"البحوث الإسلامية " تكشف عن توقيت زيارة المتوفى

ورد سؤال الى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية عبر صفحتها الرسمية يقول صاحبه: "متى تكون زيارة المتوفى ومتى يشعر بالزيارة"؟
ردت اللجنة قائلة: فإن زيارة القبور : مستحبة للعظة , والاعتبار , وتذكير بالموت وأهوال الآخرة , وانتفاع الموتى بالدعاء لهم , ودليل هذا ما رواه الترمذي بسنده وصححه قال : قال صلى الله عليه وسلم : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور , فقد أذن لمحمد في زيارة قبر آمنة فزوروها فإنها تذكر الآخرة " وأخرجه مسلم وأبو داود والحاكم وفي حديث آخر أخرجه الحاكم : " فزوروا القبور فإنها تذكر الموت".
وكان عليه الصلاة والسلام يزور قبور شهداء أٌحد كل سنة مرة ويسلم عليهم , ويزور قبور أهل بقيع الغرقد بالمدينة مرارا ويسلم عليهم ويدعو لهم , ويقول : " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية " رواه أحمد ومسلم وابن ماجة وكانت " فاطمة " رضي الله عنها تزور قبر عمها حمزة رضي الله عنه وكان ابن عمررضي الله عنه : لا يمر بقبر إلا وقف عليه وسلم عليه , وقال ابن القيم في زاد المعاد : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا زار قبور أصحابه يزورها للدعاء لهم.
وأوضحت اللجنة أن زيارة القبور جائزة بالاتفاق وأفضل أيامها يوم الجمعة , وقيل : يوم الجمعة ويوم قبله ويوم بعده أما عن متى يشعر بالزيارة ؟ ونعتقد أن صواب السؤال : وهل يشعر المتوفى بالزيارة ؟ فيقول العلماء : إن الروح يسلكها الله في البدن في الحياة الدنيا فتوجب له حسا وحركة وعلما وإدراكا ولذة وألم , ويسمى بذلك حيا , ثم تفارقه في الوقت المقدر أزلا لقطع علاقتها به فتبطل هذه الآثار ويفنى هيكل البدن ويصير جمادا ويسمى عند ذلك ميتا ولكن الروح تبقى في البرزخ , وهو ما بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة من يوم الموت إلى يوم البعث والنشور حية مدركة تسمع وتبصر وتسبح في ملك الله حيث أراد وقدر , وتتصل بالأرواح الأخرى وتناجيها وتانس بها سواء كانت أرواح أحياء , أم أرواح أموات , وتشعر بالنعيم , والعذاب , واللذة , والألم بحسب حالتها وترد أفنية القبور.
ففي زاد المعاد لابن القيم : إن الموتى تدنوا أرواحهم من قبورهم وتوافيها في يوم الجمعة , فيعرفون زوارهم ومن يمر بهم ويسلم عليهم ويلقاهم أكثر من معرفتهم بهم في غيره من الأيام , فهو يوم تلتقي فيه الأحياء والأموات , وروي أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده هذا هو مذهب جمهور أهل السنة وبه وردت الأحاديث والآثار.