ماعندناش سياحة .. بس إيه رأيكم في السيستم ..؟

فيه نكتة بايخة وقديمة عن واحد عايز يشتري فرخة وشاوروله على المؤسسة الوطنية للدواجن وراح .. لقاه مبنى ضخم وفيه ريسيبشن كبير وموظف استقبال لابس يونيفورم شيك فراح سأله : لو سمحت عايز أشتري فرخة ..
فسأله الريسبشنيست : حضرتك عايز فرخة صاحية .. ولا فرخة مدبوحة .. الراجل قاله : فرخة مدبوحة قالوا الموظف اطلع الدور الأول .. طلع صاحبنا اللي نفسه في الفرخة المذبوحة للدور الأول ولقي ريسبشن كبير تاني فراح سأله : لو سمحت عايز فرخة مذبوحة .. فسأله الريسبيشنست : عايزة مذبوحة متقطعة أجزاء ولا على بعضها .. قالوا الراجل اللي لسة نفسه في الفرخة .. مذبوحة على بعضها ..
قاله الموظف أه في الدور التاني حضرتك .. طلع ولقي موظف تالت في الريسيبشن قاله لو سمحت عايز فرخة مذبوحة على بعضها .. قاله الموظف عايزة مذبوحة على بعضها ومتغلفة في كيس .. قاله أه عايزها في كيس .. قاله الموظف أ هدي بقى سيادتك في الدور الرابع .. طلع الراجل بعد ماكره الفراخ واللي عايز يأكل فراخ .. لقى مدير كبير على مكتب فخم .. قاله لو سمحت عايز فرخة مذبوحة متغلفة في كيس .. فرد عليه المدير .. احنا ماعندناش فراخ .. بس ايه رأي سيادتك في السيستم ..؟
ومن النكتة البايخة للواقع البايخ هنلاقي نفس السيستم البيروقراطي موجود عندنا في مصر في كل المجالات ومنها السياحة والدليل الحكاية اللي هالخصها لكم حالا ..
تخيل واحد صاحبنا عنده لوكانده في محافظة نائية و الوصول ليها بالعربيه مشوار مش سهل. بس الحمد لله فيه طيارة (٥٠ كرسي) بتروح مرتين في الأسبوع.
ناس حجزوا للأحتفال برأس السنه والكريسماس في اللوكانده و اللوكانده تسهيلًا لوصول الناس هي اللي بتظبط لهم حجز الطياره. اصل الطياره بتديرها المحافظة و التعامل معاهم له طريقه غير حجز الطيران العادي. يعني مالهاش مكتب معروف في مصر ولا ليها ويب سايت ولا حتلاقي للطياره دي اي تعامل مع شركات سياحه او مكاتب حجز الطيران.
بس و الله فيه طياره و بتروح مرتين في الأسبوع بقالها سنين. و صاحبنا برضه بقاله سنين، زيه زي ملايين العاملين في مجال السياحه، بيتمني السياحه ترجع و العمال في فندقه يلاقوا حاجه يعملوها علشان يفضل عندهم أمل.
المشهد الاول:
في اول نوفمبر صاحبنا اتصل بالشخص الاستاذ مندوب المحافظه المسئول عن الحجز.
صاحبنا: عاوز احجز ٣٥ كرسي في رحلة يوم ٢٩ ديسمبر و عوده ١ يناير.
الشخص الاستاذ (بعد فترة صمت): و الله حضرتك لازم تستأذن من سيادة المحافظ!
صاحبنا: ليه؟ مش فاهم.
الشخص الاستاذ: اصل العدد كبير.
صاحبنا: طب الحمد لله ان فيه سياحه. وللا ايه؟
الشخص الاستاذ: انا عارف بس ياريت تتصل برضه بسيادة المحافظ.
المشهد الثاني:
يدق جرس التليفون في مكتب المحافظ (تربن تربن.)
المحافظ: أفندم.
صاحبنا: اهللا يا أفندم. انا فولان الفولاني.
المحافظ: اهلا بيك.
- و الله يا أفندم باحاول احجز لمجموعه سياحيه علي الطياره و قالولي استأذن من معاليك.
- تستأذن؟ مين ده اللي قال لك كده؟
- و الله حضرتك الاستاذ فولان بتاع الحجز قال لي العدد كبير و هو قصده ان سيادتك يبقي عندك علم ليكون حضرتك جايلك وفد وللا حاجه.
- همممم! آه. انت قلت لي يوم كام؟
- ٢٩ ديسمبر يا أفندم.
- ياااه. ده لسه بدري قوي.
- ايوه بس حضرتك سيد العارفين ان شركات السياحه بتحجز من بدري علشان توضب باقي البرنامج و مايحصلش لخبطه او مفاجات.
- طبعا. كلمني يوم ٢٠.
- نوفمبر؟
- هما جايين نوفمبر؟
- لا! جايين ٢٩ ديسمبر.
- احنا فين و ديسمبر فين. كلمني ٢٠ ديسمبر.
- بس يا أفندم كده الناس دفعت لنا فلوس و بتحجز طيران مِن بلدها لمصر و بعدين فنادق في القاهره و البرنامج مكتوب في عقد و لازم أأمن كل حاجه قبلها بفتره تلافيا للإحراج و الغرامات.
- و انا ما اقدرش اعرف الدنيا حيبقي فيها ايه اخر ديسمبر.
- يا أفندم انا ماصدقت ان فيه سواح جايبين. و مش طالب غير ٣٥ كرسي و خللي للمحافظة ال ١٥ كرسي الباقيين.
- طبعا طبعا السياحه خير. بس كلمني قبلها بأسبوع.
(صمت) شكرًا يا أفندم.
المشهد الثالث: بعد شهر و نص من المتابعة مع الشخص الاستاذ في القاهره يدق جرس التليفون ليخبرنا الشخص الاستاذ انه لن يكون متوافر اكثر من ٢٠ كرسي لان سيادة الوزيره الفولانيه حتزور المحافظه يوم ٢٩.
- طب و احنا. السياحه! طظ في الناس اللي حاجزه من شهر و نص.
- انا بانفذ الأوامر. حضرتك ممكن تكلم سيادة المحافظ..
- تاني؟
المشهد الرابع: بعد محاولات عديده فاشله للوصول لسيادة المحافظ أرسل صاحبنا له رساله نصيه علي التليفون.
و جاء رد تليفوني بعدها بيومين حيث اتصل احد مساعدي المحافظ بصاحبنا و ابلغه انه عندك ٢٠ كرسي بس. طيب هي الوزيره معاها كام مرافق؟ ماحدش عارف.!!
بعد كام محاولة غير موفقه للوصول للوزيرة او اي حد يعرفها علشان نعرف محتاجه كام كرسي صاحبنا اخد القرار.
تم الاتصال بالسائحين و إبلاغهم بعدم توافر اكثر من ٢٠ مكان. طبعا كنا دخلنا علي الكريسماس و الناس علي استعداد للسفريه اللي بيحلموا بيها و دافعين تمنها. و نجح صاحبنا في إقناعهم ان جزء منهم يروحوا بالطياره و الباقيين يروحوا بالعربيات.
المشهد الأخير:
يوم ٢٦ ديسمبر اتصل مكتب المحافظ بصاحبنا و ابلغه ان الوزيره لغت الزياره و ممكن ياخد ال ٣٥ كرسي. بل ممكن ياخد ال ٥٠ كرسي كلهم تأكيدا من المحافظه علي اهتمامها بالسياحه.
صاحبنا فرح جدًا و اتصل بالمجموعة السياحيه و زف بشري ان كلهم حيطلعوا بالطياره. و كمان اكد حجز ل١٠ تانيين كانوا عاوزين يروحوا عنده في اللوكانده بس ماكانش ممكن يحجز لهم طيران.
كده كله نام يوم ٢٧ مبسوط و مستعد لرحلة الأحلام. و فيه ٤٥ سايح مسافرين.
تاني يوم الصبح رِن التليفون ليخبرنا مكتب السيد المحافظ ان الوزيره اللي لغت امبارح كلمتهم النهارده و قالت جايه. و معلش مافيش مكان علي الطياره بكره.
..............
صاحبنا اضطر يعمل مكالمات اعتذار لعملائه كلهم واحد واحد. ٢٥ طلعوا و ٢٠ لغوا و زعلوا جدًا.
المشهد بعد الأخير
ماعندناش سياحة .. مجرد يافطه علي المسرح الكل بقي شايفها: (مش عاوزين سياحه) .
الموضوع مش موضوع قرشين راحوا علي صاحب فندق. الموضوع موضوع سمعه و التزام و مسئولية لا يجوز إهدارها او التعامل معها باللامبالاة.. وبالسيستم .. والله المستعان ..