الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأديبة الجزائرية نسيمة بن سودة تكتب المرايا .. والرحلة السرمدية

الأديبة الجزائرية
الأديبة الجزائرية نسيمة بن سودة

أراني وقد تعمّدت أن أتساقط حرفا كلّما ركنت إلى بداية التاريخ ..أقدّم التفاصيل بين أسفار و آيات و كأنّ القديسين ماعادت تعنيهم ذنوب العابر و الراحل وماعادت نبوءة الاماني تعني البئر و الكهف و الغار...وحي بلا قلم يسدّ ثغرات الهمس الصامت ...رحلة اتخذت دربها بين الأساطير الجميلة و بين الحكايا و حملت نعوش الحزن في توابيت مصلوبة في سفوح النهايات...شامخة تلك الأماني بالأغنيات...

و كلّ الحمائم جعلت من جديلة القصيدة مكانا قسي المعنى...شروقا...صاحت النبضات واستبقت الغرف المغلقة بشعاع النور يلثم فينا كلّ الأزمان و يحوّل الخواء إلى شاطئ الهمس ترسو فيه كلّ المراكب التعبى و يدقّ على باب الروح نغمة تعيد الندى لأمسية ترعرع فيها اللحظ وانتظر الشوق إبتهالات السنابل في صيف لم يسكن الضباب ولا احتواه الغياب...ها هو ذا الجرس دق فوق علياء الكنائس...و هاهي المآذن تملأ المدى ..و تلك النوارس عادت من علياء الغيمة لتسكن الرحلة السرمدية بخطوات النجم الذي يتقاطر همسا ولن يستكين...والرحلة سرمدية النقاء...أبدية المحطات والورد فيها ألوان الحياة...ذاك التشظي ..

لن يكون القصيدة...ففي اللغة مراتع السلام و اللحن سيبقى شامخا والنشيد ريحان الآتي .....مدن الفرح تستعيد هذا الوجم قبل أن تكون للصحراء متعة النسيان دون أن نمدّ لها جسور الألم الأزلي...عهدا هو الصدق ...لأنّ السفر يحيلنا إلى ثمالة المشاع في لحن توسّد النبر قبل أن يفتكّ من ريح تعالت صيحات البراءة فيها...زينب تأخذ فينا تفاصيل الما وراء الروح و خلف ستائر الحروف...

لن يكون الحبر نزفا للخاطرة و كلّ الأسراب تهدهدها الرحلة...لكنّ الشعاع لا ينام فينا وما حطّم الهواء على كسرات تجرح كلّ شريانٍ ينادي الحياة....الكتابة لم تكن على رمل يعلوه رغو الموج ...بل هي شموع تعلو صمت المساء...أنتِ لا تريقي الحرف على شرشف الحنين...أنتِ تصعدين بزينب إلى فكرة تمتلئ حبّا و تستعيد فيها تلك الطفلة التي تجدل القوافي على كتف الدرب...و تنثر الحكاية ضياء يركب على صهوة التجلّي دون أن يأخذها رجع الماضي إلى أثر الطريق...مدائح الأمس هي قيامتنا الأولى و شكلنا الذي يأخذ تلفّت الكلمات إلى تلك الأحايين التي غنينا فيها الياسمين ...عيناي شهقة الظلال في رجفة عودة المهاجر إلى وطن ...من مدن الأغنيات...

نسيمة بن سودة
أحلام
... ستّون حلما يحاصرها صمت القصائد ....وجوها ملائكية الميلاد ، ملائكية الكلمات ...تحمل تجاعيد الماضي..دون ماض..ٍ ترسم تقاسيمها على رمل من نار ..تُواعد الأغاني الهاربة إلى أرض بلا منفى ، بلا اغتراب..تأخذ ضوء قلب طفل يحمل رحم وطنه منذ الولادة خلف ابتسامة تأوي إليها عينيه ...رغم السفر الطويل إلى حَجَرٍ من مطر و قمر لم يبلّله قلم..و ما حدّث عنه السكون في صباح أراد له الثلج أن يبدأ به المساء ...راقبتُ حَلوجَ الأماكن و هي تُبْرقُ لآثار الأقدام الحافية و التي تنقش لها خطوات على أوراقٍ حارقة... ستّون حلما انتضت أن تتجاهل تأرّج الحضور المخمليّ لعاصفة ماانكسرت لها وردة مغروسة في وتر ..

في دفتري القديم كنتُ الوطن و كنتَ المنفى و كان الوعد باللون الواحد للواحة ...واكتفينا بفتح الباب في ليل أغبش لم يتبرّأ من دجوّ الكلمات و لم يغرس لي إسما يُقسِم أنّك الصوتُ المعلّق في شعاع الدمع... ستّون حلما شرّعتُها في دنيا بلا شمس ، بلا قمر ، بلا أمسٍ و لا آتٍ ..صعدتُ طفولة في أكوانٍ بلا قممٍ للبوح و لا جملٍ نُقشتُ على هدبٍ بلا ماءٍ وقُبلةٌٍ بلا مأوى على جبين الأيامِ..... مناديلي تجرحُني وأنا أبكي تراتيلي الصمّاء .. وعدتُ أدراجَ الكلمات بلا وترٍ و لا أحلامٍ
.... نسيمة بن سودة...ً