رغم انتشار المهرجانات السينمائية فى مدن مصر، وتعددها، بل وزيادتها بإقامة مهرجانات جديدة فى مدن جديدة مثل مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية، الذى انتهت فعالياته مؤخرا، ثم مهرجان "الجونة" المزمع إقامته هذه السنة، إلا أن لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة أهميته الخاصة، فهو إحدى أهم التظاهرات الداعمة لفن يراه كثيرون أنه غير جماهيري، بسبب ثقافة المشاهدة التى تأصلت فى مصر أو لدى المشاهد العربى.
المهرجان الذى تقام دورته الـ19 خلال أيام يأتى متوجا لأفكار وبهيكلة جديدة يحاول الدكتور خالد عبد الجليل رئيس المركز القومى للسينما ورئيس الرقابة ومستشار وزير الثقافة تأكيدها بالفصل بين المهرجان كحدث له خصوصيته والمركز من منطلق أنه لا يعقل أنه مع تغيير رئيس للمركز يتم تغيير رئيس المهرجان، وهو ما غفل عنه أو تغافل عنه كثيرون من قبل.
والدورة الجديدة التى يرأسها الناقد الكبير عصام زكريا والتى تم الكشف عن تفاصيلها فى مؤتمر صحفى السبت الماضى تؤكد أن هناك رغبة ملحة فى الانتقال به من مجرد حدث فى مدينة لها تاريخ وجمهورها عاشق لفن السينما إلى رافد فنى وثقافى يبث حالة من البهجة فى جمهور الإسماعيلية.
وتأكد هذا فى الدورة الماضية والتى تحولت فيها الدورة الـ18 من مجرد مهرجان للسينما إلى احتفال بشخصيات مؤثرة كالشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودى، وإقامة حفلات غنائية أحياها على الحجار والأوبرا المصرية.
ومدينة الإسماعيلية التى تم إنشاؤها مع افتتاح قناة السويس في 16 نوفمبر 1869 م، في عهد الخديوي إسماعيل الذي أخذت اسمه، ما تزال بعض أحيائها وشوارعها على النسق الفرنسي بشكل خاص في هندسة تصميم المدن والتخطيط العمراني هى بحاجة ماسة لمثل هذا المهرجان الذى ينقل فنون وثقافات دول عربية وعالمية إلى جمهور لا يتثنى له الحصول عليها من خلال وسائل الإعلام أو غيرها.
وقد تكون هذه الدورة لها خصوصيتها بما تحمله من مفاجآت وتكريمات منها إهدائهاللمخرج الراحل محمد كامل القليوبي، والناقد الراحل سمير فريد.
ومشاركة 10 أفلام من 11 دولة في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة و177 فيلما في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة من 18 دولة، إلي جانب 18 فيلما من 16 دولة في مسابقة الرسوم المتحركة.
ويصل عدد المعروض إلى115 فيلما من 45 دولة بأقسام المسابقة الرسمية للمهرجان، بالإضافة إلى الأفلام المشاركة في الأقسام الموازية.
عشرات المهرجانات فى العالم تضع الفيلم التسجيلى فى مقدمة اهتماماتها، بل هناك عشرات المهرجانات للفيلم التسجيلى تنتشر فى معظم دول العالم، وللفيلم التسجيلى بأنواعه أهمية خاصة فى مهرجان كان وبرلين وفى الأوسكار وغيرهم من المهرجانات.
وهنا يجب الإشادة بدور من كان له الفضل فى هذا المهرجان من مخرجين كالمخرج الكبير هاشم النحاس والناقد الكبير على أبو شادى عملا لسنوات طويلةعلى تفعيل دوره ومؤخرا محاولات أحمد عواض فى العام الماضى لإقامته رغم كل الظروف الصعبة التى واجهته، وهى تقريبا نفس الظروف التى تواجه معظم مهرجاناتنا السينمائية من دعم مالى.
والعثرات التى تواجه مهرجاناتنا السينمائية وفى مقدمتها الدعم يرجع سببه لعدم وجود نوايا خالصة لدعم السينما من الوزارات، فلا يمكن لوزارة الثقافة أن تدعم كل هذا الكم ماليا ولوجيستيا بمفردها، ومن ثم يجب أن تكون هناك لجانا "غير لجنة المهرجانات طبعا!!" تعمل على إنعاش المهرجانات ماليا من خلال تحديد مبالغ من ميزانيات وزارات كالسياحة والشباب والرياضة والمحافظات التى تقام فيها هذه المهرجانات.