قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"العقيدة الفاسدة"


مادة سخيفة ودعوة للملل تلك التى تحيط بنا من وقت لآخر، تهدأ الأمور وتستقر ليعود الاحتقان من جديد بسبب جاهل هنا او أحمق هناك وآخر يظن أنه يملك الحقيقة المطلقة ، هؤلاء الذين يتناسون أن سمومهم لا تصيب إلا البسطاء الذين لا هم لهم سوى لقمة العيش، والدفع في الأيام لتحقيق أحلامهم العادية.

الخوض في أمور العقيدة يصيب أصحابها بارتفاع في درجة حرارة حماسهم الديني، والبعض يعتقد أنه الوقت المناسب للرد والثأر وإثبات إيمانه الصحيح، وفي مقابل ذلك تتحول ساحات التواصل الاجتماعي إلى مباراة لا يخرج أحد منها بنتيجة، الكل خاسر، لأن الجميع يظنون أنهم وحدهم على حق والآخر في ضلال، فتتعكر المشاعر وتصدم في بعض من كنت تظنهم مستنيرين وتكون النهاية جرح جديد في جسد وطن اتعبه الصراع.

إذا أردت لوطننا الخلاص من شيطان الطائفية عليك أن تجعل من منزلك المدرسة الأولى، يتلقى الطفل فيها قواعد المحبة والوطنية، والتعرف على الآخر باعتباره أخا وليس عدوا لمجرد اختلافه معك في الديانة، ولتقف على الثوابت المشتركة التى تجمع أصحاب الديانات السماوية، والتعاليم التى تهدف إلى رقى الإنسان من خلال تنظيم أمور حياته ليحيا في سعادة في الدنيا والآخرة.

ماذا لو حلمنا بأن وزارة التربية والتعليم قررت أن تعطى حصة دين مشتركة كل شهر على الأقل يشارك فيها جميع الطلاب، تتناول الجوانب الأخلاقية وقيم التسامح والتعايش وأن يسرد فيها بطولات وطنية متعددة إلى جانب تقديم نماذج حقيقية من داخل البيوت المصرية الأصيلة، وماذا لو تم تنظيم رحلات جماعية لزيارة الكنائس والمساجد والأديرة الأثرية ليتعرف الجميع على تلك المباني المجهولة لكل طرف، حتى تتبدد الأساطير التى تشاع عنها.

الأمر المؤكد أن الدول المتحضرة والتى تحيا شعوبها في مستوي يليق بكرامة الإنسان لم تتقدم إلا من خلال العمل والعلم والاصرار على تحقيق النجاح والتميز والابتكار، تقدمنا سيأتى حتما عندما تتاح كل الفرص لكل الناس في مختلف الوظائف والتعليم حتى في الاندية الرياضية دون النظر إلى المستوى الاجتماعي او المالي او ما تثبته خانة الديانة او اى شرط آخر يكون دليلا على التمييز بين البشر.

المؤكد أيضا أن المؤمن الحق هو من ينشغل طوال الوقت بعلاقته مع ربه وكيف تنمو وكيف تتطور إلى الأفضل، في المقابل هناك من هو مشغول بعلاقة الآخرين مع ربهم ويتفرغ لسؤال دائم هل صليت وهل صمت وهل فلان على حق أم على باطل، لينسى أن الله يجازى كل إنسان حسب أعماله وفقط ولن يحاسبك على عقائد الآخرين وأفعالهم، عليك أن تقدم نموذجا طيبا عن عقيدتك ليس عن طريق إهانة المختلف معك والانقاص من شأنه بل بالتعامل الانسانى والحضارى، وألا تشعر أنك أفضل ممن هم حولك، فالدعوة تكون بالسلوك الطيب، لا عن طريق تشويه تعاليم الاخر واتهامه بفساد عقيدته، عملا بقوله الكريم "إِنَّ رَبَّك هُوَ يَفْصِل بَيْنَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ".