الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قطر تعيش «الاثنين الأسود» بسبب المقاطعة العربية.. وتتكبد خسائر بالمليارات

صدى البلد

  • "موديز" تتنبأ بانخفاض التصنيف الائتماني لقطر
  • البورصة القطرية تسجل تراجعا بأكثر من 7%
  • البنوك القطرية تتكبد أكبر خسائر في تاريخها

شهد الاقتصاد القطري يوما مليئا بالخسائر نتيجة إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، متهمينها بـ"دعم الإرهاب"، وتكبدت البورصة القطرية خسائر كبيرة بتراجعها بأكثر من 7%.

واعتبرت وكالة "موديز" العالمية المتخصصة في التصنيف الائتماني للدول والشركات الكبرى، أن قطع عدد من الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، يؤثر على تصنيفها الائتماني، وكانت "موديز" خفضت، أمس، التصنيفات الائتمانية لكبريات شركات النفط والغاز، والصناعة، والعقارات في دولة قطر، ما أدى إلى تأثر شركات كبرى بالتخفيض، كشركة "راس غاز"، المتخصصة في مجال الطاقة والغاز، إضافة إلى شركة "قطر للبترول"، وشركة "صناعات قطر"، وشركة "الديار العقارية"، و"شركة ناقلات"، المتخصصة في النقل البحري.

وخسرت الشركات القطرية مليارات الدولارات عقب القرار، وخسر بنك قطر الوطني 3 مليارات دولار من قيمته السوقية، وهذه أكبر خسارة في قطاع المصارف، فيما انخفض سهم "أمال" بأكثر من 10 في المئة على أثر ارتفاع الزخم في الأسواق، وفقد سهم شركة "قطر لنقل الغاز" أكثر من 14.2 في المئة، فيما انخفض "البنك الأهلي" لليوم الثاني على التوالي ليخسر 6.0 في المئة في يومين.
 
وانخفض سهم قطر للصناعات التحويلية 8.2 في المئة، وتراجع سهم المخازن الخليجية لليوم الرابع على التوالي، فيما سجلت شركة قطر للملاحة أدنى مستوى لها لهذا العام، وتراجع البنك القطري الأول 9.9 في المئة.

وكانت الإجراءات المشتركة الصادرة من السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر تمثلت في: قطع العلاقات الدبلوماسية معها، وإمهال البعثات الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة الدول الـ3، ومنع دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى الدول الـ3، وإمهال المقيمين والزائرين القطريين 14 يوما لمغادرة الدول الـ3.

وشملت الإجراءات منع مواطني الدول الـ3 من السفر إلى دولة قطر أو الإقامة فيها أو المرور عبرها، وإغلاق كافة المنافذ البرية البحرية والجوية خلال 24 ساعة أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى قطر، واتخاذ الإجراءات القانونية والتفاهم مع الدول الصديقة والشركات الدولية بخصوص عبورهم بالأجواء والمياه الإقليمية الإماراتية من وإلى قطر، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني الإماراتي.

وعبرت الدول الـ3، في بياناتها، عن أسفها للوصول إلى هذه القرارات بسبب السياسات القطرية، مؤكدة احترامها وتقديرها البالغين للشعب القطري، لما يربطها معه من أواصر القربى والنسب والتاريخ والدين.

وأعلنت مجموعة من شركات الطيران وقف رحلاتها من وإلى قطر، مثل "مصر للطيران"، و"الاتحاد للطيران" الإماراتية، وخطوط "طيران الإمارات"، و"فلاي دبي" للطيران و"طيران الخليج" التابعة للبحرين، وتواجه الدول الصحراوية بطبيعتها مصاعب في زراعة الأغذية، ويمثل الأمن الغذائي قضية مهمة لقطر، بالنظر إلى أن الطريق البرية الوحيدة لدخول الأغذية إليها هي السعودية.

وكانت واردات قطر من الغذاء البالغة 1.05 مليار دولار في 2015 نحو 309 ملايين دولار منها من السعودية والإمارات، وجزء كبير منها، وبخاصة منتجات الألبان، كان يأتي برا عبر الحدود السعودية وسيكون على قطر أن توفر ترتيبات بديلة.

وتقترض الحكومة القطرية في الداخل والخارج لتمويل إنفاق على البنية التحتية يناهز الـ200 مليار دولار مع استعدادها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، وينبئ تراجع أسعار السندات القطرية يوم الاثنين بأن تكلفة الاقتراض ستزيد الأمر الذي قد يكبح بعض المشاريع، وتمثل الجارة السعودية مصدرا لواردات المواد الأساسية لقطر، من بينها الإسمنت والصلب عن طريق الشحن البحري والبري أيضا. وقد ترتفع تكاليف الإنشاءات في قطر مما سيغذي التضخم بسبب عدم إمكانية استيراد الألومنيوم ومواد البناء برا، وألغت العديد من الشركات الخليجية العاملة في قطر صفقاتها، من بينها تلك العاملة في قطاع التجزئة، وهذه المتاجر ستغلق أبوابها على الأرجح، كما أن نادي الأهلي السعودي ألغى اتفاقية الرعاية مع الخطوط الجوية القطرية.

ويتضمن قرار قطع العلاقات حظر سفر مواطني السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر، أو العيش فيها، أو المرور عبرها، حسبما أفادت الحكومة السعودية، التي وضعت مهلة 14 يوما لمواطنيها لمغادرتها، ومن جهة أخرى، فإنه سيكون أمام القطريين الفترة ذاتها لمغادرة السعودية والإمارات والبحرين، ومن شأن فقدان هذه الأيدي العاملة أن يُسبب مشكلة للشركات المحلية والدولية العاملة في هذه الدولة الخليجية الصغيرة.