الوزيرة مكرم .. وتكريم المصري بالخارج حياً وميتاً

أسعدني هذا الاسبوع خبران في غاية الأهمية حول المصريين في الخارج وكرامة الانسان المصري المقيم في الخارج الذي اضطرته الظروف للغربة وتحمُل أعبائها وهمومها وهي لو تعلمون عظيمة.
الخبر الأول نجاح أصدقاء مقيمين في نيويورك أخيرا من تأسيس النادي الثقافي المصري للجالية المصرية وانطلاقه في حفل جميل وكبير ليعلن بدء نشاطه في خدمة الجالية المصرية والجاليات العربية من خلال برامج فنية وثقافية .. برئاسة الصديق الجميل عمدة المصريين في نيويورك بصحيح المهندس طارق سليمان والمهندس علاء المهداوي ومجموعة من الاعضاء المحترمين هدفهم تحقيق نجاح مشروع النادي الثقافي المصري برعايه الدكتور ياسين العيوطي المنسق العام وحضور السفير احمد فاروق قنصل عام نيويورك ونخبة من اعضاء السلك القنصلي والشخصيات العامه المصرية في نيويورك.
وما أثلج صدري أن هناك كيانا لجالية مصرية ( ينبذ السياسة ) ويكون مهتما بالنشاط الاجتماعي والثقافي للمصريين في الولايات المتحدة الامريكية لتصحيح الصورة الذهنية عن المصريين في الخارج وانهم متكاتفون ولهم كيان أو نادٍ يجمعهم في المناسبات العامة ويحقق لُحمة وتآلفاً بينهم خاصة فيما يخص الجيل الثاني والثالث حتى لا تنقطع صلاتهم بالوطن الأم مصر.
وهو ما عبرت عنه السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج عندما أخبرتها بخبر تأسيسي النادي الثقافي المصري في نيويورك وأيضا كان لديها خبر سار آخر طالما أوجعنا وهو توقيع بروتوكول يتكفل بنقل جثامين المصريين المتوفين بالخارج على نفقة مؤسسة مصر الخير وهو ما سيخفف من معاناة ألف أسرة على الاقل كانت تعاني عندما يتوفى لها ابن أو قريب أو صديق ولا يستطيعون نقل جثمانه ليوارى الثرى في بلده مصر وهو ما يوصي به الأغلبية العظمى من المصريين المغتربين ولكن ارتفاع تكاليف نقل الجثامين كانت تحول دون ذلك ونظرا لوجود قانون صادر من أيام الرئيس السادات كان ينص على أن تتحمل الدولة نقل جثمان المصري المتوفي بالخارج ليدفن في مصر بشرط إحضار شهادة ( تعسر) أو بمعنى آخر (شهادة فقر) وهو ما كان من المستحيلات تحقيقه في يوم وليلة ولا حتى شهر بسبب الروتين والبيروقراطية المتأصلة ..
ولكن نجاح السفيرة نبيلة مكرم في تحقيق هذا الانجاز يستحق منا الإشادة على يد هذه الوزيرة النشيطة والطموحة والقادرة على كسر الروتين وتبني أفكار خارج الصندوق .. كل التحية لها وللمهندس طارق سليمان في نيويورك على وطنيته وحبه لبلده الاصلي مصر وجديته في تنفيذ فكره طموحة نتمنى أن يتكتب لها النجاح وتتوسع حتى يصبح للمصريين لوبي في الولايات المتحدة الأمريكية يكون قادرا على التأثير في قنوات صنع القرار في الولايات المتحدة الامريكية وأيضا على ضرب المثل والقدوة الإيجابية في أن يتحرك المصريون من خلال العمل الأهلي في دعم الدولة والمجتمع كما كان يفعل عظماء مصر في بداية القرن الماضي من أمثال طلعت حرب وقوت القلوب الدمرداشية وغيرهم .. والله المستعان.