اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بين قوات المتمردين والنظام السوري في حيز التنفيذ.. روسيا وتركيا ضامنان.. موسكو توافق على الحد من انتشارها العسكري.. وأنقرة: لن نتنازل عن معارضتنا لبقاء الأسد

وقف إطلاق النار يستثنى تنظيمات يعتبرها مجلس الأمن الدولي «إرهابية»
الخطة تستند إلى ثلاثة محاور تتمثل في اقرار الهدنة
أنقرة ترغب في مشاركة الأمم المتحدة كـ «طرف مراقب» في مفاوضات أستانة
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في نبأ بثه موقع «سي إن إن» الإخباري الأمريكي، اليوم الخميس، إنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في سوريا بين قوات المتمردين والنظام السوري والذي يترأسه بشار الأسد، وتلعب خلاله روسيا وتركيا دور الضامن.
وكانت أنقرة وموسكو قد أعدتا اتفاقا لوقف إطلاق النار في سوريا، وفق تصريحات لوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الذي أضاف أن تركيا لن تتراجع عن معارضتها لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.
وأضاف الرئيس الروسي أن فصائل المعارضة السورية وقعت مع حكومة سوريا على عدد من الوثائق تشمل اتفاقا لوقف إطلاق النار يبدأ سريانه منتصف ليلة 29-30 ديسمبر.
وتابع أن روسيا وافقت على الحد من انتشارها العسكري في سوريا.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية، اليوم إن تركيا وسوريا ستعملان كضامنين لوقف لإطلاق النار من المقرر أن يبدأ سريانه في عموم سوريا منتصف الليل.
وقالت أنقرة، إن اتفاق وقف إطلاق النار يستثني التنظيمات التي يعتبرها مجلس الأمن الدولي تنظيمات إرهابية، مشيرة إلى أهمية دعم الدول المؤثرة على الأطراف المقاتلة.
وأوردت الخارجية التركية في بيان «بمقتضى هذا الاتفاق وافقت الأطراف على وقف كل الهجمات المسلحة بما فيها الهجمات الجوية ووعدت بألا توسع المناطق الواقعة تحت سيطرتها».
وجاء في البيان أن ممثلين من الحكومة السورية والمعارضة سيجتمعون قريبا في آستانة عاصمة كازاخستان تحت إشراف الدول الضامنة للاتفاق.
ومن جانبه، أعلن الجيش السوري وقفا لإطلاق النار في عموم البلاد يبدأ من منتصف ليل اليوم الخميس، في خطوة تهدف إلى تمهيد الطريق لحل سياسي للحرب الدائرة في البلاد منذ نحو ست سنوات.
وقال الجيش في بيان نقلته وسائل الإعلام السورية إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة اعلنا وقفا شاملا للأعمال القتالية على جميع أراضي الجمهورية العربية السورية اعتبارا من الساعة صفر يوم 30 ديسمبر 2016.
وكشف المحلل التركي المعروف مراد يتكين عن خطة روسية- تركية مشتركة لإحلال السلام في تركيا بعد خمسة أعوام من الصراعات المسلحة.
وقال «يتكين» في مقال نشرته صحيفة «حريت» التركية اليوم، إن الخطة تستند إلى ثلاثة محاور تتمثل في إقرار الهدنة بصورة دائمة في سوريا، ومن ثم إنهاء العنف في جميع الجهات، وسوف تشمل الهدنة جميع الأطراف، باستثناء الفصائل التي توصف بالإرهاب مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة القريبة من القاعدة، وستقوم كل منتركيا وروسيا بضمان استمرار الهدنة، وتتضمن هذه المقترحات أن تستمر جميع الأطراف في الاحتفاظ بالمناطق التي سيطرت عليها، وفي هذه المرحلة لن يتم شن أي غارات جوية أو قصف بالمدفعية، ولكن لن تشمل هذه الترتيبات كلا من تنظيم داعش وجبهة النصرة.
وتتضمن المرحلة الثانية من الخطة التركية –السورية، دعوة ممثلين عن القوى الموالية لنظام بشار الأسد، وفصائل المعارضة إلى مدينة آستانا عاصمة كازاخستان، حيث ستقوم روسيا وتركيا وإيران بضمان وتسهيل التفاوض، وترغب تركيا في مشاركة الأمم المتحدة، كطرف مراقب في مفاوضات آستانا، التي تحظى ،بدعم من الرئيس الكازاخي نور سلطان نزار باييف.
وسيتم الانتقال إلى المرحلة الثالثة إذا حققت مفاوضات «أستانة» النجاح، ومن ثم يمكن الاتجاه إلى مناقشة الحل السياسي، وفي هذه المرحلة يتم انتقال المفاوضات إلى مؤتمر يعقد في مدينة جنيف السويسرية تحت رعاية الأمم المتحدة، على أن تهدف المفاوضات إلى إقرار السلام الدائم في سوريا.