قال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن صلاة الاستخارة سُنة شرعها النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن أراد أن يعمل عملًا ولكنه مترددٌ فيه، مؤكدًا أن من يفعلها فله الأجر على ذلك.
وأضاف «عويضة» خلال إجابته عن سؤال: «استخرت الله عز وجل قبل الزواج وبعد أن تزوجت اكتشفت سوء خلق زوجي فما فائدة الاستخارة؟»، أن الْعُلَمَاءَ أَجْمَعَوا عَلَى أَنَّ الاسْتِخَارَةَ سُنَّةٌ.
واستدل على مَشْرُوعِيَّتِهَا بمَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ (1166).
وأوضح مدير الفتوى، مخاطبًا السائلة، أن الفائدة من الاستخارة أنكِ تفوضين الأمر إلى الله تعالى، ويكفي المسلم أن يفوض أموره إلى الخالق -جل شأنه- ثم يحدث بعد ذلك ما يحدث.
ونبه على أن الاستخارة وصية من الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأمته فمن يفعلها يثاب عليها، مضيفًا: فعلى المسلم أن يوكل أمره إلى الله تعالى وما يقع من سوء فهذا قضاء، فلا يحزن بعد أن يستخير إذا ما رأى مكروهًا، ولا يلقى اللوم على أنه فعل سنة الاستخارة إذا لم يوفقك المستخير في مراده.
وأشار إلى أن الله تعالى قد يجعل الخير للمسلم في الابتلاء، لأنه إن صبر على الزوج سيئ الخلق فيحصل على الأجر العظيم ويرفع الله مقامه.