- الذكرى الأولى لوفاة القارئ راغب مصطفى غلوش
- التحق بالكتاب وكان حديث أهل القرية وخاصة المحفظين
- وجهت له الدعوات لإحياء مآتم كثيرة بالقاهرة زامل فيها مشاهير القراء
- دخل الإذاعة المصرية أثناء فترة التجنيد ولقب بـ"الشاويش المقرئ"
- توفي في 4 فبراير 2016 بعد مرض عن عمر ناهز 77 سنة
تحل علينا اليوم، السبت، الذكرى الأولى لوفاة قارئ الإذاعة المصرية الشيخ راغب مصطفى غلوش، والذى لقب بـ"القارئ الشاويش" وزامل مشاهير القراء فى صغره.
ولادته ونشأته
ولد يوم 5 يوليو 1938 م بقرية برما، مركز طنطا بمحافظة الغربية، أراد والده أن يلحقه بالتعليم الأساسي ليكون موظفًا كبيرًا، وكانت الكتاتيب كثيرة بالقرية والإقبال عليها ملحوظا وملموسا، وكان الناس في ذلك الوقت يهتمون بتحفيظ أبنائهم القرآن ليكونوا علماء بالأزهر الشريف، لأن كلمة "عالم" لا تطلق في نظرهم إلا على رجل الدين، خاصة إمام المسجد الذي يلقي خطبة الجمعة.
أشار أحد الأقارب على والده بأن يأخذ ولده راغب ويسلمه لأحد المشايخ المحفظين لكي يحفظه القرآن، ووافق والده على هذه الفكرة وصرح لابنه راغب بالذهاب إلى الكُتاب بعد انتهاء اليوم الدراسي، ولكن الموهبة أعلنت عن نفسها، فكان الطفل الصغير ابن الثامنة حديث أهل القرية، خاصة المحفظين والحفظة.
بداياته مع القرآن
في الرابعة عشرة من عمره ذاع صيته بالقرى المجاورة حتى وصل مدينة طنطا، معقل العلماء، وتوالت عليه الدعوات من القرى والمدن القريبة من قريته في شهر رمضان عام 1953 بقرية محلة القصب بمحافظة كفر الشيخ، وكان عمره 15 سنة، واتجه إلى قبلة العلم القرآني بمدينة طنطا والتحق بمعهد القراءات بالمسجد الأحمدي وتوّلاه بالرعاية المرحوم الشيخ إبراهيم الطبليهي.
من المسجد الحسيني إلى الإذاعة المصرية
وفي مسجد الإمام الحسين بدأ ينطلق إلى ما كان يحلم به ووجهت له الدعوات لإحياء مآتم كثيرة بالقاهرة، زامل فيها مشاهير القراء بالإذاعة أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمود خليل الحصري، وغيرهم من مشاهير القراء.
قطع ثلاثة أرباع المسافة في طريق الوصول إلى الإذاعة بعدما كان من ضمن الناجحين فى اختباراتها، واقترب من الدخول بين كوكبة من مشاهير القراء بالإذاعة أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ طه الفشني، والشيخ عبد العظيم زاهر، والشيخ كامل يوسف البهتيمي، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمود علي البنا، وغيرهم من فحول القراء أصحاب المدارس المختلفة.
شاويش وقارئ بالإذاعة
حصل على شهادة إنهاء الخدمة وذهب إلى بلدة "برما" فوجد ما لم يتوقعه، حث قابله أهل القرية وقالوا له "ألف مبروك يا راغب" واحتضنوه، فقال لهم: "هو أنتم عمركم ما شفتم عسكري خرج من الخدمة إلا أنا إيه الحكاية" فقالوا: "صورتك واسمك في كل الجرايد بالخط العريض (شاويش ومقرئ)".
كأنها كانت مكافأة إنهاء خدمته الوطنية عام 1962م، وكان خبرًا قويًا وشديدًا يحتاج إلى عقل وصبر جميل لعدم الإفراط في الفرحة حتى لا تأتي بنتيجة عكسية، ولما لا تكون فرحة كبرى وهو في هذه السن التي لا تتعدى اثنين وعشرين عامًا وسيكون أصغر قارئ بالإذاعة في عصرها الذهبي، وذلك عام 1962م.
السفر إلى دول العالم
وجهت إليه الدعوات من دول عربية لإحياء المناسبات الرسمية، خاصة في الكويت والإمارات والسعودية، في السنوات الأخيرة فضل البقاء في مصر في شهر رمضان المبارك، وللشيخ راغب تسجيل مرتل يذاع بإذاعات دول الخليج العربي، وظل يتلو قرآن الفجر مرة كل شهر بأشهر مساجد مصر على الهواء مباشرة، بالإضافة إلى تلاوته يوم الجمعة والمناسبات الدينية عبر موجات الإذاعة وشاشات التليفزيون.
وفاته
توفى في 4 فبراير 2016 بعد مرض نقل إثره إلى أحد المستشفيات عن عمر ناهز 77 سنة.