الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

" الكرسي للباشا "


هاتفني شخص اعتلي الكرسي قريبا كان رقم هاتفه قد مسح من موبايلي لأسباب فنية في الجهاز، فسألني بصوت أجش بعد أن عرفني بنفسه"لمن الكرسي اليوم؟"، فرديت لك!، فقال هو مستفسرا بنبرة قوية عالية !"ناوي تعمل إيه هتشتغل معايا ولا لأ ؟"فأجبت ! أخر المعارضين وأول الداعمين هذا في دولاب العمل، أما سأظل في صف معارضة مجيئك لأنك لا تستحق هذة المكانة وبيننا من هو أولي منك.

فرد يعني إيه بتشكك في قدراتي مش عجبك اختيار الدوله إ أنا : يا باشا يا باشا ؟ هو : فاقدا أعصابه! مش هتشتغل معايا ومافيش مكافآت ولا بدلات والإمضاء الساعة 8 الصبح وياريت تأخد أجازة بدون مرتب ! فما كان مني إلا أن قولت له ! أما وأن براشوت إختيار الدولة جعلك تهبط علينا فأهلا بك يا باشا.

سيناريو مكالمة الباشا سواء كان حقيقيا أو من وحي الخيال،فإنه يحدث عندما يكون التعيين في المناصب بالأمر المباشر لأهل الثقة وليس الكفاءة، وعندما تغيب المعايير والمنافسة أو لا تكون الإنتخابات عنصرا فاصلا،وبالتالي يكون الصندوق هو المعيار وهذا الباشا مع كل تعيين أو ترقية (بالقوة الجبريه)داخل مؤسسات وهيئات “ copy paste”الدولة بما فيها التعديلات الوزارية وحركات المحافظين.

هذة أزمة حقيقية داخل الدولة العميقة مصر، وما أقوله ليس سرا وقد ذاق أغلبكم مرارة تعيينات أهل الثقة والحظوه وتعيينات النكاية وتصفية الحسابات مع زملاء العمل،إنظر حولك تجدهم فى كل مكان و فى كل زمان بداية من بطانة الحاكم إلى أصغر دائرة أو شركة أو مصنع.

هؤلاء البشوات : أنصاف موهوبين،أخذوا مكان من هم أجدر منهم واعتلوا مكانة تفوق حجمهم و موهبتهم، يبيعون قدراتهم الكاسدة برياء ونفاق صاحب قرار تعيينهم او ترقيتهم،لديهم قرون استشعار حساسة نحو المنصب ويعرفون من اين تؤكل الكتف حتي لو كان لحم"جيفة"وببراعة واقتدار يعرفون كيف يكون ظهورهم للنور فى الوقت والمكان المناسب أمام الشخص المناسب

هذا النهج في اختيار الباشا له خطره العظيم وعواقبه الأليمه علي المجتمع وسبيلٌ إلى ضياع الحقوق وعدم إستقامة الأمور ، ومؤشرٌ لفقدان الثقة بين الناس وضياع لإستثمار القوي البشرية داخل العمل وصناعة للجهل والتجهيل وتبريرهما تحت مسمي اهل الثقة.

متي سنتعلم الدرس ونختار الباشا الذي يستحق المنصب فعلا حتي لو لم يكن من أهل الثقة،فكل صاحب كفاءة وخبرة وقيادة قادرة علي الأداء وتهيئة مناخ العمل وإدارة الأزمات ومواجهاتها فهو أهل ثقة، فإدارة المؤسسات ليست هدية أو منحة لكنها مسئولية تجب المحاسبة علي التقصير فيها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط