قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ماتش كورة أم إثبات هوية أفريقية


برغم أني لست من هواة مشاهدة كرة القدم، ولم أمارس لعبة كرة القدم فى حياتى وحتى فى مرحلة الطفولة عندما كان يلعب الاطفال ويذهبون الى مركز الشباب لممارسة الرياضة كانت هذه اللحظات اصعب ما امر بها حيث لا أجد من يشاركنى هواياتى والعابى، ولكنى اكتشفت أن فى لعبة كرة القدم بعض الاسقاطات النفسية التى لا تخلو عن كشف الميول السياسية والانتمائية وفى بعض الاحيان الاقتصادية والدينية لبعض المشجعين أو معظمهم.

بالأمس بينما يتابع المشجعون المباراة فى المقاهى وفى المنازل كنت أتابع تغريداتهم وتعليقاتهم فى مواقع التواصل الاجتماعى لأدرس الحالة النفسية التى وصل اليها الشعب المصرى داخليًا تجاه الوطن ما بين مهلل وواثق بالفوز وما بين ناقم على حالته الاقتصادية او السياسية داخليًا وأصبحت طموحاته هزيمة مصر امام فريق الكاميرون وذلك ليبرر لنفسه شيئا ان الاخطاء السياسية او الخطوات الاقتصادية الخاطئة للدولة أوصلتنا للهزيمة الساحقة.

ولكن من اغرب التعليقات التى قرأتها لتبرير فوز الكاميرون فى المباراة عندما قال أحدهم بالمصرى الصريح ومستندًا بآية من كتاب الله عز وجل أن : سبب الخسارة مش اللاعيبة ولا لعنة كوبر ولا الكلام ده السبب الرئيسي ان الماتش اللي فات الناس كلها قالت الحضري ونسوا ان ده توفيق من ربنا "نسوا الله فنسيهم."

بالطبع لابد أن نسعد لمثل هذه التعليقات فالكل يسقط على المواقف بما سكن فى قلبه واذا كان الدين يسكن فى قلب هذا الشاب فلابد ان نكون سعداء له.

ولكن ما أقلقنى حقيقة التعليقات الخارجية أى من خارج القطر المصرى وبالاخص ابناء القارة الافريقية وأشقاؤنا فى القارة الأم تشجيعهم الحار وتمنياتهم القلبية بفوز فريق الكاميرون وذلك إسقاطًا لانتمائهم الافريقى وان الكاميرون هو الممثل الفعلى فى هذه المباراة لافريقيا والسؤال هنا: هل هذا على اساس ان مصر دولة أوروبية او انها تنتمى للامريكتين.

لكن السؤال: كيف وصلت مصر لهذه الحالة المزرية فى انتمائها الافريقى لدرجة ان الافارقة اخرجوها من حساباتهم والسؤال المهم ايضًا هل لو كانت الجزائر او تونس او المغرب هى التى تلعب ضد الكاميرون كان التشجيع الافريقى من نصيب الكاميرون والاعلان الصريح بتشجيعهم للهوية الافريقية للكاميرون وليس اكثر، أظن ان الافارقة كانوا سيبقون على الحياد فى تشجيعهم او بالاحرى كانوا سيصمتون حتى نهاية المباراة والتشجيع كان سيكون للعبة الحلوة كما يقولون.

وهنا لابد ان ندرك ما وصلت اليه الحالة المصرية افريقيًا ونصحح المسار الانتمائى لمصر ونبرزه فى حياتنا اليومية حتى لان نكون خارج السرب القوى الذى اصبح واضحًا قوته فى كل المحافل فسياسيًا المستقبل لأفريقيا واقتصاديًا المستقبل لأفريقيا وثقافيًا كذلك واجتماعيًا المستقبل والماضى والحاضر لأفريقيا .