قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تعرف على وصية السيدة خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم


تحتل السيدة خديجة رضي الله عنها المقام السامي والرفيع في حياة الإسلام، وحياة النبيّ صلّى الله عليه وآله خاصة، الذي ظلّ يحفظ لها وفاءها وإخلاصها وإيمانها ومواقفها، ويشكر لها ولاءها ومواساتها إلى آخر عمره الشريف، وظلت السيدة خديجة إلى آخر عمرها وفيّة للنبي صلى الله عليه وسلم حتّى حظيت بحسن العاقبة وبكاء النبيّ صلّى الله عليه وسلم عليها ودعائه لها وحزنه الشديد عليها حتّى سمّى العام الذي تُوفّيت فيه هي وأبو طالب عليهما السلام بـ «عام الحُزْن».

زواج السيدة خديجة من النبي صلى الله عليه وسلم:
هي أوّل أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوَّج غيرها في حياتها، كرامة واحترام لها، سبقت إلى الإسلام، وبذلت أموالها في سبيله، وحسبها فخرًا أنها أُم الصديقة الزهراء عليها السلام التي جعل الله ذرية النبي صلى الله عليه وآله منها.

صفات السيدة خديجة:
هي أول إمرأة آمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدَّقته وصلّت جماعة مؤتمّة به وأعلنت إسلامها وأوَّل امرأة دافعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلت كل أموالها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوَّل امرأة بلغت في إيمانها الكمال بولاية أمير المؤمنين عليه السلام، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين: مال خديجة وسيف عليّ بن أبي طالب عليهما السلام» و«ما نفعني مالٌ قط مثلما نفعني مال خديجة عليها السلام».

وذات يوم دعا النبي صلى الله عليه وسلم خديجة عليها السلام وأجلسها إلى جنبه وقال: «هذا جبريل يقول: إنَّ للإسلام شروطًا وهي: الإقرار بوحدانية الله تعالى، الإقرار برسالة الأنبياء عليهم السلام، والإقرار بالمعاد وأُصول هذه الشريعة وأحكامها وإطاعة أولي الأمر والأئمّة الطاهرين من أولاده عليهم السلام واحدًا بعد الآخر والبراءة من أعدائهم»، فأقرّت بها خديجة عليها السلام جميعًا وصدَّقت بالأئمّة الطاهرين عليهم السلام سيّما أمير المؤمنين عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله: «هو مولاك ومولى المؤمنين وإمامهم بعدي».

وحينها أخذ على خديجة عليها السلام عهدًا مؤكّدًا بقبول ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله بيّن أصول الدين وفروعه واحدًا واحدا حتى آداب الوضوء والصلاة والصيام والحج والجهاد وصلة الأرحام والواجبات والمحرَّمات، ثمَّ وضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على يد أمير المؤمنين عليه السلام ووضعت خديجة يدها على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وبهذا النحو بايعت أمير المؤمنين عليه السلام.

موقف السيدة خديجة مع السيدة عائشة:
قالت عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها: ما غرتُ على إمرأة من نساء النبي مثلما غرت من خديجة, وإني لم أدركها، من كثرة ذكر رسول الله إيّاها وثنائه عليها، قالت: وتزوّجني بعدها بثلاث سنين وأمره ربه أو جبريل أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب، وكان رسول الله إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغضبته يومًا فقلت: كأن لم يكن في الدنيا إمرأة إلا خديجة؟ قال: «إنها كانت لي ولي منها أولاد، إني قد رزقت حبها». وفي رواية: «صدَّقَتني إذ كذَّبتم وآمنت بي إذ كفرتُم وولِدت لي إذ عقمتُم».

وهكذا مضت أم المؤمنين خديجة الكبرى عليها السلام الى بارئها مجاهدة صابرة وناصرة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وباذلة في سبيل رضى الله سبحانه ونشر دينه وإعلاء كلمته، فسلامٌ عليها يوم ولدت ويوم جاهدت ويوم رحلت ويوم تبعث بين يدي ربها مكرّمة سعيدة.

وصية السيدة خديجة:
ولمّا حضرتها الوفاة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا رسول الله اعف عنّي إن قصّرت في حقك».. فقال: «حاشا، ما رأيت منكِ إلا خيرًا، وقد سعيت كلّ سعيك، وتحملتِ الأذى، وبذلت مالك في سبيل الله»، فقالت: يا رسول الله أوصيك بهذه وأشارت إلى الزهراء عليها السلام ستكون هذه البنت غريبة ويتيمة بعدي لا تؤذها امرأة من قريش ولا يضربها أحد على وجهها، ولا يرفعنَّ أحد صوته في وجهها ولا ترى مكروهًا.