أمين الفتوى يوضح سبب قول الرسول لإحدى زوجاته «غارت أمُّكم»

قال الشيخ أحمد ممدوح مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الإنسان المتزوج من أكثر من امرأة تكون بينهن غيرة ولم يسلم بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- من تلك الخصلة.

واستدل «ممدوح» خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» بما روي عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندَ بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصَحْفةٍ -وعاء يؤكل فيه- فيها طعامٌ، فضربت التي النبيُّ صلى الله عليه وسلم في بيتها يدَ الخادم، فسقطت الصَّحْفةُ، فانفَلَقَتْ، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: «غارت أمُّكم»، ثم حبس الخادمَ حتى أُتِي بصَحْفَةٍ من عند التي هو في بيتها، فدفع الصَّحْفَةَ الصحيحة إلى التي كُسرت صَحْفَتُها، وأمسَكَ المكسورة في بيت التي كسَرَتْ»، رواه البخاري برقم 5225، الصَّحْفَةُ هي: وعاء يؤكل فيه ويُثرد، ويُتخذ من الخشب غالبًا.

أوضح أن إحدى زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- غارت يومًا، بسبب إحدى ضرائرها من أمهات المؤمنين التي أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه طعام في زوجته الأخرى وكان -صلى الله عليه وسلم- في غرفتها، فما كان من الزوجة التي غارت إلا أن ضربت يد الخادم، فوقع الإناء فانكسر، وتناثر الطعام على أرض الغرفة، فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن جمع الإناء المكسور، وأعاد الطعام الذي كان فيه إليه، وأخذ يقول: «غارت أمّكم».

وأكد أن مثل هذا التصرف قد يثير مشكلات كبيرة في داخل الأسرة، داعيًا إلى النظر إلى أن حُسْن تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم، فجمع الرسول صلى الله عليه وسلم الإناء المكسور، وأعاد الطعام فيه، وأبقى لزوجته التي غارت الإناء الذي كسرته، وأرسل بإناء آخر سليم السليم إلى أم المؤمنين التي كُسر إناؤها، مؤكدًا أن المشكلة انتهت عند هذا الحد، من غير أن تتحول إلى معركة حامية، كما يفعل بعض الناس الذين تجري مثل هذه المشكلة عندهم.