قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بعد قرنين.. أمريكا تتوقف عن سك السنت لتوفير 56 مليون دولار سنويًا

الخزانة الأمريكية
الخزانة الأمريكية

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، رسميًا إنهاء سك عملة "البِيني" (فئة السنت الواحد)، لتطوي بذلك صفحة امتدت لأكثر من 230 عامًا من تاريخ النقد الأمريكي، وتضع حدًا لتداول إحدى أكثر العملات رمزية في الذاكرة الشعبية الأمريكية.

وجاء القرار بعد أن أصبحت العملة، التي لطالما اعتُبرت رمزًا للتقشف والاقتصاد، عديمة الجدوى في الحياة اليومية الحديثة، إذ لم تعد قيمتها الشرائية تُذكر، بينما باتت كلفة إنتاجها تفوق قيمتها الفعلية بأضعاف.

وقال براندون بيتش، أمين الخزانة الأمريكية، في كلمة ألقاها داخل دار سك العملة في فيلادلفيا، قبل أن يضغط الزر لإنتاج آخر قطعة من فئة السنت الواحد:

"ليبارك الله أمريكا، وسنوفر على دافعي الضرائب 56 مليون دولار سنويًا."

وأضاف بيتش أن قرار التوقف عن سك عملة البِيني جاء بعد دراسات مالية واقتصادية أظهرت أن تكلفة إنتاج القطعة الواحدة تبلغ نحو 4 سنتات، أي أربعة أضعاف قيمتها الاسمية، وهو ما جعل استمرار إنتاجها عبئًا على الخزانة العامة.

وخلال مراسم رمزية، تم وضع آخر مجموعة من العملات المنتجة على صينية خاصة لعرضها أمام وسائل الإعلام، تمهيدًا لطرحها في مزاد علني سيتيح لهواة جمع العملات اقتناء هذه القطع التاريخية التي تمثل نهاية حقبة طويلة من التراث النقدي الأمريكي.

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن مليارات من عملات السنت الواحد لا تزال متداولة في الأسواق وستظل صالحة قانونيًا للدفع في المعاملات اليومية، لكن لن يتم سك أي قطع جديدة اعتبارًا من اليوم، في خطوة وصفها الخبراء بأنها "عملية إصلاح رمزية" في النظام المالي الأمريكي، تهدف إلى التخفيف من النفقات وتحسين كفاءة الإنتاج النقدي.

وعند طرح عملة السنت لأول مرة عام 1793، كانت قادرة على شراء قطعة بسكويت أو شمعة أو حلوى، إلا أنها تحولت مع مرور الوقت إلى رمز ثقافي أكثر من كونها وسيلة تبادل فعالة، وغالبًا ما تُركت في الأدراج أو البرطمانات داخل المنازل، بعد أن فقدت قيمتها الشرائية الحقيقية.

وأوضح بيتش أن آخر عملة أمريكية تم وقف إنتاجها قبل هذه الخطوة كانت فئة نصف السنت عام 1857، معتبرًا أن قرار إنهاء سك البِيني "يمثل نهاية منطقية لعصر نقدي قديم وبداية لمرحلة جديدة في تحديث الاقتصاد الأمريكي".