عمرو الخياط : حفاوة ترامب عبرت عن رغبة أمريكية في الاعتذار للمصريين

رصد الكاتب الصحفي عمرو الخياط، الحفاوة التي قوبل بها الرئيس السيسي خلال زيارته لأمريكا، وأشار إلى أن حجم الترحاب المعلن لم يعبر عن كرم الضيافة بقدر ما عبر عن رغبة أمريكية فى الاعتذار لمصر والمصريين عما تحملوه طوال 8 سنوات متتالية كانت كفيلة بأن تعصف بوجود الدولة.
وأوضح الخياط فى مقاله بجريدة «الأخبار» تحت عنوان «اعتذار بالوكالة» أن دونالد ترامب لم يتمكن من إخفاء مشاعر الإعجاب بالزعيم القادم له محمولا على قواعد بطولته الشعبية على قدمين ثابتتين، هبطت طائرة الرئيس محملة بآمال وآلام المصريين فعلي مدار 6 سنوات دفعت مصر ثمنا فادحا استنزف اقتصادها وحصد أرواح شهدائها إلا أنه لم يتمكن من شموخها وتسامحها .. وإلى نص المقال :اعتذار بالوكالة
نقطة فوق حرف ساخن
إذا كنت من المتابعين لزيارة الرئيس للولايات المتحدة الامريكية او كنت من المشاركين بالوفد الإعلامي فلا يمكن ان يغيب عنك حالة الحفاوة التي قوبل بها رئيسك من كل المسئولين الأمريكيين بداية من الرئيس دونالد ترامب ، حجم الترحاب المعلن لم يعبر عن كرم الضيافة بقدر ما عبر عن رغبة امريكية في الاعتذار لمصر والمصريين عما تحملوه طوال ثماني سنوات متتالية كانت كفيلة بأن تعصف بوجود الدولة الا ان مصر تثبت علاقة غريبة بالزمن يمر عليها بنوائبه فيزداد صباها ويشتد عودها، ومن المدهش ان تكون هناك حالة من الإدراك لقيمة مصر وقدرتها علي التأثير تفوق وعي المصريين الا انها لا تتفوق علي غريزتهم تجاه وطنهم وخوفهم عليه.
دونالد ترامب لم يتمكن من إخفاء مشاعر الإعجاب بالزعيم القادم له محمولا علي قواعد بطولته الشعبية، علي قدمين ثابتتين هبطت طائرة الرئيس محملة بآمال وآلام المصريين، وعلي مدار ست سنوات دفعت مصر ثمنا فادحا استنزف اقتصادها وحصد أرواح شهدائها الا انه لم يتمكن من شموخها وتسامحها، لم يسجل التاريخ لمصر حالة اعتداء واحدة كما لم يسجل حالة استكانة واحدة لهزيمة، مصر العصية على الانكسار تجلت في أروقة الادارة الامريكية وإلي جانب الرغبة في الاعتذار لم تكن نظرات الحيرة خفية كيف لهذه الدولة ان تصمد وسط إقليمها الملتهب ؟! كيف لها ان تحارب الاٍرهاب بالوكالة عن الإنسانية ؟! كيف استطاعت اعادة بناء إرادتها وسط اطلال الدول؟!، كيف استطاعت تغيير استراتيجيات السياسة الدولية ؟!
وسط نظرات الإعجاب والحيرة لا يمكن للواقع الا ان يفرض نفسه لا يمكن للأمريكيين البناء علي مشاعر حالمة، إذن مصر علي موعد مع القدر الذي فرض عليها مكانة اضافت لحجم قدرتها وتأثيرها، مصر الضاربة بجذورها في عمق التاريخ لا يمكن ان تكون حقلا لتجارب السياسه، أنفق كما شئت تآمر مع من تريد ثم انتظر نتائج مغامراتك في كتاب التاريخ المصري.
وكما تفرض الواقعية الامريكية نفسها فإن مصر لم تذهب إلي نزهة سياسية، لم تذهب إلي جلسة تعارف، بل ذهبت بكامل إدراكها لما تريد وتستحق ولما يمكن ان تعطيه، مصر التي أعجزت الصبر لا يمكن الا ان تقبل الاعتذار، ليبقي السؤال متي يعتذر المصريون لمصر؟!
دعاء
أسأل الله أن يعطيكم أطيب ما في الدنيا «محبة الله»، وأن يريكم أحسن ما في الجنة «رؤية الله» ، وأن ينفعكم بأنفع الكتب «كتاب الله»، وأن يجمعكم بأبر الخلق «رسول الله» صلي الله عليه وآله وسلم .. اللهم في هذا الصباح اجعل لنا نصيبا في كل خير تقسمه، وفي كل نور تنشره، وفي كل رزق تبسطه، وفي كل ضر تكشفه، وفي كل بلاء ترفعه، اللهم كما أيقظت أعيننا من المنام أيقظ قلوبنا من الغفلات، وكما أنرت الكون بنور الصباح أنر حياتنا بنور الهداية، آمين.