قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الأقلية اليهودية في فلسطين


اليهود أقلية فى إسرائيل .. وهذا هو جوهر الأزمة داخل المجتمع الإسرائيلي .. يتم حرمان اليهود الروس وغيرهم من الاعتراف بيهوديتهم .. ناهيك عن تعداد عرب 48 من العرب الفلسطينيين .

عدد السكان في إسرائيل رسميًا 8.296.000.. وفى تعداد الرسمي للسكان يتم إضافة عرب 48 + الأجانب أى ما يتخطى الـ2 مليون غير يهودى داخل إسرائيل . بالإضافة إلى أعداد الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والتي تبلغ 4.2 مليون نسمة.

الأرقام الرسمية تؤكد أن اليهود يقدرون بـ‏6.218.000‏ منهم (‏74.9%‏ من السكان)، ‏1.719.000‏ من العرب (‏20.7%‏) و 359.000‏ مدرجون تحت تعريف آخر.

من ضمن الست ملايين يهودى المذكورين فى الإحصاءات الرسمية هناك ما يقارب 2مليون اسرائيلى من المهاجرين من شرق أوروبا والاتحاد السوفيتى + الفلاشا .. هؤلاء لا يتم تسميتهم باليهود فعليًا كما يصرح الحاخامات اليهود أنفسهم .. ويقول المتشددون أن هاتين الفئتان لا يمكن تسميتهم باليهود.

ثوابت المجتمع الإسرائيلى تواجه أزمة ثقة .. على سبيل المثال
هناك انقسام واضح فى هوية الدولة بين اتجاهين الأول يهودى دينى والثانى يهودي علمانى .. كذلك انقسام فى الفهم الوجودى للدولة اليهودية بين صهيونية الأراضى وصهيونية التوزيع الجغرافى للسكان .. واختلاف فى تعريف من هو اليهودى من الأساس .

بعد سنوات من بناء الجدار العازل .. ضد الفلسطينيين .. إذا بإسرائيل في حاجة مرة أخرى إلى جدار فصل عنصرى جديد داخل المجتمع الإسرائيلي .. واليوم يظهر بوضوح أن إسرائيل لا تستطيع دفع تكلفة السلام مع محيطها .

اليمين في إسرائيل يركب على أكتاف المؤسسة العسكرية .. ويمارس سيطرته التي تعبر عن خوف وجودى عميق .. وكلما صعد اليمين .. كان ذلك تعبيرًا مباشرًا عن أزمة اجتماعية ووجدانية عميقة.

ربما تشير الأوضاع الاستراتيجية بأن عمليات التفكيك والهدم في سوريا والعراق .. تعطى إسرائيل وضعية أفضل في المنطقة .. لكن الحقيقة التي يحاول الإسرائيليون أنفسهم مداراتها .. بخطاب متعجرف .. أنهم يعيشون حالة خواء اجتماعي حقيقي .

مظاهر الأزمة متعددة .. منها استيراد إسرائيل للعمالة من الصين .. حتى تستطيع بها أن تستغنى عن العمالة الفلسطينية .. وهذه إحدى الدلائل على العزلة الاجتماعية الداخلية.

أن النظام السياسي الإسرائيلي الحالي في طريقه للانهيار كليًا .. فليس هناك مجتمع يستطيع أن يواجه كل هذه التناقضات الواقعية اجتماعيًا واقتصاديًا .. بنظام سياسي يمثل أقلية اجتماعية في محيط تناقضات حقيقي .

يستند النظام السياسي في إسرائيل على الجيش الإسرائيلي .. وهذا الجيش هو الداعم الرئيسي لليمين المتطرف .. الذى يستند ايضًا لنفوذ المؤسسة الحاخامية الدينية .. ولهذا فإن مكونات إسرائيل الحالية هي عبارة عن جيش طائفى يعبر عن أقلية دينية تريد ن تفرض بعكس الواقع كلمتها ونفوذها على غالبية السكان في كل فلسطين .

الشيء الوحيد الذى يدعم بقاء إسرائيل .. هي حل الدولتين والانهيارات الاجتماعية الكبرى التى تحدث حولها داخل المجتمع العربى .. لذلك فإن التقسيم العرقى والطائفى لسوريا والعراق وقبل ذلك لمصر هو يخدم بقاء إسرائيل.

ببساطة نحن أمام جيش ضخم تسليحًا بلا مجتمع يستند عليه.. ولهذا فإن مصالحه الرئيسية ترفض فكرة أن يعوض الآخرين هذا الفارق بالبناء الحضارى والاقتصادي والاجتماعى .. وهذا ما يجعل النفسية الإسرائيلية لا تتحمل فكرة وجود كيانات كبيرة محيطة بها.
هناك سؤال مهم .. هل تستطيع اسرائيل ان تتحمل جار قوى اقتصاديًا وعسكريًا تعداد سكانة أكثر من 90 مليون نسمة؟ وأن تتعايش معه بشكل طبيعي .. بالطبع لا .. فبلد صغير الحجم جغرافيًا وسكانيًا يشعر بالتهديد من أى صعود لقوى ضخمة على حدوده .. هذا السؤال .. أوجهه لمن يبشرون بالدور الاسرائيلي فى المنطقة .. ومن يقولون ان اسرائيل لا تشكل خطرًا .. جوهر القضية .. مصالح بقاء اسرائيل تتعارض تمامًا مع صعود مصر كقوة اقتصادية وعسكرية كبرى .. وهذه ثوابت استراتيجية .

لا حل أمام إسرائيل إلا بقبول الأمر الواقع .. الذى سعت خلال العقود الماضية إلى تغييره .. وأن تعيد تأسيس نفسها ونظامها السياسي .. وأن تقتنع أنه لا وجود للدولة اليهودية .. ولا أمل في أن تكون هناك إسرائيل .. وأن علي المكون اليهودى أن يقبل وجوده في دولة متعددة الأعراق والديانات وديمقراطية.