  • التبادل التجاري بين البلدين بلغ في العام الماضي 86 مليون يورو
  • تنظيم فعاليتين هامتين للاحتفال بمرور 25 عاماً على استقلال سلوفينيا
  • عدد سكان سلوفينيا مليونان ونصف نسمة العاصمة لوبلانا العملة اليورو والديانة الكاثوليكية

يبدأ بوروت باخور رئيس سلوڤينيا، زيارة للقاهرة تبدأ بعد غد الاثنين وتستمر حتى الأربعاء، على رأس وفد رفيع المستوى يضم مجموعة من الوزراء والمسئولين، بالإضافة إلى ممثلى 13 شركة تمثل قطاعات متنوعة؛ منها الطاقة والتكنولوچيا الزراعية والصناعة والكهرباء والاتصالات.

ومن المنتظر عقد لقاء قمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وبورت باخور لبحث سبل تعزيز التعاون بين مصر وسلوفينيا في شتى المجالات.

وأكدت تانيا ميشكوفا سفيرة سلوفينيا لدى مصر على أهمية زيارة بوروت باخور رئيس سلوفينيا للقاهرة مشيرة إلى أنها الزيارة الأولى من نوعها للرئيس السلوڤيني، موضحة أنه زار مصر عندما كان يشغل منصب رئيس للوزراء.

وأشارت "ميشكوفا" إلى أن الزيارة تعد حجر الزاوية في العلاقات مع مصر، لافتة إلى تطور التعاون الثنائي في المجالات بعد عقدين من إقامة العلاقات الدبلوماسية واستئناف تطوير هذه العلاقات بشكل تدريجي منذ عام 2014 بعد توقفها في عام 2011.

وقالت السفيرة إن الرئيس باخور سوف يجري مباحثات خلال زيارته - التي ستستغرق ثلاثة أيام - مع رئيس الوزراء شريف إسماعيل ورئيس مجلس النواب علي عبد العال، فضلا عن حضوره مؤتمر رجال الأعمال بمشاركة وفد يمثل 13 شركة سلوفينية، مؤكده أن هذه الزيارة تشكل دفعة قوية لإحياء هذا التعاون الغني وتحديد مبادرات جديدة في هذا الصدد، مشيره إلى أن التبادل التجاري يتزايد وفي طريقه للعودة لمستويات ما قبل عام 2011 حيث بلغ في العام الماضي 86 مليون يورو.

وأضافت أنه سيتم تنظيم فعاليتين هامتين على هامش زيارة الرئيس باخور للاحتفال بمرور 25 عامًا على استقلال البلاد.

وأضافت ميشكوفا أنه سيتم أيضاً إقامة حفلة موسيقية تحت عنوان "الروح السلافية" للفنانة سوبرانو مانسا ايزمايلوفا في دار الأوبر المصرية، لافتة إلى المشاركة بأفلام سلوفينية في مهرجاني القاهرة والإسكندرية السينمائي.

وأوضحت "ميشكوفا" أنه تم استكمال الإطار القانوني للعلاقات الثنائية، وأن الخطوة التالية هي تحديد مشروعات للتعاون والتي تناسب أولويات مصر وسلوفينيا، موضحه أن هذا سيتم مناقشته خلال الدورة الأولى للجنة الاقتصادية التي سوف تعقد في الربع الأول من 2017 وكذلك خلال الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية سامح شكري لسلوفينيا والتي سوف توفر فرصة لمتابعة ما سوف يتم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس باخور.

وتابعت: إن لمصر استثمارات في بلادها في مجال الكهرباء، مؤكدة أن هذه الزيارة ستكون فرصة للشركات السلوڤينية لاستكشاف السوق المصرية وإمكانياته، خاصة أن مصر ترتبط باتفاقيات تجارة حرة مع الدول العربية والكوميسا وأوروبا، كما أن سلوڤينيا بوابة لدول وسط وشرق أوروبا.

وأوضحت: إن فرص التعاون كبيرة أمام القطاع الخاص بالبلدين، موضحة أن السوق المصرية كبيرة ومتنامية، مشيرة إلى وجود تعاون مهم مع مصر في المجالات الثقافية والعلوم والبحث العلمي والصحة.

  • العلاقات المصرية السلوفانية
تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي فى 19 / 6 / 2014 برقية تهنئة بمناسبة توليه منصبه من بورت باهور رئيس جمهورية سلوفينيا.

قام الرئيس الاسبق مبارك بزيارة رسمية إلى سلوفينيا يومي 15 و 16 أكتوبر 2009 هي الأولى منذ إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وقد ورافقه وفد رفيع المستوى

كما قام رئيس الوزراء السلوفيني انذاك بورت باخور بزيارة لمصر يومي 15 و16 ديسمبر 2009، رافقه وفد قوى من رجال الأعمال تضمن حوالي 70 ممثلاً لشركة ورجل أعمال علاوة على كل من وزراء الاقتصاد، والمالية والنقل وإدارة الأعمال ووزيرة الدولة للإعلام ومديرة هيئة الاستعلامات.

شارك الرئيس السلوفيني السابق يانز درنوفشك فى اجتماعات منتدى دافوس عام 1999 كما زار رئيس وزراء سلوفينيا الأسبق القاهرة في يونيو 1999 حيث التقى مع الرئيس الاسبق مبارك وزار الرئيس السلوفيني الحالي دانيلو تورك القاهرة للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي بشرم الشيخ 18 و19 مايو 2008 تلبية لدعوة مصر له وزار وزير الخارجية السابق ديمتري روبل مصر ثلاث زيارات أعوام 2003 و2004 و2008 وقد التقى الرئيس السابق فى أخر زيارة.

كما زار وزير النقل السلوفيني مصر في يونيو 2007 لدراسة إمكانية تشغيل خط ملاحي مباشر بين مينائي الإسكندرية وكوبر وكذلك وزير الإدارة العامة السلوفينية زارت مصر في مارس 2009 على رأس وفد من رجال الأعمال وتم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون مع وزارة التنمية الإدارية ووزيرة الدولة للشئون الخارجية للمشاركة فى مؤتمر إعادة اعمار غزة بشرم الشيخ (مارس 2009) حيث أعلنت عن مبادرة الرئيس السلوفيني بتقديم مساعدات إنسانية إلى غزة وزيارة وزير الدولة للبيئة السلوفيني في يونيو 2008 للترتيب لعقد مؤتمر "سد الفجوة البيئية بين أوروبا وإفريقيا" في القاهرة وزيارة نائب وزير الزراعة السلوفيني للتباحث بشأن تسهيل إجراءات الحجر الصحي على الصادرات الزراعية المصرية إلى أوروبا عن طريق ميناء كوبر السلوفيني وزيارة مساعد وزير الصحة السلوفيني في مارس 2009 للتباحث بشأن إمكانيات التعاون فى مجال الصحة الالكترونية وتأهيل مستشفيات القطاع العام فى مصر.

  • العلاقات الاقتصادية
الصادرات من سلوفينيا: الورق والورق المقوى، والأخشاب، والمضخات والضواغط ، المنتجات المسطحة من الحديد، معدات البلور السائل، ومعدات أشعه الليزر، وغيرها من مواد المصنعة من الألمونيوم، الأدوات المنزلية المصنعة من الصلب، ومعدات طحن معدنية، ومضخات للسوائل.

الواردات من مصر: المنتجات الزراعية بجميع أنواعها ( البطاطس والموالح والفراولة والخضراوات) الحبال من الدوبار وحبال السفن، والسبائك الحديدية، وأحواض السيراميك، والمضخات والضواغط، والقطن الخام، الملح وكلوريد الصوديوم النقي، وخيوط القطن المخلوطة ببوليمرات الأثيلين.

  • الاستثمارات المتبادلة:
إضافة إلى استثمار مجموعة السويدي المصرية في شركة (Iskraemeco) السلوفينية لصناعة العدادات الالكترونية في نوفمبر2007، وترك هذا الاستثمار انطباعا ايجابيا للغاية داخل مختلف أوساط الأعمال فى سلوفينيا حيث اعتبروا الشريك المصري هو الأنسب بعد أن بدأ المصنع في تحقيق أرباح بعد أن كان يعانى الخسائر خلال الأعوام الماضية، ويعتبر ذلك المصنع هو الأول المملوك لمصر بنسبة 100% داخل الاتحاد الأوروبي.

قام وفد رجال الأعمال السلوفينيون الذي كان مرافقًا لوزيرة الإدارة العامة السلوفينية خلال زيارتها الى مصر في مارس 2009 بالتوقيع على عدد من العقود الخاصة مع نظرائهم من شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية وبالمقابل قام عدد من رؤساء وممثلي شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية بزيارة لسلوفينيا في بداية شهر ديسمبر 2009 للتعرف على عدد آخر من الشركات السلوفينية المناظرة والترتيب لعقد صفقات مستقبلية.

تطرح سلوفينيا عدد من مشروعات النقل والشحن والإمدادات للاستثمارات الأجنبية، بالنظر إلى قرب الانتهاء من تجهيز الممرين الدوليين للسيارات اللذان يقطعان سلوفينيا طولًا وعرضًا و مرور كل من ممري السكك الحديدية الأوروبية (5&10) بسلوفينيا مما يعطي سلوفينيا ميزة في تجارة ونقل بضائع الترانزيت (التي تشكل 90% من البضائع المنقولة بالسكك الحديدية) وترحب بالمستثمرين المصريين.

سلوفينية نبذة تاريخية
دولة سلوفينيا هي جمهوريّة تقع في وسط قارة أوروبا أي من دول أوروبا الوسطى، وهي دولة تُطل على البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأدرياتيكي، ولهذه الدولة حدود مشتركة مع دولة إيطاليا من جهة الغرب، وحدود مشتركة مع دولتي كرواتيا، والمجر من جهة الجنوب الشرقيّ، ولها حدود مشتركة مع النمسا من جهة الشمال العاصمة الرسمية للبلاد هي مدينة (لوبلانا) والمدينة الأكبر فيها.

استُعمرت هذه الدولة من عدّة امبراطوريات سابقًا كالإمبراطورية الرومانيّة، ومملكة هايسبورغ، وقد نالت استقلالها وسيادتها النهائيّة عن كل الدول التي استعمرتها في عام 1991م بعد انهيار الاتحاد السيوفياتي الشيوعيّ ومن أهم ما يميّز جغرافيّة هذه البلاد أنّها تتكوّن من تضاريس طبيعيّة مختلفة، ففيها جبال الألب، وجبال الديناردس، وسهول بانون، وهي مطلّة أيضًا على البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأسود، والبحر الأدرياتيكي، وهي دولة متأثّرة ثقافيًّا بعدّة ثقافات مجاورة كالسلافيّة، والجرمانيّة، والأوراليّة، وغيرها.

  • السكّان
سكان هذه البلاد هم في الغالبيّة العظمى سكان البلاد الأصليون من سلوفيينيا، كما ويوجد فيها أقليّات أخرى كالصرب، والبوسنيون، والهنغاريون، وغيرهم، ويزيد عدد سكان البلاد عن مليونين نسمة، واللغة الرسميّة في البلاد هي اللغة السلوفينية إحدى اللغات السلافيّة القديمة، كما ويوجد متحدثون باللغة الإيطالية، والمجريّة، أمّا الديانة الأغلب في البلاد فهي المسيحيّة الكاثوليكيّة، كما ويوجد فيها مسلمين، إلّا أنّ الغالبية العظمى من السكان (ملحدين) وغير تابعين لأي ديانة أخرى، ولذلك فإنّها دولة علمانية صرفة أمّا فيما يتعلّق باقتصاد هذه البلاد فإنّه كان يعتبر الأقوى بين دول الاتحاد اليوغسلافي، إلّا أنّه ضَعف خلال فترة حكم الشيوعييّن في الثمانينات من القرن الماضي، وقد استعادت قوّتها تدريجيًّا بعد استقلالها.

  • الصناعات
تعتبر سلوفينييا من الدول المهمّة التي تنتج السيارات، والمواد الكيميائيّة، والمواد المعدنيّة، والنسيج، وهي أيضًا تعتمد على الزراعة بشكل كبير في اقتصادها كزراعة الذرة، والبطاطا، والقمح، والفواكة، هذا بالإضافة إلى التعدين واستخراج الفحم، والرصاص، والزئبق، والنحاس، والخارصين وتعتبر كذلك سلوفينييا بلاد السياحة الشتويّة في أوروبا، حيث إنّ الغابات تغطي مساحات كبيرة من أراضيها، ممّا يجعلها جاذبة للسيّاحة بشكل كبير.

أعلنت سلوفينيا السيادة الكاملة على أراضيها في عام 1991 وهي عضو بـ "الاتحاد الأوروبي منطقة اليورو، وشريك باتفاقية شينجن وبحلف الناتو ومنظمة التعاون والتنمية.

  • النظام السياسي
سلوفينيا هي جمهورية ديمقراطية برلمانية مع نظام متعدد الأحزاب رئيس الدولة هو رئيس الجمهورية، الذي ينتخب بالاقتراع الشعبي ويتم انتخابه لمدة خمس سنوات و الحد الأقصى لفترة حكمه ولايتين متتاليتين من حقه تولى القائد العام للقوات المسلحة.

  • الأزمة الاقتصادية وتأثيراتها
شهدت سلوفينيا بعض السنوات الصعبة بعد الاستقلال، لكنها أطلقت إثر الاعتراف الدولي بها، عملية تحول سياسي واقتصادي أرست إلى جانب التعددية السياسية مبادئ اقتصاد السوق، وحققت اندماجًا جيدًا داخل السوق العالمية، ليستمر هذا النجاح، الذي بدا مثاليًّا إلى حدود العام 2008. والجدير بالذكر أن عدة جهات خارجية دعمت التحول السلوفيني وأيَّدت خيارات شعبها، ومن المؤكد أن الانطباع الإيجابي الذي ساد حينها داخليًّا وخارجيًّا، كان يجد مرتكزاته في المؤشرات المختلفة التي كانت تدلِّل على قوة وتصاعد معدلات التنمية في البلد.

غير أن الأزمة العالمية التي طالت القطاعين الاقتصادي والمالي في العام 2008، والتي أصابت سلوفينيا ببعض تأثيراتها ولا تزال متواصلة إلى يومنا هذا، أظهرت صورة أخرى غير جيدة، لنمط التحول السلوفيني فقد أظهرت الأزمة المالية رغم النشوة العارمة التي طغت بسبب النجاحات السياسية والاقتصادية التي حققتها المشاريع الوطنية، أن الجمع بين نظرية التحول الاقتصادي التدريجي من نظام الملكية الجماعية إلى الملكية الفردية الخاصة (وهو نمط سلوفيني) في ظل غياب إصلاحات بنيوية -مثل إصلاح نظام العمل في السوق، والنظام الصحي، ونظام التقاعد وغير ذلك- قد صاحبتها مخاطر حقيقية وجدية، خاصة فيما يتعلق بعدم إدخال إصلاحات جوهرية على نظم السوق والعمل، فضلًا عن وضعها أجندة أهداف اقتصادية مبالغ فيها، بل وغير واقعية. وظهرت هشاشة هذا النمط، على سبيل المثال، في رفض مشروع قانون التقاعد الاجتماعي في استفتاء عام 2010.

وفي العام 2012، بدأت تظهر على الساحة ملامح استراتيجيتين سياسيتين للخروج من الأزمة: استراتيجية الليبراليين الجدد واستراتيجية الليبراليين الاجتماعيين، ودخل الفريقان في تنافس محموم بينهما منذ ذلك التاريخ، ويبدو أن صراعهما الأيديولوجي سيفرض نفسه على الساحة السياسية السلوفينية على المدى المنظور.