قال الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، إن التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط، أحدها: أن يقلع عن المعصية، والثاني أن يندم على فعلها، والثالث: أن يعزم أن لا يعود إليها أبدًا.
وأكد «عبد الجليل»، خلال تقديمه برنامج «المسلمون يتساءلون»، المذاع على فضائية «المحور»، أن هناك أوقاتًا لا يقبل الله تعالى فيها التوبة، وهي: حين ظهور علامات الساعة الكبرى، وعند وصول الروح إلى الحلقوم.
ولفت إلى أن من علامات الساعة الكبرى ظهور الشمس من المغرب، كما ورد في قول الله تعالى: «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ» (الأنعام: 158).
واستند إلى ما رواه أَبو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ؛ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ، وَرَآهَا النَّاسُ، آمَنُوا أَجْمَعُونَ، وَذَلِكَ حِينَ (لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا)، ثُمَّ قَرَأَ الْآيَةَ»، أخرجه (البخاري: 4636).
وألمح إلى أن الوقت الثاني الذي لا تقبل فيه التوبة حين معاينة الموت، وخروج الروح من الحلقوم، فقال الله تعالى: «وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)» (سورة يونس).
وتابع: وعَنْ ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» رواه (الترمذي: 3537)، ومعنى «مَا لَمْ يُغَرْغِرْ»: ما لم تبلغ روحه الحُلقوم، ويوقن بالموت.