قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خرافة توبة الإخوان


تتداول وتتناثر أخبار بين الحين والآخر عن موضوع " توبة الإخوان والجماعات المتشددة " المقبوض عليهم في جرائم إرهابية استهدفت جيشنا وشرطتنا ومؤسساتنا ، عن طريق استتابتهم أولًا وكتابة تعهد على أنفسهم بأنهم كانوا أعضاء في هذه الجماعات ولن يعودوا مرة أخرى للعنف.

وفي الحقيقة لست أعلم هل تنطلي على الحكومة المصرية وشعبها هذه اللعبة والوسيلة التكتيكية التي تنتهجها هذه الجماعات المتطرفة للوصول لهدف استراتيجي أكبر وأعم وأشمل بعد خروجهم من السجون بعد توبتهم المزعومة للانقضاض مرة أخرى على الدولة المصرية وإشاعة الفوضى بها لتمرير مخططات التفتيت والتقسيم، والسعي لتأسيس دولة الخلافة التي تعشش في خيالاتهم وتداعب أحلامهم المريضة كل لحظة ؟!!! خاصة أن الحكومة نفسها أقدمت على هذه اللعبة الخطرة من قبل وأجرت مراجعات للجماعات الإسلامية في السجون، وأفُرجَ عن كثير منهم وعاد أغلبهم للإرهاب والعنف والتحريض والتشدد إلى أن رأينا بأم أعيننا وسمعنا بآذاننا محاولاتهم المستميتة لإسقاط الدولة وجيشها وشرطتها وأزهرها وكنيستها بعد وصولهم للحكم ، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

كما أن وزارة الداخلية او الحكومة ليست إلهًا يلجأ إليه الإخوان لقبول توبتهم بعد استتابتهم على يد رجال دين وليس رجال الدين أيضا آلهة مخولا لها قبول توبة أحد ، بل عليهم النصح والإرشاد بخطورة ما أقدموا عليه من جرائم بشعة في حق الدين والشعب والوطن ، ووزارة الداخلية أيضا يجب أن لا يخرج دورها عن تطبيق القانون وإرساء قواعد العدالة الناجزة وليس السعي لإفلات هذه العصابات المتسترة في رداء الإسلام من المساءلة والمحاسبة والإفلات من قبضة العدالة تحت مبرر مضحك وهو " التوبة " .

وإذا أراد الإخوان فعلا أن يتوبوا توبة نصوحا عليهم أن تكون توبتهم بينهم وبين ربهم الذي له وحده السلطة المطلقة في مغفرة الذنوب والمعاصي والآثام ، خاصة أن جرائمهم مروعة يشيب لها الولدان ، يا سادة محدش يكلمنا ويصدع رؤوسنا من وقت لآخر بهذا الفخ الذي لو شاركت فيه الحكومة ستكون قد ارتكبت مع سبق الإصرار والترصد جريمة مروعة وبشعة في حق الإسلام والشعب المصري والدولة المصرية ، خاصة أن الحكومة والداخلية والشعب يعلمون جيدا مراوغات وخداع هذه الجماعات التي تتنفس الكذب كالهواء وتشرب الخداع والمراوغة والتضليل كالماء ، نعم سيتوبون ظاهريا ولكنهم سيعاودون جرائمهم ولو عن بُعد للانتقام من الشعب والدولة التي أقصتهم عن الغنيمة التي كانوا يرتعون ويعيثون فيها فسادا وهي " مصر" .

سيعودون بعد استتابتهم المزعومة ليقطعوا أشلاء الوطن ويوزعوا حدوده ، ويبيعوا مقدراته بأبخس الأثمان على دماء وجثث المصريين وأشلاء جنودنا الاطهار البررة ، والاخطر أنهم لو خرجوا تحت خرافة التوبة سيكونون بمثابة أكبر خنجر يطعن الإسلام نفسه ويسيء إليه في كل العالم ، وعلى الحكومة المصرية أن ترفض أي محاولات أو دعوات من الإخوان او الجماعات المتشددة للتوبة والخروج ، لانها ستكون مسئولة مسئولية كاملة أمام الشعب عن النتائج المرعبة والخطيرة لهذه الخطوة غير المحسوبة خاصة أن التاريخ أثبت فشلها وخطورتها وكل أو قل غالبية من تم الإفراج عنهم عادوا مرة أخرى أشد ضراوة وعنفا وإرهابا وتكفيرا وتحريضا ، فالأهم من توبة الإخوان هو أن ننتشل الأجيال الحاضرة والأطفال الذين ينتمون لهذه الجماعات من خطر العنف والتطرف وأن ننتشل شبابنا وأطفالنا من براثن الإرهاب والأفكار المتشددة التي تفخخ العقول ثم تنطلق لتفخخ وتفجر المؤسسات ودور العبادة وجنودنا بالقنابل والمولوتوف والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ، وأن نطبق القانون بلا هوادة على كل من يعتنق فكرا إرهابيا أو متطرفا يسيء للإسلام أو لأي دين ، والكلام عن توبة الإخوان أو الجماعات المتشددة الذين في السجون وخروجهم مرة أخرى بعد العفو عنهم ليرتكبوا فظائع وكوارث بحق الدين والوطن والشعب أمر غير مقبول وتتحمل وزره الحكومة المصرية والداخلية التي يجب أن تمتلك من الحنكة السياسية التي تجعلها ترفض وبشدة الوقوع في هذا الفخ مرة أخرى ..
اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد.